سنُحاولُ من خلال هذه العُجالة التعرّض لمسألة الترجمة الصوتية لأسماء الأشخاص[1] على مدى قرن من الزمن بقسنطينة : من بداية القرن العشرين (1901) وحتّى بداية القرن الواحد العشرين (2001).
سنحاول التطرُّق إلى بعض ملامح الهُوية الأونوماستيكية القسنطينية من خلال تتبُّع ما عكسه الانتقال من الشفوي[2] العربي إلى الكتابي الفرنسي، ثمّ من الكتابي الفرنسي إلى نظيره العربي على صعيد النسخ الخطّي (transcription phonétique).
النسخ الخطِّي للأسماء بين إدارة المُستعمر والإدارة الجزائرية
تعرَّض الحقل الأونوماستيكي القسنطيني (الجزائري) إلى كثير من العُنف الرمزي[3] على مرحلتين: تمّت الأولى إبّان الفترة الاستعمارية من خلال التهديم وإعادة البناء الذي تعرَّضت له المنظومة التسموية الجزائرية (القسنطينية) في وقت قياسي مُقارنة بغيرها، ونفذتها إدارة استعمارية غريبة عن اللُّغة العربية وغير متعودة عليها. وكانت الثانية بعد الاستقلال وبالضبط فترة التعريب ـ غير المدروس. للحالة المدنية، ومن قبل إدارة جزائرية ليست بالغريبة عن المجتمع، ولكنّها جاهلة بأُسس لغته، غير مُتحكمة بها:
الفترة الاستعمارية / بين التهديم وإعادة البناء !
الرسم البياني 1 : "أولى مراحل العُنف الرمزي"
لقد كان لكلِّ إداري فرنسي شكله الكتابي الخاص أو طريقته المُختلفة في تدوين الأسماء الشخصية الجزائرية بالحروف اللاتينية، ذلك أنّ كلّ واحد دوّنها الأسماء وفق ما اعتقد سماعه[4] وهو ما لم يؤدِّ إلى نسوخ خطِّية كثيرة وغير مُوَحّدة للاسم الواحد[5] فقط، بل وإلى صيغ مُتباينة ومُختلفة له أيضا خاصّة حينما يعمد بعض الضباط إلى ترجمة الأسماء أثناء نسخها، مثلما حدث بسجلات الشجرة النسبية[6] بمصلحة الحالة المدنية لبلدية قسنطينة لاسم "محمد العربي" الذي تُرجم شقّه الثاني ليُصبح « Mohammed Arab »، ويفتقد بصيغته الجديدة تلك قدراً كبيراً من الأفكار والقيّم التِّي كانت مُرتكزة فيه قبلا.
لقد أزعجت كثرة تلك النُسُّوخ السلطات الفرنسية بما أحدثته من فوضى وخلط في التعرف على الجزائريين وتحديد هُوياتهم..ومن أجل إيجاد صيغة مُتماثلة للأسماء بالوثائق الرسمية، وجّه الإمبراطور "نابوليون الثالث"، « Napoléon III » رسالة إلى الحاكم العام بالجزائر بتاريخ 25 جوان1865[7] حثّه فيها على ضرورة إنجاز عمل يُسَّهِل على مُمَثلي السلطة الفرنسية عملية تدوين أسماء الأهالي بشكل مُوحد، وعليه فقد انصب العمل على مُحاولة إيجاد المُقابلات اللاّتينية للحروف العربية. وُوجِهَ ذلك الأمر بالكثير من الصعوبات فالألفباء العربية تفتقد للمُصوّتات القصيرة، ولا تمتلك إلاّ ثلاثة حروف مدّ "أ، ي، و"، ناهيك عن عدم استعمالها الحروف الكبيرة التِّي تعتمد عليها الفرنسية في كتابة أسماء الأشخاص، وفضلا عن جهل اللّغة و الألفباء الفرنسيتين للكثير من الصوامت العربية نحو "ص، ض، ط، ظ،" أو "ق و ء"...
أمام كلِّ هذه المشاكل، أضحى من الضروري وضع قاموس يُوحِّد ويُثّبت النسخ الفرنسي للأسماء الشخصية والمواقعية[8] المُعتمدة في الجزائر من قبل الأهالي، ولقد تمّ تنفيذ ذلك فعلا من قبل المُترجمين العسكريين مارك .ج .دي سلان (De Slane. Marc G.) وش. قابو (Gabeau. Ch) اللّذان قاما بوضع قاموس من جزأين حول أسماء الأشخاص والمواقع الجزائرية[9]. وعلى الرغم من اعتماد طريقة النسخ التِّي اقترحها ذلك القاموس في تدوين أسماء الأماكن أثناء إنشاء الخرائط الجغرافية[10]، إلاّ أنه لم يتمكن من فرض نفسه داخل الإدارة الفرنسية.
