الكنية الجزائرية : ممارسة لغوية واجتماعية

الكنية الجزائرية : ممارسة لغوية واجتماعية

تُعدُّ الكُنية من الأشكال اللغوية مثلها مثل باقي الأصناف الأنوماستيكية الأخرى كالاسم أو اللقب، وتظهر في شكل : "الاسم المكمّل ... الذي يضاف إلى الاسم الشخصي ... والذي يمكن أن يحل محله" عندما يتكرر استعماله أكثر من الاسم أو اللقب.

ونجدها في جميع الأنظمة الأنثروبونيمية في العالم، إذ يمثل هذا الواقع اللغوي ظاهرة اجتماعية وثقافية ولغوية حقيقية، كما يمثل ممارسة اجتماعية حركية وفعالة، ويظهر على شكل رمز لغوي خاص وبمثابة استراتيجية تواصل، تميزها قواعد خاصة في البناء والإسناد.

ويُراعى في إطلاق لفظ الكنية: التفرّد[2] والاختلاف والدقة في صفات المُكنّى (الخلقية والخُلقية) مع اعتبار الدلالة. ولها وظيفة التسمية والوصف والتعريف بالأشخاص المُكنين. ووجودها مُعلل بـ: "التكنية"، ويوضح ليونيل غالند Lionel Galand أنها تكون "في مجموعة تشمل نسبياً عدداً كبيراً من الأفراد، وهي محدودة بما يكفي ليتمكن الجميع من معرفة بعضهم بعضا، وهي ضرورية...في التعرف -حالاً- على من نتحدث، ومع من نتعامل"[3].

وتظهر الكنية بوصفها "وسيلة تساعد على التذكّر، ولفظاً فعلياً للمجموعة"[4]، وهي نتيجة تلاعب فعلي وذكي بالألفاظ لجماعة معينة. كما تُعد وسيلة تبادل مسل نشأ من خلال
"تلاعب إبداعي لغوي" وعفوي عند الجماعة والشباب خاصة، والذين يعود لهم التميز في إبداع "أحسن كنية" أصالة وملاءمة وطرافة.

والكنية سلوك ناتج عن شدة الحس في الملاحظة، وتعبر عن المزاح الساخر، وعن العفوية والإبداع لمجموعة ما. كما تُبنى الكنية على أساس السخرية والاستهزاء والتسلية والمقارنة، ولها بالخصوص قيمة معبّرة. وقد تنشأ من خلال المطابقة والبذاءة أسماء مستعارة، غالباً ما تكون مُشينة ومن الصعب أن نستسيغها. كما قد تكون العاطفة والإعجاب مصدراً لبعض الأسماء المستعارة الحسنة التي لا تزعج صاحبها إطلاقاً. والكنية التي تُجسد النظرة الحادة والدقيقة لجماعة ما اتجاه الفرد وطريقتها في رؤية الآخر والإحساس به من منظور اجتماعي ثقافي تعكس عقلية سائدة ما وفترة معينة.

ويقترح هذا العمل تحليلاً لهذا الصنف الأنوماستيكي في وضع جزائري وفي زمن محدد، انطلاقاً من المدوّنة التي بين أيدينا[5]، كما ندرس من خلال هذا العمل آليات توظيف الكنية في المجتمع الجزائري وتشكلها في اللغة والدافع لنشأتها، ونحاول أن نوضّح أنّ الكنية وضع لغوي، وهي في الوقت نفسه مؤشّر قوي للتصرفات اللغوية عند المتكلّمين الجزائريين، وكذا مختلف الطبقات الاجتماعية. ونسعى من خلال هذا العمل إلى إعداد مصنف للكنية الجزائرية.

استراتيجية اجتماعية ثقافية: ظروف إطلاق الكنية في الوسط الجزائري

يعود تشكل الكنية في الوسط الجزائري إلى عدة معايير لا سيما المعايير الاجتماعية والنفسية والثقافية والتاريخية. ويُعدُّ كل من الوسط الاجتماعي، والمستوى الثقافي، والجنس، وعمر الشخص الذي يسمي والمُسمّى عوامل تُسهم في تشكّل الكنية [6].

ومن ثم لاحظنا أنّ الأطفال والمراهقين يُشكّلون كنيتهم على أساس معيشهم الحاضر، وعلى ما هو موجود في مخيالهم من شخصيات الأفلام البوليسية، والقصص المصورة، والرسوم المتحركة، وحتى الحكايات تُعدّ مرجعاً لذلك. ومن أمثلة تلك القصص:

شِيبْسْ، رَامْبُو، زُورُو ( شخصيات من أفلام بوليسية وأفلام الإثارة).

