تاريخ و رهانات تعدّد تسمية (الساحة الحمراء) بتيارت

تاريخ و رهانات تعدّد تسمية (الساحة الحمراء) بتيارت

سنتطرق في بحثنا هذا لممارسة لسانية، وحدث ملموس "ميكرو - سوسيو لسانية"، وهو حدث بسيط يكاد يكون عادياً، ولكنه يكشف عن استراتيجية كلامية مرتبطة بهوية المتحدثين الجزائيين الذين يقابلون طرح الرؤية اللغوية الجديدة المتعلقة بالدولة. 

وعليه -فإننا نحاول من خلال حالة معيّنة وهي: "الساحة الحمراء" في تيارت- التطرق إلى كيفية بناء العلاقات بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية، وكشف ظروف إنتاج الممارسة اللغوية للقارئ وتحديداً استعمال تسميات الأعلام وطرق تلقيها وتداخلاتها اللسانية والاجتماعية والإيديولوجية في سياق ازدواجية اللغة وتعدّدها - من منطلق الثنائية الكلامية بين المشافهة والكتابة- والمرتبط برهانات رمزية للسلطة. مع التركيز على اسم الساحة وفعل التسمية في حدّ ذاته وفقاً للطرح الدقيق الذي قدمه كل من: كوسكاس وكرمين[1] (Koskas et Kremin) ما انجرّ عنه تساؤلات هي:

ماهي السيرورات التلفظية والخطابية عندما يتعلق الأمر بفعل إعادة تسمية فضاء ما؟ ومتى تتصادم الرؤى الجماعية المختلفة والمتمايزة؟ وفي سياق مثل هذا، هل تُحيل كل من ظاهرة الكتابة وظاهرة الكلام بالطريقة نفسها إلى الواقع المرجعي نفسه ؟

وقد بيّنا في مقام آخر استعمالات التسمية، فهناك "تسميتان تعودان لواقع مرجعي واحد عرفتا الشكل نفسه إبان الحقبة الاستعمارية[2] أي: التسمية الخاصة بالإدارة الاستعمارية، والموجودة في كل الوثائق الرسمية والمكتوبة: شهادات ميلاد الحالة المدنية وأحكام قضائية ولافتات وغيرها، والتسمية الخاصة بالسكان الأصليين والمتداولة شفوياً. غالباً ما نتحدث عن الحدود الموضوعية للمشافهة ونُغفلها في المكتوب[3]. .فهل يمكن للوثائق المكتوبة وحدها أن تُحيل بأمانة إلى واقع استعمالات التسمية في مجتمع يعتمد على التقاليد الشفهية؟

ساحة ... تُشبه الساحات العمومية الأخرى

ويتعلق الأمر بتاريخ موقع مصغر، وتحديداً بتاريخ اسم ساحة أي أودونيم (من اللاتينية أودوس التي تعني « شارع ») ويمكن أن يكون هذا التاريخ هو نفسه الخاص بكل الساحات الواقعة وسط المدينة في المدن الصغرى الأخرى، حيث يلتقي الناس مرّة في الأسبوع -آخره في الأغلب-، فالساحة نشأت مع «إعادة» بناء تيارت الحديثة سنة 1843 من قبل الماريشال لاموريسيار (Lamoucière)، على أطلال قلعة تنقارتيا القديمة (تنقارتانسيس) الرومانية[4]. السكان الأصليين هم تقريباً أنفسهم -مهما عدّنا بالزمن إلى الوراء- من: مكناسة ومطماطة ولواتة ومغيلة وبني لومة وغيرها[5]. ومساحة ساحتنا متوسطة، تجمع أسبوعياً كل الأطياف السياسية المعتمدة وغير المعتمدة وهواة كرة القدم ومختلف الرياضيين والنقابيين والأسلاك المهنية (الأساتذة، عمال المناجم البترولية، عمال البريد...) والفنانين من مختلف الأجيال، وذلك ضمن بيئة محافظة نوعاً ما كبقية المجتمعات المتوسطية التي تحكمها عصبة قبلية قوية وروابط زواجية. تلتقي الجماعات بالساحة ثم تفترق، ومن السهل جدّاً -أثناء تجوالنا بالمدينة- العلم بآخر الأخبار والتعليقات الأكثر تنوعاً، وللحملات الانتخابية الأولوية في هذه الأخبار، كما تعكس هذه الساحة واقع الحياة السياسية والاجتماعية للمدينة؛ حيث يجتمع بها الناس خلال ثلاث ساعات ممتدّة من 9 إلى 12، خاصّة أيّام الخميس والجمعة، وتنتشر الأخبار بكثرة وبسرعة لافتة للنظر.