وعليه فقد صدرت مُذكرة بباريس سنة 1880 للجنرال بارمنتي (Parmentier) عنونه « De la transcription pratique du point de vue français des noms arabes en caractères latins [11] »، وفيها لفت الانتباه إلى الدور السلبي الذي يمكن أن تلعبهُ التأثيرات الخارجية في مجال النسخ ، كما نوّه بإمكانية كتابة الحرف العربي الواحد على أكثر من صيغة؛ حيث ذكر على سبيل المثال إمكانية كتابة الحرف العربي «ش» على الشكل «sch» على الطريقة الألمانية، أو على الشكل « sh » كما يفعل الإنجليز... وهو ما لم يتم العمل به في الواقع، إذ لم تحض مُذكرة "بارمنتي" كغيرها ممّا شابهها من دراسات بمُتابعة تطبيقية على الصعيد الإداري على الرغم من القيمة القطعية لها[12].
لقد قامت الإدارة الفرنسية بتهديم كامل للمنظومة الأونوماستيكية الجزائرية (القسنطينية) التقليدية، ومن ثمّ أعادت بناءها بنُسُّوخ مُتباينة[13]. ولقد كشفت تلك العملية التدميرية عن عدم التزام الإدارة بنصوص القانون القاضية بتوحيد الصيغة الكتابية للأسماء الشخصية، مما أورث القسنطينيين هُوية أونوماستيكية مُنشطرة.
ما بعد الاستقلال / أو مرحلة التعريب غير المدروس للحالة المدنية !
الرسم البياني 2 : "ثاني مراحل العُنف الرمزي"
لقد قرّر رئيس الجمهورية بناء على الدستور لا سيما المادتان 111-10 و 152 منه،
- وبمقتضى الأمر 75-58 المؤرخ في 20 رمضان عام 1395 هـ الموافق ل 26 سبتمبر سنة 1975 والمتضمن القانون المدني،
- وبمقتضى الأمر 67-24 المؤرخ في 7 شوال عام 1386 هـ الموافق ل18 يناير سنة 1967 المعدل و المتمم و المتضمن القانون البلدي،
- و بعد الإطلاع على الأمر رقم 69-38 المؤرخ في 7 ربيع الأول عام 1389 هـ الموافق ل 23 ماي سنة 1969 والمتضمن قانون الولاية المعدل والمتمم،
على أن:
- تكلّف المجالس الشعبية البلدية بإعداد قائمة مجموع أسماء الأشخاص الواردة في سجلات الحالة المدنية، وإرسالها إلى وزارة الداخلية قصد إعداد قائمة وطنية تحوي جميع أسماء الأشخاص المحصاة في الجزائر، مسجلة حسب الترتيب الأبجدي.
وعلى أن تكتب باللغة الوطنية، جميع أسماء الأشخاص الواردة في القائمة الوطنية. وأن تتولى هذه الكتابة وزارة الداخلية، على أساس الترجمة الصوتية لأسماء الأشخاص[14].
لكن تطبيق هذا المرسوم كشف عن استمرار مُمارسة ذلك العُنف الرمزي على هُويتنا الاسمية حتّى من قبل الإدارة الجزائرية بعد الاستقلال بسبب قلّة خبرة مُوظفيها؛ إذ شكّلت مرحلة التعريب ـ غير المدروس ـ للحالة المدنية ثاني مراحل ذلك العنف؛ حيث أسهمَ الانتقالُ بكتابة الأسماء من الأحرف اللاتينية إلى الأحرف العربية، ليس فقط في تبرير أخطاء الفرنسيين وإلباسها ثوب المسلّم به بل في مضاعفة تشويهها، كما أسهمت الترجمة الصوتية لبعض الأسماء في مسخ حقيقي لمعناها الدلالي؛ حيث رمت كتابتها إلى ما يُخالف معناها المقصود بدءا.
ولقد وقفنا على نسخٍ اعتباطي وعشوائي للأسماء بمصلحة الحالة المدنية لقسنطينة[15]، والحقيقة أنّه من غير المُمكن إلقاء لوم هذا التقصير على مُوظفي الحالة المدنية لوحدهم؛ ذلك أنّه لا توجد سياسة واضحة باستطاعتهم تَتّبُعُهَا، أو نظام مُوحد بإمكانهم اعتماده أثناء تدوينهم الأسماء: «نَكْتْبُوا كِيمَا نَعَرْفُوا» كانت الإجابة النموذجية لضباط المصلحة، في حين دارت مُعظم إجابات الموظفين بنفس المصلحة حول اعتقاد مفاده: « c'est un nom propre، "أَكَّتْبُو كِيمَا تْحَبْ" أو "أَكَّتْبُو بَرْكْ"[16].