طُومْ بُوسْ، بلُونْشْ نَاجْ ( شخصيات من حكايات الأطفال).

لُورَالْ وهَارْدِي (شخصيات من الأفلام الصامتة القديمة نوعاً ما، ولكن تمّ إعادة بثها بكثرة في التلفزيون الجزائري).

تَابْلُوجَا، أوتْشِي (شخصيات مستمدة من رسوم متحركة).

سْپُوكْ (شخصية من فيلم خيال علمي).

مَارَاجَا (فيلم هندي تمّ بثه في التلفزيون الجزائري).

ويُشكّل الشباب الذين يتعرضون للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في الحياة اليومية كنيتهم حسب معاييرهم التربوية، ووفق ظواهر اجتماعية وثقافية تمسهم بشكل مباشر: الشذوذ الجنسي والمخدرات والدكتاتورية والبطالة والبؤس والرشوة والمحسوبية فنجد على سبيل المثال ما يلي:

عَتِيقَة : تشير إلى شخصية مخنثة.

عَلِي زَطْلَة : كنية متعاطي المخدرات.

پينُوشِي : يُلقّب به شخص مستبد نسبة إلى الدكتاتور الشيلي.

شيِ ڨِيفارا : كنية عن شخص ملتح يرتدي قبعة نسبة إلى الشخصية الرمزية للثورة الكوبية.

مُوحْ تْشِيپَا : كنية لشخص يقبل الإكراميات ويستغني بهذه الطريقة.

بَڨَارْ : تشير إلى شخص حديث الغنى، و"انتهازي"، يفتقر تماماً إلى اللباقة.

كَرِيم ڢِيزَا : كنية عن شخص يُتاجر في التأشيرة.

يكتسب الكهول الذين عاشوا تجربة الحياة، رتبتهم، وطبقتهم الاجتماعية من تجربتهم الشخصية، سواء أكانت في الزمن الحاضر أم في زمن مضى، فهم لا يترددون في اللجوء إلى مرجعيات أسطورية وتاريخية من أجل تسمية شخص ما.

فَتَّة تِيسْلِيتْ : "فتة الزوجة" عكس فـتة تَامْغَارْتْ "فتة أم الزوج" (التراتبية في العائلة القبائلية).

جْحَا، دَادَا حَدُّوكْ (شخصيات من الأسطورة).

هِتْلَرْ، مَارِيشَالْ : (شخصية تاريخية تشير إلى الحرب العالمية الثّانية).

عَمَّارْ أو مَرْكَانْتِي "عمّار الغنيّ" (تشير إلى النجاح الاجتماعي).

الكنية الجزائرية : إبداع لغوي

تُعدُّ الكنية الجزائرية عملية لسانية مثمرة تتداخل عند تشكُلها طرق أسلوبية مختلفة ينتج عنها قائمة تسميات غنية جداً. وبالتالي يمكن إعداد مصنف للكنية الجزائرية بناء على معيار التحفيز والدلالة، انطلاقاً من مدوّنة الدراسة.

تحريف الاسم لغرض الكُنية

يمكن أن تتشكل الكنية بناء على اسم المُسمى (الاسم أو اللقب) الذي يسمح بالتلاعب اللفظي، وهنا "سيعمل" المُكني على جوهر العلامة اللغوية، أي: التركيز على الشكل (وليس على الدلالة) وذلك عن طريق التلاعب في الأصوات وفي التغنيم. وقد يُؤدي هذا العمل إلى استحالة التعرف على الاسم بسبب سقوط أحد الأحرف أو التحريف الكامل للاسم، وذلك بإضافة أحرف الزيادة في بداية الاسم أو في آخره. ونجد من أمثلة ذلك:

إسقاط الأحرف

من خلال حذف المقطع اللفظي الأخير

بُوبْكَرْ بُوبْ

سَمِيرْ سَامْ

من خلال تحويل صيغة مركبة إلى صيغة مبسطة

فَاطْمَة الزُهْرَا طِيمُوشْ

طِيمَة مُحَنْدْ أَمَزْيَانْ تَڢَزْيَانْ

من خلال حذف المقطع اللفظي الأوسط

زُولِيخَة زُوخَة/ خُوخَة

تحريف الاسم

من خلال إبدال صوت أو مقطع صوتي بصوت أو مقطع صوتي آخر في الأول أو الوسط أو الأخير

سَعِيدْ تْشَعِيدْ

جُوهْرَة جُوبِيتْ

بُوجَمْعَة بُودُوشْ

مَلْحَة مَحُوشْ

بَلْقَاسَمْ بَلْقوس/ مَلْحُوسْ

رَابَحْ رَبُّوحْ/ تَرْبُوحْ

إضافة صوت في أول الاسم وإضافة لاحقة في آخره

أكْلِي بَخْلِيشْ/ بَخْلِيلِيشْ

عَلِي عَلِيوَاتْ/ عَلِيلُو/ بَالِيلِي

تحويل الاسم قصد التحقير

لَيْلَى لُولُوضَة

الكنية التي تشكّلت من خلال ألفاظ معبّرة من قبل المكنّى[7]