يدعى هذا الفضاء عموماً: « بلاصا »، وهي الصيغة المعربة لكلمة « « La place (ساحة)، والطابع غير الرسمي للمحادثات بهذه الساحة جعل منها فضاء مستقلاً عن كل ما هو إيديولوجي، أو على الأقل فإنها تُبرز أحياناً -ودون اعتبارات سياسية- تحكماً إعلامياً جدّ فعال من خلال سرعة تناقل الأخبار من شخص إلى آخر، وكل ذلك يندرج نسبياً ضمن ما سماه إيكساربيت (Exarpit) "الفضاء المحدود المساحة"، والذي يرى: "أن الاعتماد على تناقل المعلومات مشافهة من شخص إلى آخر في فضاء محدود المساحة، يُعد من الأسلحة الفعالة للمعارضة غير المؤسّسة ولحركات المقاومة أيضاً"[6].

من ساحة "لوبي" إلى ساحة النصر

كان المكان قبل سنة 1962 يحمل اسم "ساحة لوبي" نسبة إلى "إميل لوبي" (Emile Loubet) الذي ترأس مجلس النواب سنة 1896، ثم الجمهورية الفرنسية من 1899 إلى 1906، وزار الجزائر سنة 1903.

وبعد انطلاق عملية التسمية بعد الاستقلال وإعادة التسمية للأعلام الجغرافية الجزائرية، أُطلق على الساحة التسمية الجديدة "ساحة النصر". وقد تمّ تأميم الأراضي وتقسيمها على الفلاحين الفقراء في سنوات السبعينات التي شهدت صراعاً سياسياً مريراً حول الثورة الزراعية في هذه المنطقة تحديداً، حيث دشّن المجلس الشعبي البلدي لتيارت (سليل حزب جبهة التحرير الوطني كنظائره في البلديات الأخرى) عهدته بترميم الأرصفة والساحات العمومية وتبليطها مجدداً، والتي لم تكن بحاجة إلى ذلك.

"التاريخ" يبدأ مع "قصة" ... البَلاط

أخذ موضوع تاريخ البَلاط الموضوع في الساحة العمومية توجهات دلالية ورمزية غير متوقعة، فقد تم تغطية الساحة ببلاط أحمر اللون، ويقف خلف ذلك الأطراف السياسية الأكثر نشاطاً في تلك الفترة وهي: حزب الطليعة الاشتراكي )بقية الحزب الشيوعي الجزائري(، واليسار في حزب جبهة التحرير الوطني (الذي كان ماركسياً إلى حدّ بعيد)، اللذان ساندا بقوة مشروع الثورة الزراعية، وكانا -دون تحديد الفاعلين- وراء التسمية الجديدة )الساحة الحمراء(، التي تُعدُّ -دون شك- إشارة إلى الساحة الحمراء الشهيرة بموسكو، معقل الشيوعية في تلك الفترة .

تمّ تبني هذا الاسم بسرعة مذهلة، بحيث تفاجأت السلطات في تلك الفترة (جبهة التحرير الوطني والبلدية) بتعميم هذه التسمية الميكروطوبونيمية الجديدة، من خلال حوارات المتحدثين المحليين مع بعضهم، وبالتالي تمّ اتخاذ قرارات تمثلت في :

1- منح الساحة تسمية جغرافية جديدة.

2- تثبيت لافتة جديدة على العمود الوحيد للإنارة في المكان، وذلك خلال الاحتفال الرسمي بإعادة التسمية للمرة الثالثة (ساحة لوبي / ساحة النصر /الساحة الحمراء).

3- اعتماد تسمية "ساحة 17 أكتوبر 1961" بشكل رسمي، إشارة إلى اليوم الوطني للهجرة (17 أكتوبر 1961 ).

لم يتفطن أصحاب القرار -في لحظة من اللحظات- إلى التقارب الواضح بين التسمية الجديدة "ساحة 17 أكتوبر" وبين الثورة البلشفية لسنة 1917. ثمّ إنّ كلاً من: تشابه التاريخين نسبياً: 17 أكتوبر وأكتوبر1917، والمصادفة الحاصلة بين تاريخ الحدثين (أكتوبر1917 وأكتوبر1961)، أفرزا معنى جديداً للتحولات التي حدثت في التسمية الشفوية، من خلال اختصارها، بفكاهة وطرافة "المترددين على الساحة الحمراء"، والذين تُلقبهم السلطات عادة في تلك الفترة بـ: " نَاسْ تَاعْ لابْلَاسْ غُوجْ" )أناس الساحة الحمراء).