وأمام هذا الفراغ القانوني والإداري لم يجد الموظفون بقسنطينة من بُدٍّ سوى ارتجال طرائقهم الخاصة في النسخ، فعمد بعضهم إلى اعتماد الطريقة المشرقية، على الرغم مما تُسبِّبه من تحوُّل في الشحنة الدلالية للاسم[17]، وهذا ما لمسناه في حالة "غنية" التِّي تحوّلت إلى "غانية"[18]، ليتبدّل بذلك معنى اسمها المُضّمن بالرفعة والغنى المادي[19] ويتحول إلى آخر يرمي إلى المرأة التِّي غَنِيَت بقوة جمالها عن الزينة ووسائل التجميل[20].
كما اتفق بعضهم الآخر ممن أسندت له مهمة مُعالجة عقود الميلاد بتقنية الحاسوب على تسجيل الأسماء المنتهية باللّفظ "الدين"، من مثل: "زين الدين"، "شمس الدين"، بترك فراغ (un blanc) بين شقّي الاسم، وعلى عدم مراعاة ذلك أثناء تدوين أسماء التعبيد وما جاء على شاكلتها من أسماء صُدِّرت بلفظ نحو "عبد الله" و "آمة الله"، وذلك لعدم انتمائها للأسماء المركبة حسب اعتقادهم![21].
لقد ضُوعفت ـ- في قسنطينة فترة ما بعد الاستقلال -ـالتشويهات الكتابية للأسماء على صعيد اللُّغة الفرنسية: أيمن Aimen )- Aymen Aïmene -Aymene ([22]، بما يُقابلها أو يفوقها على مُستوى اللُّغة العربية؛ فأضحى للاسم الواحد أكثر من مُقابلٍ عربي وأجنبي: رميساء، روميساء، روميسة، رميسة (- Roumaissa - Roumeissa - Roumeïssa -Roumaïssa )[23]...
حسن، الحسن، لحسن، أحسن (Ahcéne - Ahcene - Ahcène - Lahcen - Lahcène - Lahcene - El Hacene - Ahcen - Ahcén)[24].
وللحرف العربي قُدسيته !
للفضاء القسنطيني مثله مثل غيره من الفضاءات الجزائرية، أطُرهُ وأبعادهُ الاجتماعية، ومُقدّساته التِّي يُؤمن بها بجميع دلالاتها الرمزية والمعنوية، وتابواته[25] التِّي يُسلِّم بها وبارتباطها الوثيق بمُعتقده الديني، حتّى وإن لم تتفق مع هذا الأخير أو تنافت معه... .
لقد أثبتت لنا تقنية المُلاحظة تقديس أهل قسنطينة لكلِّ ما هو مكتوب باللُّغة العربية؛ فتجدهم مثلا لا يستعملون الجرائد العربية في رمي الأوساخ، بل يُؤثرون لذلك نظيرتها الفرنسية[26]، ويقومون بحرق كلِّ وثيقة تضمنت آيات قُرآنية أو أحاديث نبوية، فللحرف العربي قُدسيته التِّي لا ينبغي تدنيسها؛ ذلك أنّ العربية فضلا عن كونها لغة القرآن في الدنيا: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (آية قرآنية)[27] ولُغة أهل الجنّة في الآخرة، فإنّها لّغة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهله الذين أحبهم: ((... فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم))[28] (عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما).
ولقد تُرجمت تلك المُمارسات على الصعيد الأونوماستيكي، فأبرزتها بعض المُعلّقات بالحافلات العاملة على خط "سيدي مبروك ـ بن عبد المالك"[29]، خاصّة، والناهية عن رمي تذاكر الحافلة بالأرض لاحتوائها على أحد أسماء الله الحسنى، كما أكّدتها ورسّختها مُحاولات من قبل أصحاب الحافلات استهدفت تعديل ما هو مكتوب حتّى لا يقع صاحبها فيما هو محظور اجتماعيا!
الجدول 1 : "رصد للصيّغ المُعوضة للفظ الجلالة بتذاكر الحافلة "[30]
الصيّغ المُعوضة للعبارتين : "ملعب بن عبد المالك" أو "(ا)بن عبد المالك"
بن ع. م. / بن عبد م
السطاد/ الصطاد[31]
ملعب
الملعب
ملعب بن ع م
ملعب ع. م.