هناك كنى تنسب إلى شخص ما أثناء الطفولة نسبة إلى نطقه في الطفولة لكلمة أو نسبة لـ "لكنة" لغوية. ويمكن أن يكون ذلك خلال الطفولة كما يمكن أن يستمر مدى الحياة، رغم زوال اللكنة التي كانت وراء هذه التكنية وزوال ظروف التلفظ. كما قد تنشأ الكنية من خلال عبارة متكررة عند المُـكنى، تلقفتها الأسرة بعد ملاحظتها. وتطلق الكنية كذلك بناء على محاكاة صوتية أو صيحة أو صوت خاص أو ببساطة على نغم (تكرار في الصوت). وهناك علاقة محاكاة (مجاز) بين اللفظ الذي أُنتج لتسمية المُكنى وبين الصوت الذي يُصدره (والذي يُصدره المُسمى أحيانا).

وبذلك تتشكل الكنية في وسط محصور (في الوسط العائلي غالباً)، وكثيراً ما تكون معتمدة وأحياناً بصفة نهائية من قبل أفراد خارج محيط العائلة. من الصعب وإن لم يكن مستحيلاً التعرف على تاريخ هذا النوع من الكنية أو دلالتها، لأنّ "أثرا" ما دفعنا إليها وظروف تشكلها غالباً ما يكون غير معلوم. ويطلق بيلي على هذا النوع من الكنى وعلى النوع الناتج عن تحريف اللقب أو الاسم بـ: "ألقاب لا تفارق المُكنى"[8].

إطلاق الكنى باستحضار ألفاظ الطفولة أو عيب في النطق

مَدُّو هو نطق طفولي للكلمة القبائلية أَمَارْﭬُو "طائر الزرزور".

كَرْوِيهِي هو نطق محرف للعبارة القبائلية دَادَا نْتَرْوِيثْ "أخي العزيز".

 ڢُـوڢُـو هو استرجاع للكلمة الطفولية التي نشير من خلالها إلى الحبوب والحمص والفاصوليا... أَعَقَا بالقبائلية.

دِيزْنَافْ هو الشكل المحرف للعبارة الطفولية المتمثلة في نْدِيزْنَافْ عوض نُوزْلَفْ " الذرة المشوية"، أوزْلَفْ تعني "ذرة مشوية" بالقبائلية.

إطلاق الكنى باستحضار كلمة أو عبارة متداولة

ثَاغْمَتْسْ "الأُخـُوة" بالقبائلية، كلمة مستعملة بكثرة من قبل المُكنى.

بلْـﭬَاري "بلغاري" عن استعمال مفرط لاسم هذه الجنسية.

إكْلَرْ "هتلر" إشارة لا تزال قائمة لهذه الشخصية التاريخية.

مَادَامْ مَسْيُو "السيدة والسيد" استعمال لا يزال متداولاً لـلفظ: "السيد" وهو إشارة الزوجة إلى زوجها المهاجر، وفي مقابل ذلك تُطلق عبارة " مَادَامْ مَسْيُو" على تلكم السيدة.

مُـڢيُو "صديقي " عبارة متداولة من قبل المُكنى.

مْحَنْدَامِي "محند ابني" عبارة متداولة من قبل أب يتكلم عن ابنه. وتعود هذه الكنية إلى الابن وليس إلى الأب الذي يستعمل هذه العبارة (تعيين بالانتقال).

كْوَاتْرُو: تشير إلى شخص ماهر في لعبة الأوراق الإسبانية "روندى" ويستعمل هذه الصيغة بكثرة. وتُعد هذه الكنية "لقباً موروثاً"[9]؛ إذ يشير إلى السلالة (الأطفال: إكْوَاتْرُثَنْ، البنت: ثَكْوَاتْرُتْسْ، الابن: كْوَاتْرُو).

بُورَبْ "الرّب"، سب الله بكثرة من قبل المُكنى.

دَابُورْ D’abord بمعنى "أولاً" ويشير إلى المبالغة في استعمال هذا اللفظ من قبل المُكنى.

مُوحُ تِيَانْتِي (TNT) كنية منسوبة إلى شخص يُهدد دائما باستعمال هذه المتفجرات.