وبفضل اعتماد النظام الكتابي في شكله المؤسس، أصبحت التسمية الشفهية كفيلة بترسيخ مؤكّد للتسمية في المحيط الطوبونيمي المحلي إلى حدّ الاعتماد على تسمية الساحة الحمراء بدلاً من تسمية 17 أكتوبر 1961 في تقارير مصالح الاستعلامات (الشرطة والأمن العسكري).

وبمرور الزمن، فقدت تسمية (الساحة الحمراء) بعدها الإيديولوجي واختزلت تدريجياً إلى ما يدل لغوياً على المكان "بلاصة"، التي تُعد مفردة متعارف عليها لغوياً بالمنطقة.

وحافظ المكان بتسميته على وظيفته الأسبوعية بكونه فضاء للقاءات غير الرسمية، والذي أصبح في سنوات الثمانينات ساحة للاحتجاجات السياسية المناوئة للسلطة. وفي هذه السنوات وبعدها، أصبح هذا الفضاء أعلى منبر لشرعنة الفعل السياسي لجميع التوجهات السياسية كما هو الحال في الحملات الانتخابية المحلية، الجهوية أو الوطنية في ظل الحزب الواحد أو في فترة التعددية الحزبية، الحملات التي تبدأ قبل أوانها في الساحة المذكورة. وتُحضر استراتيجيات حضور الساحة الحمراء أشهراً قبل وقوعها، فقد ورد في عمود "الرادار" (Le Radar) بأحد أهمّ الجرائد اليومية في الجزائر "ليبرتي" (الحرية) بتاريخ 28 فيفري 2002: "التشريعات بتيارت، تأجج الأوضاع في الساحة الحمراء مستمر، وفقاً للمعلومات المتداولة هناك ...".

من الساحة الحمراء إلى الساحة الخضراء، من إيحاء إلى ما يقابله

شهدت هذه الساحة وتسميتها في سنوات التسعينات تحولاً آخر تمثل في ظهور توجه إيديولوجي جديد، وذلك إثر ظهور الإسلام السياسي ممثلاً في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (FIS). فإذا كان مجلس الحزب الواحد قد اختار الطابع الرسمي للتسمية، فإن منتخبي الجبهة الإسلامية للإنقاذ قد أعادوا النظر كلياً في تسمية "الساحة الحمراء"، وذلك انطلاقا من نفس السجل اللغوي اللفظي والعملي الذي كان سائداً عندما تمّ إنشاؤها «العفوي » في سنوات السبعينات.

ومن بين القرارات الأولى التي اتخذها المجلس البلدي المهيمن من قبل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ما يلي:

1- تغيير البلاط الأحمر.

2- اختيار اللون الأخضر الذي يرمز إلى الإسلام.

3- الوضوء الجماعي في الساحة لتطهيرها وتطهير تسميتها "المدنسة".

4- إعادة تسمية الساحة أو "بلاصة " للمرة الرابعة، مع الرغبة في تغيير تسميتها الرسمية (ساحة 17 أكتوبر) والاستعمال الشفهي الراسخ على حد سواء؛

5- تحديد تسمية الساحة بما يتوافق مع الإيديولوجية المهيمنة وطبيعة لون أرضيتها الجديدة؛

6- كتابة التسمية باللغة العربية الفصحى (sâhatu al khadra al)، وذلك لإضفاء القداسة على التسمية.

وقد تمّ فعلاً وضع بلاط أخضر في الساحة التي شهدت في جوان 1991، عصياناً مدنياً قام به أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وظلّ التساؤل عن بقاء تسمية الساحة من عدمه، والواقع أنّ التسمية اختفت بسبب المناخ فقط ولا علاقة لذلك بما هو سياسي أو إيديولوجي أو عسكري، وإنّما البلاط الجديد الأخضر ذا النوعية الرديئة قد ساء وضعه بفعل قساوة الطقس وبرودته، فأخذ تدريجياً لون الطين البني المحمّر إلى أن أصبح أحمر كلّيةً. ومنذ ذلك الحين، سقطت لافتة 17 أكتوبر واختفت تماما ومعها عمود الإنارة. وإلى يومنا هذا تلتقي الجماعات ثم تفترق كل نهاية أسبوع، وتجعل موعداً جديداً للقاء كالعادة بجملة :» نلتقي كالعادة ..." أوكي"، في لا بلاص روج! ...انشاء الله« ، ويقول ذلك حتى المتشددون منهم.