[32]Stade
أمام هذه المُمارسات، تفرض علينا مجموعة من التساؤلات نفسها بشدّة: أولم يُفكِّر المسئول/المُشرِّع بالجزائر في أن يتماهى مع أهل مُجتمعه[33] ويُقدِّس حُروف لغتهم. والتِّي تُعدُّ لُغة بلده الرسمية أيضا ـ ويعمل على حفظها من التشويه الدلالي والرمزي الذي لحقها من جرّاء مُمارسات اعتباطية لم يرق الوعي بأصحابها حتّى إدراك مدى خُطورتها؟ وألم يُدرك بأنّه من خلال ثقافة الصمت التِّي يُمارسها على مختلف الأغلاط الواقعة بمصالح حالته المدنية، لا يُشرِّع لغير تدمير رمزي لذاكرة أمته، ولأحد أوجه تُراثها اللامادي، بما أنّ الاسم ما هو إلاّ صورة المُسمّى وحقيقته المُلازمة له والتِّي لا تُزايله حتّى بعد مماته؟؟ وبأنّه في غياب تشريع لسياسة واضحة لتصليح الخطأ والحدِّ من استمراره سيتحوّل المُوظف (أو الإداري) بمصالحنا إلى ماكينة لإعادة إنتاج الأخطاء السابقة؟ و بأنّ السكوت عن تلك الأخطاء سيُدخلها لا محالة في حُكم المألوف والمعمول به؛ حيث سيُلبسها ثوبا من الرسمية، ليُكتب على الموظف الالتزام بها، ليُصبح كمن جُبل عليها، خاصّة وهو لا يملك غيرها؟
هناء أم هانة ؟ حول إشكالية النسخ الخطِّي للأسماء
لم تُسهم تلك الأغلاط الكثيرة[34] في تفجير الهُوية الأونوماستيكية للفرد القسنطيني الواحد بأكثر من مُقابل عربي وأجنبي فقط[35]، بل ولقد نجحت في تحويل كامل للشحنة الدلالية لاسمه إلى نفيضها العكسي، فتحوّل بذلك « مُحْيِي الدِّين» الذي رغب من أسماه في أن يحمل لواء الدين ويعمل على إحياءه إلى ماحٍ له (Mahieddine)[36] أو مُزيل لأثره؛ ذلك أنّ "المحو لكل شيء يذهب أثره"[37]، و"هناء" الاسم الدّال معناه على السعادة والسرور[38] والمُعبّأ بأمل أن تنعم صاحبته بحياة سارّة وعيش هنيء غير شاقّ أو مُتعب[39]، إلى (هانة) رمز الهمِّ والغمِّ؛ فالهّانة في المحكي المحلّي القسنطيني تُفيد التدليل على ضيق الحال وضُعفه؛ فإذا ما قال أحدهم "رَانِي فِي هَانَة" فإنّ ذلك يعني أنّه في حال يُرثى لها، وأنّ الوضع قد تفاقم به حتّى درجة مُتقدمة من السُّوء...
كما ارتبط النسخ الخطِّي (عربي-فرنسي) للأسماء ببلدية قسنطينة بمشاكل أخرى، أحدثتها بالنسبة للُّغة العربية الأخطاء المُتّعلقة بحذف أحد حروف الاسم أو استبداله بغيره؛ كأن تُستبدل الميم في "سمير" نونا ليصبح الاسم بذلك "سنير" ويفقد معناه اللُّغوي الايتيمولوجي وتتّشوه حُمولته الدلالية. أو أن تُحذف التاء في بعض الأسماء الأنثوية فتسقط عن الاسم هُويته الجنسية، وتُضحي سميرة ← سمير، نسيمة ← نسيم...
أمّا بالنسبة للُّغة الفرنسية؛ فأحدثتها الأخطاء المُتّعلقة باستبدال الاسم بكامله! وهي حالة "خديجة" التِّي عُوض اسمها في الخانة المُخصّصة لكتابة الاسم بالفرنسية باسم
« Djamel »[40] لتتّشوه بذلك هُويتها الأونوماستيكية والجنسية دُفعة واحدة...
اسم واحد، نُسوخ كثيرة !
لقد عكسَ الانتقال من الشفوي العربي إلى الكتابي الفرنسي على صعيد النسخ الخطِّي، بحقٍ نجاح السُلطات الفرنسية في "تجريدنا من الجنسية"[41] من خلال أسماء أعلامنا الشخصية، حيث أوْرَثَتنا هُوية أونوماستيكية مُشّوهة، مُثِّل فيها الاسم الشخصي الواحد بعدّة أشكال مُتباينة، كما ضاعف الانتقال من الكتابي الفرنسي إلى نظيره العربي من آثار تصدُّع تلك الهُوية. وبالجدولين (02) و(03) نماذج لتوضيح العُنف الرمزي الذي مارسته الإدارتين الفرنسية والعربية على الهُوية الأونوماستيكية للقسنطيني طيلة قرن من الزمن:
الجدول 2 : "مختلف النُسُّوخ الخطِّية التِّي ورد عليها الاسم الأنثوي الواحد"
الجدول 3 : " مختلف النُسُّوخ الخطِّية التِّي ورد عليها الاسم الذكروي الواحد"
من الجدولين يبدو لنا جليّا أنّ النظام التوافقي الذي تبنته الإدارتين الفرنسية [المُستعمرة] والجزائرية [المُستقلة/المُعرّبة]، قد أسفر عن [التمثيلات/المُقابلات] التالية:
الجدول 4 : "مُختلف المُقابلات الفرنسية لبعض الحروف العربية "
الحرف العربي |
مُقابله الفرنسي |
الألف |
a,e,i,ou |
الباء |
b |
التاء |
t |
الطاء |
t |
الهاء |
h |
الحاء |
h |
الدال |
d |
الذال |
dh |
الجيم |
dj |
الياء |
y,i |
لم تُراع المُقابلات الفرنسية خُصوصية الحرف العربي؛ ففي حين مثّلته بأكثر من مُقابل، مُثِّل الكثير منهاـ أي تلك المُقابلات ـ بحرف واحد فقط [«t: ت-ط»، " h: ه- ح"].