إطلاق الكنى بناء على محاكاة صوتية

أوو : نوع من أسماء الأفعال يصدره المُكنى.

بَزْبُوزْ: كنية تشير إلى شخص أكرش.

تْشُورُورُو، تِهِي، سَكْسَكْ، كَعْكَعْ، كِيكِي، خِيزُو[10].

إطلاق الكنى بناء على خصوصية جسدية أو معنوية للمُسمى

إنّ خاصية الكُنية في نظام تسمية الأشخاص أن تكون وصفية بالخصوص عند تشكّلها. وتهدف عموماً إلى التعبير عن خصوصية جسدية أو معنوية مميزة للمُكنّى على أساس السخرية أو التسلية أو المقارنة. ويكون المُكنّى متحمساً لتشكل الكُنية كتحمس من يطلق الكنية.

إطلاق الكُنى بناء على الوصف[11]

أَعَزُوڨ "الأطرش"، أُكْرِيفْ "بطيء الحركة"، أَفَرْدَاسْ "الأصلع"، رُوكْسُو بالإسبانية "أصهب"، حِيرُوزْ "الذكي".

مُحَنْدْ أڢـَرْكَانْ: "محند الأسود".

سَّعِيدْ أُوكْرِيسْ: "سعيد النحيف" أوبمعنى "سعيد الذي سينكسر هيكله إلى نصفين" لشدة نحافته.

مُحَنْدْ نَفْرِيسِي: "محند ابن مجعد الشعر": في هذه الحالة يتعلق الأمر بانتقال الكنية التي تنتقل من الأب إلى الابن أو إلى البنت وهذا بالتأنيث ثَفْرِيزَتْسْ:"مجعدة الشعر".

أتَرُورُو، بَهْلُولْ شخص ساذج.

مُوفِي كَارَكْتَرْ (Mauvais caractère) : شخص سيئ الطبع.

دُوغْ دُوبُو (Dort debout) : شخص هادئ جدّا وساكن، إلى حد عدم المبالاة.

أَشْنَافْ: شخص عبوس دائماً.

أكْمَامَاسْ: شخص يتحرك دائماً، وثائر وحركاته سريعة.

حِينُوزْ: شخص يأكل بشراهة وبشكل سيئ، من كلمة "هينوز" وتعني "لقمة".

وصف ميزة جسدية أو معنوية بطريقة الاستعارة (الجزء من الكل)

لالِيطْ "كبير البطن"، ڢُقْرُو " كبير الرأس".

مْحَنْد ڢُوڤمُومْ "مْحَنْد كبير الفم" (في الواقع، أڤمُومْ تشير إلى فم الحيوان).

ڢُوسِينْ "الأقرن" (المُكنى له بُوصتين في الجبهة).

أوشَنْ "الثعلب"، نسبة إلى حيلة الحيوان وخبثه.

أَوْثُولْ "الأرنب" تُنسب إلى الشخص الذي يُطارد الحيوانات التي تمر بحقوله.

پُونْتَرْ (Panthère) نسبة إلى سرعة هذا الحيوان.

الوصف عن طريق التشبيه بالجنس البشري

دَاشَعْ أمُو رُومِي "دا سعيد، جميل مثل الفرنسي"، كنية مبنية على أساس السخرية والاستخفاف، لأنه شخص بشع للغاية.

فَرْحَاتْ نِيڨْرُو "فرحات الزنجي" وهو إشارة إلى لون البشرة السوداء.

شِينْوِي "الصيني" أو جَاپُونِي، نسبة إلى عيون المُكنى المائلة أو للإشارة إلى شخص يعمل بإفراط.

الوصف عن طريق التشبيه بالحيوان

غُورَابْ "الغراب" أو كُورْبُو للإشارة إلى شخص أسود البشرة (وهنا تحول في المعنى، فغالباً ما تشير لفظة عقاب إلى البُؤس).

إنِيسِي "القنفد" نسبة إلى رأس الحيوان الصغير.

أفُونَاْسْ " البقر"، وهي بنية جديدة على أساس "تذكير" الكلمة المؤنثة ثافوناست "البقرة" وتشير إلى شخص بدين مثلها كمثل حلوف "الخنزير".

سَكُورْ "الحجل"، تشكلت كتشكل الكنية السابقة للإشارة إلى رجل جماله كجمال الأنثى. وتُمثل الحجلة ثَسَكُورْثْ في الرمزية القبائلية للجمال.

دُودَة "اليرقة" ثِتْشِيرْثْ "العصفور الصغير"، بعوض، جمبري (تطلق جمبري في الثقافة الفرنسية على شخص خجول يحمرّ غالباً، نسبة إلى لون هذا السمك)، وتشير إلى قصيري القامة وضعيفي البنية.