خاتمة

الحقيقة الشفهية والحقيقة الكتابية للواقع اللساني

تستحضر مسارات إعادة التسمية بإعادة التسمية جملة من الملاحظات:

في البداية، تلك المرتبطة بالخاصية الوظيفية الفعلية للنظام الكتابي في مجتمع يعتمد المشافهة، والمرتبطة بكتابة التسمية وما تحمله من رمزية في حقل التبادلات السوسيو- لسانية.

ثمّ إنّ المقاربة المرجعيّة للتسمية الرسمية للمكان، المنسوخة كتابياً والتي تطلقها المؤسسات المخولة، لا تراعي كل سيرورات المقاومة المرسخة في الممارسات الشفهية وخلالها، والتي تترجم -على الأقل- ثقل الذاتية في سيرورة تحديد هوية المكان بشكل ذاتي، والتي تتبناها مجموعة اجتماعية معينة. ويدل اسم علم المكان على كيان حقيقي نشير إليه، فهل يمكن أن يشمل -بغض النظر عن وحدة الرمز المكتوب- معاني شفهية متعددة؟ فمن وجهة نظر براغماتية، لابدّ من أن نُقر أن التسمية المختلفة لسانياً والمتمايزة اجتماعياً للمكان نفسه تحقق وضوحاً دلالياً ومثالياً ومرتبط بالهوية، بأهداف تواصلية متضادة بشكل أساسي، ومجسدة في ثنائية: الكتابة والمشافهة[7].

وهل يمكننا الحديث في هذه الحالة عن حقيقة شفهية وحقيقة كتابية للواقع اللساني؟ وبعبارة أخرى، أين يكمن معنى التاريخ في حالة هذه الأنواع: أفي الوثائق الرسمية المكتوبة أم في الممارسات الشفهية؟ ومن المهمّ جداً هاهنا الرجوع إلى التصنيف النظري الدقيق حول أسماء الأماكن الذي وضعه ألبيرت دوزا[8] (Albert Dauzat) ومختصون آخرون في المجال الثقافي الغربي، ودرجة فعاليته في مجتمع يعتمد المشافهة؛ حيث لا يزال المتحدثون يعترضون على استراتيجية التعابير اللفظية المرتبطة بالهوية.

بيبليوغرافيا

Akin , S. (1999). Noms et re‑ noms. La dénomination des personnes, des populations, des langues et des territoires, sous la direction de Akin, Salih, Rouen, Publications de l’Université de Rouen CNRS, p. 59, Collection Dyalang.

Benramdane, F. (1995). Toponymie et transcription française ou francisée des noms de lieux en Algérie. Thèse de magister, Texte ronéoté, Université d’Alger.

Benramdane, F. Toponymie et établissements humains dans la région de Tiaret. Approche diachronique. Actes Colloque international, Usages et métissages linguistiques au Maghreb, IRMC et EHSS, 16 et 17 juin 2002. Paris, Edition Maisonneuve Larose, (en cours de publication).

Canal, J. (1900). Monographie ancienne et moderne de Tiaret. Bulletin de la Société de géographie et d’archéologie de la Province d’Oran.

Dauzat, A. (1960). La toponymie française. Paris, éd. Payot.

Dauzat, A. (1957). Les noms de lieux. Origine et évolution. Paris, éd. Delagrave.

Escarpit, R. (1981). Théorie de l’information et pratique politique. Paris, éd. du Seuil.

Koskas, E. et Kremin, H. (1984). La dénomination. Présentation. Langages.

Nacib, Y. (1980). Éléments sur la tradition orale. Alger, SNED, 2ème édition.

Dictionnaire des noms propres, (1982).Paris, éd. Larousse.

Liberté, quotidien national d'information, jeudi 28 février 2002.