ربما من الممكن تقبُّل عدم وجود شكل مُوحد لنسخ بعض الأسماء غير المُتداولة؛ ذلك أنّ وجودها كان مجهولا لدى بعض الضباط، وبالتّالي فإنه لمن المُستعصي عليهم الاتفاق على صيغة مُوحّدة لها. لكن ما لا يمكن تقبُّله هو عدم اتفاقهم على كتابة واحدة للأسماء المُتواترة بالفضاء الجزائري نحو فاطمة ومحمد؛ اللذان سجلا أعلى نسب التواتر على مدى قرن من الزمن: (1901-2001) ولدى مصلحتين مُختلفتين للحالة المدنية: (فرنسية وجزائرية).
لقد تباينت طُرق النسخ الخطِّي لاسمي محمد وفاطمة من سنة لأخرى، وحسب مصلحة الحالة المدنية التِّي تكفّلت بتقييد سجلات الميلاد، خاصّة فيما يتعلّق باللُّغة الفرنسية، إذ وعلى غرار غيرهم من أسماء الجزائريين لم تُعتمد صيغة واحدة في نسخهما، وقد حاولنا أن نرصد إحصائيا مُختلف الأشكال الكتابية التِّي جاء عليها هذين الاسمين فيما سيلي من جداول إحصائية ورُسوم بيانية:
الرسم البياني 3 :"الأشكال الكتابية المُختلفة لاسم « محمد »"
الجدول 5 : "رصد إحصائي لمُختلف الأشكال الخطِّية لاسم « محمد »"
Prénom Arabe |
Prénom Français |
Fréq. |
Taux |
/ |
Mohammed |
100 |
33.33 |
/ |
Mohamed |
40 |
13.33 |
محمد |
Mohamed |
30 |
10.00 |
محمد |
/ |
13 |
0.36 |
/ |
Mhamed |
2 |
0.06 |
محمد |
Mohammed |
7 |
2.33 |
192 |
59.42 |
حيث / : |
تعني عدم وجود نسخ للاسم باللُّغة المُقابلة (عربية أو فرنسية). |
من الجدول والرسم المُرفق به، يتجلّى لنا واضحا بأنّه على الرغم تمتّع اسم «محمد» بشعبية واضحة في الفضاء القسنطيني، وترأسّه قائمة الأسماء الذكروية ذات الدلالة الدينية، وتشكّيله عنصرا تسمويا فعالا في تركيب العديد من الأسماء الذكورية الأخرى[42]، إلا أنّه لم يحظ باستقرار نسخي على مُستوى الكتابة الفرنسية.
الرسم بياني 4 : "الأشكال الكتابية المُختلفة لاسم «فاطمة »"
الجدول 6: "رصد إحصائي لمُختلف الأشكال الخطِّية لاسم « فاطمة »"
Prénom Arabe |
Prénom Français |
Fréq. |
Taux |
/ |
Fatma |
39 |
1.08 |
/ |
Fatima |
32 |
0.89 |
فاطمة |
/ |
2 |
0.06 |
فاطمة |
Fatma |
1 |
0.03 |
فاطمة |
Fatima |
5 |
0.14 |
/ |
Fetima |
8 |
0.22 |
فاطمة- فطيمة - فاظمة- فطوم- فطومة |
Autres |
4 |
0.11 |
91 |
2.53 |
على الرغم من أنّ في اختلاف الأشكال الخطِّية لاسم »فاطمة«، تجسيد لمختلف الصيّغ النُطقية التِّي جاء عليها الاسم بالفضاء القسنطيني[43]؛ إذ نجدهم -أي أهل قسنطينة- وعلى غرار غيرهم من أهل المغرب العربي، يستخدمون صيغة «فَطيمة» في مُقابل«فَاطْمة» عند أهل المشرق العربي[44]. إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من وجود نسخ خطِّي عربي موحد لذلك للاسم، فهو فضلا عن عدم غرابته وشُيوعه، فإنّ نسخه معروف.