الوصف بالمقارنة مع شخصية حقيقية أو خيالية (من الأفلام أو الحكايات) أو مفهوم ميتافيزيقي باقتباس الأسماء المشيرة إلى هذه الشخصية أو هذا المفهوم (مجاز)

بْلُو شخص يشبه المُعمر والذي لقبه Bleau.

پِيرُوشْ اسم علم مذكر أصبح اسم كلب، ثمّ أصبح كنية امرأة لا يناديها زوجها باسمها في الوسط العائلي (والمعنى التحقيري لهذه الكنية هي أنها تحيل إلى الكلب الذي كان يحملها مُسبقا).

لُورَالْ وهَارْدِي وتشير إلى زوجين غير متلائمين حسب المعايير الثقافية: الزوج قصير وسمين والزوجة طويلة القامة ونحيفة. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه العبارة مقتصرة على الزوج.

طُومْ پُوسْ: شخصية حكايات، وتشير إلى شخص قصير القامة.

أليهُومْ : تُشير إلى شخص مشوه الأنف ويُدعى: أليهُومْ.

سْپُوكْ : شخصية ذات أذنين كبيرتين من فيلم خيال علمي وتشير إلى شخص بهذه الصفة.

دَادَا حَدُّوكْ اسم شخصية من الحكاية تُكنى به شخصية ساذجة إن لم تكن غبية.

پْوَالْ دُو كَاغُوتْ كنية تشير إلى شخصية خيالية شعرها أحمر (مرجع ثقافي أجنبي).

أوَرْزَانْ "الغول" وتشير إلى الشخص الذي يعمل بكثرة (غالباً ما يشير الغول إلى الشرير الذي يأكل الأطفال).

عَزْرَيَنْ : "ملك الموت" لنعت شخص قاس في العمل ومتسلط.

شِيطَانْ "شيطان"، اسم يطلق على شخص شيطاني وسيء.

شَارْلُو إشارة إلى شَارْلُو، وهو شخصية الأفلام الصامتة، والمُضحكة بزيها، وتشير إلى شخص يرتدي ملابس غير مناسبة.

عُمَارْ ڨَـتْلَاتُو: إشارة إلى شخصية تليفزيونية جزائرية؛ حيث تبرز الهيمنة الذكورية.

الوصف بالتشبيه بالفاكهة أو شيء عن طريق المجاز

پُوسْتْيُو "اسم مشروب كحولي" للإشارة إلى شخص يُفرط في شرب هذا النوع من الكحول. وأطلقت عليه هذه الكنية نسبة إلى بنيته الجسدية وليس إلى أفعاله مثل المُكنى الأول.

كَاتْ زْيُو للإشارة إلى شخص يضع نظارات لضعف نظره.

ثِيرْمَارْثْ "الزاوية" تشير إلى شخص خامل يستند دائما إلى زاوية في الحائط.

حَنْدْ أڢَخْسِيسْ "حند التين"، بَرْمِيلْ "برميل"، أكْرُوشْ "اليقطين"، وهي تسميات لقصيري القامة وبدن الأجسام. وغالبا ما يرث الحفدة هذه الكنى (تَكْرُوشْتْ للبنت، إكْرَاشْ للبقية على سبيل المثال).

الوصف بالتشبيه بصوت (مجاز)

مُوتَڢْتُوڢْ: كنية تطلق على شخص أصمّ، وتشكلت بناء على الصوت الذي يُصدره شيء أجوف مثل: الصوت الذي يصدره الدلو عندما نضربه.

تْشِيتْشِييَا: تشكل على أساس نطق "ت" "تش"، وهي تخص لهجة الجزائر العاصمة (عرفت هذه الكنية امتداداً في المعنى).

أوو: نوع من أسماء الأفعال الصادرة من قبل المُكنى.

التسمية اعتماداً على أفعال المُكنى

رَاعِي "راعي"، وتستعمل مجازاً للإشارة إلى شخص مضطرب قليلاً، ويقضي وقته تائهاً في المروج.

لَنَارْشِيسْتْ : تشير إلى شخص فوضوي ومخالف للنظام القائم.

مُوحْ نَانَا: وتشير إلى شخص مدلل "ابن أمه" (نانا بالقبائلية تعني "أمي" في بعض المناطق).

مُوحْ لُونْڤْوَاسْ : تشير إلى شخص عصبي ومتوتر.

تَسَرْدْزَنْتْ "رقيب، شخص متسلط" تشير إلى طبع المرأة المتسلطة تشبيهاً لها بالرقيب سَرْدْزَانْ الذي يعد رتبة عسكرية في الجيش والأُنثى تَسَرْدْزَنْتْ.