ترجمة :

تدقيق لغوي :

الهوامش :

[1] يرى أليان كوسكاس وألغارد كرمين (et Koskas Kremin) أنّه تستخدم لفظة "التسمية" عندما نريد الإشارة إلى فعل التسمية والكلمة التي نسمي من خلالها " فبمجرد إنهاء عملية التسمية واعتماد الكلمة المنتجة، فإننا ننتقل من علم النفس إلى اللسانيات، ومن المتحدث إلى اللغة، ومن الفردي إلى المجتمعي. ونقر هنا أن هذا الوضع يُعد خارج اللغويات. وترتكز إشكالية التسمية على ثلاث محاور: منها محور موضوع التسمية، ومحور التحيين اللغوي والتداخلات الاجتماعية التي تتضمنها، ومحور الوضع اللغوي مقارنة بالمعطيات التجريبية الفوق لغوية". التسمية، تقديم في Langages, 1984 ، ص. 01.

[2] Benramdane, F. )1995(. Toponymie et transcription française ou francisée des noms de lieux en Algérie. Thèse de magister, Texte ronéoté, Université d’Alger.

[3] يرى نسيب يوسف أنّ :" للمشافهة حدود خاصة، وأنها غير قادرة أن تُعيد الحدث إلى دقته التاريخية، وهي تميل إلى ترسيخ عنصر جزئي دون أي أساس موضوعي أو إلى ترك حقائق -في الخفاء- قد تكون رئيسية". Éléments sur la tradition orale, Alger, SNED, 1980, 2ème édition, p. 40

[4] Canal, J. (1900). Monographie ancienne et moderne de Tiaret. Bulletin de la Société de géographie et d’archéologie de la Province d’Oran, p. 3.

[5] Benramdane, F. (2002). Toponymie et établissements humains dans la région de Tiaret. Approche diachronique. Actes Colloque international Usages et métissages linguistiques au Maghreb , IRMC et EHSS, 16 et 17 juin, Paris, Edition Maisonneuve Larose,

[6] يرى إسكارييت روبرت أنّ "المعلومة كانت تتشكل جماعيا في الأغورا (ساحة عامة في اليونان القديمة)، مثلما تتشكل اليوم في الطرقات الضيقة للبازارات، وفي أرصفة المدن الإفريقية أو الآسيوية وأثناء اللقاءات العفوية بالشوارع العريضة أو الرئيسية...والتحدث علناً في الأغورا (مثلما يجري بـ: هايد بارك بلندن) هو الوسيلة الوحيدة لإيصال معلومة جديدة إلى النظام ونشرها. ولم يكن يتم نشر المعلومة بطريقة ميكانيكية، وإنما من خلال عشرات آلاف الطرق وعبر آلاف المحطات، وكانت المعلومة تخضع لهذه العملية الإنتاجية، من أجل بناء هوية جماعية.

وبطبيعة الحال، في هذا النظام الواسع -الذي لا يسمح بتمييز مجموعات متخالفة- لم يكن سهلاً الحصول على إجماع، خاصة فيما يتعلق بالرهانات، ولكن كانت للمعلومة قيمة الأهمية المشتركة. وهنا نتحدث عن الصيغة التي سنسميها فيما بعد بالرأي العام، ولكن هذا ما يُعد في النظم الكبرى فكرة مجردة صعبة الفهم، وهنا يكمن وجود فعلي، وقوة واقعية يجب أن يعتمد عليها القائد المفترض، حتى وإن كان يمارس سلطة مطلقة"In : Théorie de l’information et pratique politique. Paris, éd. du Seuil, 1981. p. 72.

[7] يذهب أكين صالح إلى غاية تصور -عن جدارة- : "نشأة سوسيو-كلامية للأسماء". ويرى أنّ الأسماء "الموضوعة اجتماعياً وثقافيا وتاريخياً لا تعكس فقط انتاج الظواهر المرتبطة بالهوية التي تكشف عن الماضي والحاضر والمستقبل؛ وإنما تبني الهوية في حد ذاتها، وذلك ما يتطلب تجاوز الوظيفة اللغوية الندائية الوحيدة للأسماء ومنحها توجها ندائيا".

Pour une typologie des processus redénominatifs. In : Noms et re-noms. La dénomination des personnes, des populations, des langues et des territoires, sous la direction de Akin, Salih, Rouen, Publications de l’Université de Rouen CNRS, 1999.- p. 59, Collection Dyalang.

[8] Dauzat, A. (1957). Les noms de lieux. Origine et évolution. Paris, éd. Delagrave.

Text

PDF

العنوان

ص.ب 1955 المنور ، القطب التكنولوجي إيسطو - بئر الجير 31000 وهران، الجزائر

هاتف

95 06 62 41 213 +
03 07 62 41 213 +
05 07 62 41 213 +
1 1 07 62 41 213 +

فاكس

98 06 62 41 213 +
04 07 62 41 213 +

دعم تقني

اتصال