خلاصة
لقد مُورس عُنف مُضاعف على الهوية الأونوماستيكية الجزائرية (القسنطينية) طبقته إدارة فرنسية مُستعمرة جاهلة بالحرف العربي وغير مُتعودة على أصول لغته، وأخرى عربية مُستقلة غير قادرة حتّى أن تتحكم بأبجدية لغتها.
ومن خلال نتائج بحثنا المتواضع هذا، والتِّي مازالت بطورها الأول[45]، نرى أنّه من التعسُّف إلقاء اللّوم على الإدارة الفرنسية وحدها على ذلك الانشطار الحاصل بالمشهد الأنثروبونيمي الجزائري، وإن حققت هي السبق في ذلك؛ فمثلما كشفت الترجمات الصوتية لأسماء الجزائريين (القسنطينيين) فترة الاستعمار عن جهل الغرباء بمبادئ لغتنا وأسُسها الإيتيمولوجية، فلقد أطلّ من وراء أغلاط عهد الاستقلال وتحت إشراف مسؤولين [جزائريين/عرب] ثوبا لسياسة من اللاّمبالاة إزاء التشويه الذي لحق بذاكرة الأمة وأرشيفها، والذي لن تتوقف آثاره الوخيمة في الحقيقة عندهم، بل ستمتد إلى مجتمعهم ككل. وهو ما فيه انكشاف لصدع كبير للسياسات المُختلفة المُوجّهة للبناء الاجتماعي والمُنتجة للثقافة بنوعيها الواسع والضيق.
لقد كشف تعريب الحالة المدنية عن عدم تحكم [المُوظف/الإداري] الجزائري المُنتمي إلى جيل حُكم عليه بأنّه معرّب، حتّى بمعرفة أبجديات لغة من المفروض أنّها لغته الرسمية أو الأم! فهل أنّ مُؤسساتنا القضائية سنّت قوانين ولم تُمّهد لأرضية تطبيقها؟ أم هل أنّ مؤسساتنا التربوية قصّرت بأداء وظيفتها فأنتجت جيلا من غير المُتحكمين أو بالأحرى أنصاف المُتعلمين؟؟.وهل لنا أن نغضّ الطرف عن مسؤولية [الرئيس/الضابط] أو [المشرِّع /الدولة]، ونُلقي بالمسؤولية كاملة على [المُوظف/ المرؤوس] وننعتهُ وحده بـ«المُقصِّر»، ونتناسى بأنّه ـ أي المُوظف ـ واجهة رئيسه، وبأنّ الساكت عن الغلط بمثابة فاعله؟؟؟
لم نهدف من خلال هذه العُجالة، إلى إصدار أحكام مجانية، بقدر ما سعينا بعيدا عن أيِّ قراءة مغلوطة أو تحوير للسياق التاريخي للحدث، إلى خطِّ الحروف الأولى لموضوع ما زالت أغواره لم تُسبر بعد، عبر تقرير لواقع ارتأينا أنّ تغييره سيعمل على مُصالحتنا مع ذاتنا، ومن ثمّ رُقيِّنا بها على أسس منسجمة صحيحة. لا سيّما وأنّ مسألة توحيد النظام الخطِّي للأسماء الجغرافية والمواقعية قد حظيت باهتمام كبير من قبل الباحثين بالمعهد الوطني للخرائط [46](INCT) والباحثين المختصين في التوبونيميا، خاصّة بعد تنصيب اللجنة الدائمة المختضة في التوبونيميا (commission permanente spécialisée de toponymie) التابعة للهيئة الوطنية للمعلومة الجغرافية (comité national pour l'information géographique) المؤسسة بقرار رئاسي رقم 96-405 بــــــ 19 نوفمبر 1996[47].
هدى جباس - Houda DJEBBES
الهوامش :
[1] إنّ اقتصارنا الحديث على أسماء الأشخاص هنا، لم يتم أبدا من منطلق إقصائي أو تهميشي لأسماء العائلة، ولكنّ خُصوصية الدراسة اقتضت منا الغور في خصوصية بحثية محدّدة. و عليه نرجو أن نسهم بهذا في فتح الباب أمام غيرنا من الباحثين حتّى تتآلف الجهود وتتكاثف علّها تُعطي الموضوع حقه من التأليف والتقصِّي.
[2] ذلك أنّ المجتمع القسنطيني (الجزائري) كان ومازال إلى حدّ ما مجتمعا شفويا.
[3] Benramdane, F. (2000). « Qui es- tu? J'ai été dit. De la destruction de la filiation dans l'état civil d'Algérie ou éléments d'un onomacide sémantique », in Insaniyat, Violence contributions au débat. (10), Janvier-Avril (Vol. IV, 1), CRASC, pp. 79-87.