شَطَّاحَة/تَشْطَحْتْ في معناها الحقيقي "الراقصة" وتستعمل بمعنى سلبي للإشارة إلى شخص سريع المشي وخطواته سريعة (تعد ممارسة هذه المهنة دنيئة في العقل الباطن الجماعي).

إطلاق الكنى بناء على أحوال المُكنّى

لا تتشكل بعض أصناف الكنى بناء على خصوصية جسدية أو معنوية، وإنما بناء على أحوال المُكنّى نفسه: وتشترك معه في علاقة تتجلى فيما يلي:

حال اللباس

تُعد تفاصيل اللباس وطريقة ارتدائه سبباً في تشكّل الكُنية: فالشاش الذي يُلف حول الرأس بالطريقة الهندية هو الباعث على إطلاق كنية مَرَاجَا (إحالة إلى ثقافة أخرى).

ويُلقب الشخص الذي يرتدي ثياباً رثة بـ: تْشَّرْوِقْ "الخِرْقة"، كما أن الشخص الذي يعتاد ارتداء ثوب ما يُكنّى به مثلما تبينه هذه الكنية عْلِي ڢُو شاپُو "علي صاحب القبعة" فهو نوع من أنواع المجاز.

النشاط أو الحرفة أو الوظيفة أو المهام التي يشغلها أو شغلها المُكنّى أو أحد أجداده

مِينِيسْتْرْ : تشير إلى شخص لم يسبق له أن تقلّد منصب وزير ولكن بهيئة شخص رفيع المستوى.

فَرْحَاتْ المِيرْ : "فرحات رئيس البلدية" هذا الشخص هو نائب رئيس البلدية السابق.

مُوحْ ولاية : شخص منتخب من قبل المجلس الشعبي الولائي.

مُوحْ تَزْرُوتْ : "موح المرعى" حيث المكان المفضل لهذا الشخص هو وجوده بمرعاه.

فاطْمَة نْمَارْشَالْ : "فاطمة بنت الماريشال" (الحداد).

شَمْبِيتْ : "حارس البلدية".

الوضع الاجتماعي أو ظاهرة اجتماعية

عَمَارْ أمَرْكَنْتِي : "عمار الغني" وتشير هذه الكنية إلى شخص يُقر الجميع بتفوقه الاجتماعي والمالي.

بَڨَارْ : وتعني حرفيا "بائع الغنم" وتشير مجازا إلى "شخص حديث الغنى"، (ويبقى قروياً في أذهان الناس مهما كَثُر ماله)، وهو شخص ممتلئ الجيوب (قد تكون أمواله من طرق غير مشروعة) ولكنه مع ذلك يفتقد اللباقة. ولقد نشأت هذه الكنية في العشرية الأخيرة إثر ظاهرة اجتماعية انتشرت بسرعة وهي ظاهرة الثروات التي نتجت عنها فئة جديدة من البرجوازيين.

تْشِيتْشِييَا : تشكلت بناء على خصوصية نطق السكان الأصليين للجزائر العاصمة (والذين ينطقون "تش" عوض "ت"). وفي الأصل تشير هذه الصياغة تْشِيتْشِي(يا) إلى شخص يريد أن يبدو متمدّناً ويعجز عن ذلك، وذلك بسبب الظاهرة الاجتماعية التي ظهرت بعد الاستقلال والتي عرفت نزوح عدد كبير من سكان الريف إلى المدينة. وامتدادا لهذا المعنى يُنسب الاسم المستعار تشيتشييا إلى الشخص الذي يريد أن يظهر بخلاف ما هو عليه. وقد تشكلت هذه الكنية من المنطلق نفسه الذي تشكلت به كنية بَڨَارْ.

أرَزْقِي تْشِيپَا : "أرزقي المكافآت"؛ حيث تعني "تْشِيپَا" بالتعبير الشعبي "الرشوة"، ويدل الاسم المستعار"أرَزْقِي المكافأة" على تفشي ظاهرة اجتماعية جزائرية بعد الاستقلال تتمثل في الرشوة ومبدأ المُخالفة.

مِيسْ طُويُوطَا : تشير إلى شخص بذكر مكتسبه المادي، وفي المثال إشارة إلى سيارة، وهذا ما يسميه بيلي PH Billy "تحويل الكنية"[12].

مِيسْ أَلْجِيرِي : اسم مستعار من لقب "ملكة الجمال"، ويُشير إلى امرأة جميلة ولكنها متعالية (ففي ذهن المُكني أنّ المرأة الجميلة صعبة المنال).