[4] Voir : De Slane, Marc G, et Gabeau, Ch, « Vocabulaire destiné à fixer la transcription en français des Noms de Personnes et de Lieux usités chez les indigènes de l'Algérie », Première Partie, Noms de Personnes, Paris, Ministère de la guerre, Imprimerie Impériale, s.d.
[5] نقصد بالاسم الواحد الصيغة الاسمية الواحدة، حتّى ولو كان الاسم مُركبا من عدّة أسماء.
[6] Registre de l'arbre généalogique de la commune de Constantine, commune de Constantine, 1926.
[7] De Slane, Marc G, et Gabeau, Ch, op.cit., p. I.
Et voir aussi : Parzymie, Anna, (1985), Anthroponymies algérienne. Noms de familles modernes d'origine turque, Varsovie, éditions scientifiques de Pologne, p. 28.
[8] أي أسماء الأماكن أو الأسماء الجغرافية (les toponymes).
[9] De Slane. Marc G, et Gabeau, Ch., Idem.
[10] Parzymie, Anna, op.cit., pp. 28, 29.
[11] Idem, p. 29.
[12] Ibid, p. 30.
[13] وهي النُسوخ التِّي كشفتها لنا مُدونة بحث ضمّت 7200 اسما شخصيا -(للمواليد الجدد)-مُوزعا على فترات زمنية ممتدة على مدار قرن غير مُتواصل من الزمن (من 1901 وإلى غاية 2001). وقد تمّ لنا إنجازها في إطار مذكرتنا للماجستير: هدى، جباس، الاسم: هوية وتراث، مقاربة أنثروبولوجية لدلالة الأسماء في قسنطينة، ماجستير في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، معهد علم الاجتماع والديموغرافيا، جامعة منتوري- قسنطينة، الــ CRASC، ديسمبر 2004، تحت إشراف د. فاطمة الزهراء قشي، فريد بن رمضان.
[14] بقيوة عمار، التشريع الجزائري الحالة المدنية -وثائق السفر- الأسرة- الجنسية، د.ت.، بتصرف.
[15]من خلال تواجدنا بها أثناء رصدنا لمُدونة بحثنا (corpus de recherche).
[16] والمعنى أنه اسم علم، أكتبه وفقط؛ إذ يُمكنك فعل ذلك على الصيغة التّي تحلو لك!
[17] فالموروث أو العُرف الشفوي tradition orale لأهل المغرب العربي في غاية الاختلاف عن نظيره المشرقي، خاصة فيما يتعلق بالمشهد الأونوماستيكي.
[18] سجلات الحالة المدنية للولادات، سنة 1976، مصلحة الحالة المدنية، بلدية قسنطينة.
[19] حسب ما أفرزته نتائج الفرز الإحصائي ل 3600 اسما أنثويا (قسنطينيا) على مدى قرن من الزمن، وحسب ما أثبته التحليل الدلالي لنتائج المقابلات التِّي أنجزنها مع ما اصطلح عليهم بالْبَلْدِيَة في قسنطينة.
[20] Geoffroy, Younès & Néfissa, Le livre des prénoms arabes, Beyrouth, Liban, Éditions Al-Bouraq, 5e édition, revue et augmentée, 2000, p. 233.
[21] تمّ لهم ذلك إثر نقاش حاد دار حول كيفية تسجيل الأسماء، بمصلحة الحالة المدنية لبلدية قسنطينة، يوم 21 ماي 2001.
[22] سجلات الحالة المدنية للولادات، سنوات: (1901، 1926، 1951، 1962، 1963، 1976، 1988، 1989، 1990، 1991، 1992، 2001)، مصلحة الحالة المدنية، بلدية قسنطينة.
[23] نفس المرجع السابق.
[24] سجلات الحالة المدنية للولادات، مرجع سابق.
[25] جمع مُفرده طابو. لو كان المُفرد طابوه لجمعناهُ طابوهات كما يفعل البعض.
[26] على الرغم من احتمال هذه الأخيرة على آيات قُرآنية أو أحاديث نبوية.
[27] سورة يوسف، الآية (2).
[28]النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، ج4، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، 1411هـ-1990م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ص. 83.
[29] ويعدُّ "سيدي مبروك" من الأحياء الموسومة في قسنطينة برُّقيها، أما اسمه الموقعي فمُتكون من لقب تشريفي (سيدي) مُضاف إليه اسم شخصي (مبروك)، وقد نُسجت العديد من الحكايات بقسنطينة حوله. ولتفاصيل أكثر يُنظر: هدى. جباس، الاسم: هوية وتراث، مقاربة أنثروبولوجية لدلالة الأسماء في قسنطينة، مرجع سابق. حيث تعرضنا لهذه النقطة بشيء من التفصيل.
[30] لم يُنجز هذا الجدول اعتباطيا؛ فهو نِتاج ما جُمع من تذاكر للحافلات العاملة على خط «ملعب بن عبد المالك» ما يُناهز أربع سنوات. ومن المحطّات أو الأحياء التِّي تقصدها تلك الحافلات أو تمرُّ بها نذكر: (الدقسي، سيدي مبروك، بوالصوف، حي الرياض، القماص، المدينة الجديدة، الجامعة، زواغي، 564 مسكن، المطار، جبل الوحش، وسط المدينة...).
[31] وفيها هذا تعريب للكلمة الفرنسية Stade، وذلك لأنّ ملعب بن عبد المالك، والذي يعدُّ ثاني ملاعب مدينة قسنطينة أهمية، يتواجد على الطرف الآخر من محطّة الحافلات.
[32] كذا بالتذاكر المُدونة باللّغة الفرنسية، حيث لمسنا مؤخرا اتجاها جديدا على مستوى المشهد الأونوماستكي القسنطيني اقتضى بتدوين التذاكر بالفرنسية وهو ما لم يكن معمولا به قبلا.
[33] فقسنطينة جزء من الكلِّ.
[34] والتِّي وسمت مرحلة ما بعد تعريب الحالة المدنية في قسنطينة.
[35] فبين النسخ العربي ونظيره الفرنسي، بإمكاننا أن نحصي بوثائق الحالة المدنية لوحدها ـ على الأقل ـ ثلاث شخصيات للفرد القسنطيني الواحد عملت على وجودها ثلاث أنماط نسخية مختلفة.
[36] ويُلاحظ هنا عدم ترجمة صوتية لحرف الياء الموجود بالشق الأول للاسم، مما حوّله إلى ماحي الدين أو ماحٍ له.
[37] التليسي، خليفة محمد، النفيس، من كنوز القواميس، صفوة المتن اللغوي من تاج العروس ومراجعه الكبرى، جزء 4، الدار العربية للكتاب، 2000، ص. 2114
[38] أبو الفداء محمّد عزت، محمّد عارف، الأسماء العربية والإسلامية ومعانيها، دار الاعتصام، 1998، ص. 126.
[39] ذلك أنّ الهَنِيءُ والمَهْنَأُ: ما أتاك بلا مَشَقّةٍ...للمزيد يُنظر ابن منظور الإفريقي المصري، أبي الفضل جمال الدّين محمّد بن مكرم، لسان العرب، المجلّد الأول، دار صادر، بيروت، لبنان، الطبعة الثلثة، 1414هـ-1994م، ص. 184.
[40] سجلات الحالة المدنية للولادات، سنة 1992، مصلحة الحالة المدنية، بلدية قسنطينة.
[41] c.s Benramdane, Farid, op.cit.
[42] جباس هدى، (2006). "التسمية في قسنطينة بين ترسيخ الماضي ومواكبة الحاضر"، في: مصطفى الأشرف: (المسار والأعمال، المرجع)، تنسيق وتقديم عمر لرجان، دار القصبة للنشر، الجزائر، ص. ص. (119-155).
[43] للمزيد، يُنظر: جباس هدى، »الأسماء في قسنطينة (1901- 2001): معالجة دلالية«، في أسماء وأسماء... دراسة الأعلام والحالة المدنية في الجزائر، مُؤلَّف جماعي، منسق: فريد بن رمضان، منشورات - CRASC وهران، 2005، ص. 54
[44] والذين يستبدلون أحيانا الميم نونا أثناء تلفظهم للاسم.
[45] فالموضوع لا يزال خاما وبحاجة إلى الكثير من البحث والتنقيب.
[46] L'Institut National de Cartographie et de Télédétection, Alger.
[47] Pour la question des pratiques de normalisation voir: Atoui, Brahim, Toponymie et espace en Algérie, L'Institut National de Cartographie, 1998; Atoui, Brahim, «les pratiques de normalisation», in Bulletin des sciences géographiques et de Télédétection, Alger, édition INCT, N°9, 2002, pp. 48-51 ; Benramdane, Farid, « La toponymie algérienne: transcription latine, passif historique et question de normalisation », in Bulletin des sciences géographiques et de Télédétection, numéro spécial sur la toponymie, N° 5, Alger, édition INCT, 2000, pp. 24-30.
Text
دفاتر إنسانيات
- عدد 01 : الجزائر تحولات اجتماعية و سياسية
- عدد 02 : الجزائر : الهوية والتاريخ والتحولات العمرانية
- عدد 03 : المجتمع المدني و المواطنة
- عدد 04 : أنثروبولوجيا المجتمعات المغاربية : بين الماضي و الحاضر
- عدد 05 : الشباب ومسألة الاعتراف في الجزائر دراسة حالات
- عدد 06 : الصحراء مجتمعات و ثقافات
- عدد 07 : في الهجرة و المنفى
- عدد 08 : التسمية بين الأعلام و المعالم