حدث أو سلوك

بلُونْشْ نَاجْ: يشير الشباب المراهق بكنية بلانش ناج (شخصية من الحكاية الفرنسية) إلى امرأة شرفتها يكسوها النبات"، وهذا بعد نشوب خلاف بين هِؤلاء الشباب وزوج هذه الأخيرة الذي أمرهم بعدم اللهو تحت شرفته. وتشكّلت هذه الكنية على أساس الاستخفاف، حيث أراد المُكني أن يُبين للزوج أن زوجته ليست فائقة الجمال لدرجة سترها عن أعين الآخرين. والغريب في الأمر أنّه، وبالعودة إلى الثقافة العربية الإسلامية، نجد الأمر بوجوب ستر الزوجة بمعنى "الحرمة"، فيما الكُنية استمدت من ثقافة أجنبية. وهنا نشهد على ما يمكننا تسميته بـ: "الصدمة الثقافية".

طُزْطُوزِي : تشكّلت بناء على صوت طُزْ، صوت إخراج الريح، وتُعد طُزْطُوزِي الكنية التي تنسب للشخص الذي يُكثر من إخراج الريح.

پُوسْتْيُو : اسم مشروب كحولي ويُطلق على شخص يُفرط في شربه إلى حد السكر. وحالياً لا يُلقب بهذه الكنية من يتعاطى هذا المشروب؛ وإنما يُلقب بپُوسْتْيُو من يتشابه جسده (قصير وسمين) مع پُوسْتْيُو الأول. فتحويل الكُنية جائز.

مُوحْ عَدّو "موح عاصفة الرياح" تشير هذه الكنية إلى سلوك شخص نجده في كل مكان ولا نجده في المكان الذي نحتاجه فيه.

عُمَارْ رَجْلَة : وتطلق هذه الكنية على الشخص المقدام (الرُجلة).

لا پي أَسْ : يُطلق لتحقير شخص يُفشي الأسرار، ومُطلع دائماً على تحرك الجيران والأحداث.

مكان الميلاد أو مكان الإقامة

بُوجَمْعَة نْبُوفَارِيكْ : "بوجمعة من بوفاريك"، هو اسم مستعار لشخص قبائلي الأصل ولم يوُلد بالقبائل وفي هذه الحالة هو شخص مولود في بوفاريك.

حْسَن بُوحْرِيقْ "حْسَن الحقل" كُني هذا الشخص بهذه الكنية لأنه اختار أن يسكن في ضاحية القرية وبالتحديد في أحد حقولها.

تصوّر مُجرد

"تِرَا" وتعني بالقبائلية "الحزن" وتُشير إلى شخص يجلب النحس. وهو مجاز يُشار من خلاله إلى شخص على أساس هذه الصفة الغالبة.

عنوان لفيلم من الخيال العلمي

ڢُونْدْرُودِي تْرَازْ : تُشير إلى شخص يجلب "النحس" بأسلوب التكنية، وتمّ تشكيل الكنية بناء على عنوان لمسلسل تلفزيوني من الخيال العلمي. وفي هذه الحالة -وعلى عكس الحالة السابقة- يصعب على شخص لم يشارك في تشكيل هذه الكنية أن يجد الرابط بين المُكنى وبين كنيته.

ما يملكه المُكنّى

مِيسْ طوُيُوطَا : كنية مبنية أساساً على ما يملكه الشخص (فالشخص يُسمى بما يملكه) وتُشير إلى شخص بناء على نوع السيارة التي يملكها.

دَارْتِي: وهنا أيضا تشكّلت الكُنية بناء على الشيء الممتلك، وأسندت الكنية هنا على أساس سيارة رُونُو إكْسْپْرَسْ التي خدمت الإشهار لمحلات دارتي (فبمجرد رؤية سيارة رُونُو إكْسْپْرَسْ فإننا نتذكر إشهار القناة الثانية لمحلات دارتي).وبالتالي استبدل المُكني لا شعورياً الإشارة إلى الإشهار الذي تظهر فيه السيارة بالإشارة إلى السيارة ومالكها. وهنا نجد انتقال مزدوج (رُونُو إكْسْپْرَسْ ----دَارْتِي----مالك السيارة).

الخلاصة

من خلال هذه الدراسة، غير الشاملة بالتأكيد، يتبيّن لنا أنّ الكُنية الجزائرية تشمل أصنافاً ذات صياغة شاملة وهي فعل لغوي مستمر.

وتعكس الكنية الجزائرية الظواهر الاجتماعية الثقافية والتاريخية، سواء أكانت مؤقتة أو دائمة للمنطقة الأصلية. وغالباً ما يشكّل الفرد الجزائري كُنيته على أساس مراجع ثقافية جزائرية كما يلجأ أحيانا إلى مراجع أجنبية.

والأمر نفسه في المستوى اللغوي، فإذا استعمل المُكني كل المصادر اللغوية لمحيطه المباشر (الأمازيغي والعربي)، فإنه يلجأ إلى أنظمة لغوية أخرى (اقتراض أسماء أعلام أو أسماء شائعة وحتى مفاهيم أو عبارات أجنبية وخصوصاً فرنسية أو إسبانية). ونلاحظ في المستوى النحوي أنّ المُكنّين يتمتّعون ببعض الحريّة، وخاصة عند تشكيل كُنى بناء على توليد الألفاظ.

كما تبين لنا أن هناك دافعاً لغوياً أثناء تشكيل الكُنية الجزائرية، أي أنه غالبا ما يكون هناك سبب موضوعي في إسناد الكنية، وإن كانت في بعض الأحيان نتاج خيال المُكني. ويبدو أنّ أغلب الكُنى المدروسة -على تنوع بواعثها- هي نتيجة التلاعب باللّغة في معناها المجازي وذلك من خلال علاقة تكنية ورغبة في المزاح أو علاقة مجازية (عن طريق المقارنة بالتناظر).

وتجدر الإشارة فيما يخصّ "انتقال الكنية" إلى الفعل المتكرر والمتمثل في الطبع الوراثي (السلالة: غالباً ما يرث البنات أو الأولاد كنية آبائهم). وأحياناً تنتقل الكُنية إلى الزوجة التي تتبنى كُنية زوجها (دافع التكنية الرابطة الزوجية). وفي حالات نادرة قد تنتقل هذه الكنية من خلال عملية الاقتراض إلى شخص لا تربطه بالمكنّى أية علاقة عائلية، وإنّما التشابه في صفة ما. وفي هذه الحالة يكون الدافع لإطلاق الكُنية على المُكنّى الثاني مختلفًا عن الدافع الأول لإطلاق الكنية على المُكنّى الأول.

بيبليوغرافيا

Billy, P. H. (1994). Typologie du surnom personnel. Lyon, France, Nouvelle revue d’onomastique. n° 23/24.

Galand, L. (1960). Afrique du nord et Sahara. Revue internationale d’onomastique, n° 12.

Zonabend, (1978). Cité par Billy, P. H, op. cité., p. 13, 68.



ترجمة :

تدقيق لغوي :

الهوامش :

[1] Billy, P. H. (1994). Typologie du surnom personnel. Lyon, France, Nouvelle revue d’onomastique, n° 23/24, p. 13.

[2] Zonabend, (1978). Op. cité., Par Billy, P. H, p. 13.

[3] Galand, L. (1960). Afrique du nord et Sahara. Revue internationale d’onomastique, n° 12, pp. 85-88.

[4] Zonabend, (1978). Cité par Billy, P. H, op. cité., p. 13, 68.

[5] تحتوي هذه المدونة على كنى من العاصمة ومنطقة عزازڨة (ولاية تيزي وزو).

[6] "يعود ذلك إلى الذاتية" حسب غالان، المرجع السابق، ص. . 306

[7] بيار هانري بيلي، المرجع السابق، ص. 29، قد تنشأ الكنية أو الاسم المستعار انطلاقا من "ألفاظ (سواء كان نطقها صحيحا أو خاطئ)، أو من جمل متكررة أو فريدة من نوعها عند المُكنى يكون قد لاحظها الأقارب مثل: شتائم، محاكاة صوتية، مسميات مألوفة، عبارات متكررة، كلمات رئيسية لقصة رواها أو عاشها المُكنى، ناهيك عن الكلمات العامية (التي نطقها المُكنى) والتي لم تعد متداولة لدى الجماعة".

[8] بيار هانري بيلي، المرجع السابق، ص. 29.

[9] بيلي، المرجع السابق، ص. 28، تُورث الكنية من الأب ويتلقى الابن الاسم بشكل متطابق أو محدد.

[10] تعذر علينا إيجاد معنى هذه الكنى الصوتية والدافع لها.

[11] تتمثل هذه الصورة البيانية في استبدال الاسم بالصفة الظاهرة التي تميز شيئًا أو شخصًا معينًا.

[12] - يمكن أن تتحول أحد ممتلكات المُكنى إلى اسم مستعار. 

Text

PDF

العنوان

ص.ب 1955 المنور ، القطب التكنولوجي إيسطو - بئر الجير 31000 وهران، الجزائر

هاتف

95 06 62 41 213 +
03 07 62 41 213 +
05 07 62 41 213 +
1 1 07 62 41 213 +

فاكس

98 06 62 41 213 +
04 07 62 41 213 +

دعم تقني

اتصال