سيّر ذاتية وخطابات حول تجارب "الحرْقة"

سيّر ذاتية وخطابات حول تجارب "الحرْقة"

مقدمة

تحيل تسميات "حرّاقة"، مُهاجرين غير شرعيين، مُهاجرين من دون أوراق... إلى وضعيات تتقاطع وتتباين من وجهة نظر قانونية ولكنها تتشابه في معاشها الاجتماعي. لقد أسهبت الخطابات بشـكل جليّ فـي سرد المعطيات الاجتـماعية والاقتصادية مختزلة أسباب الهجرة السّرية في مستوى علاقة "الحرّاق" بمحيطه القريب، وكثيرا ما رُبطت بالبطالة واعتُبرت العامل الحاسم في تفسير الأسباب. من الطبيعـي أن يحصل هـذا، كـون ظاهـرة "الحرْقة" تنـتشر كـظاهرة واقعية وإعلامية في ظل تأثير النقاش الساخن حول مسألة الشباب في الجزائر، والتي يأتي على رأسها عامل البطالة بوصفه سمة شبابية قبل كل شيء. ولا تبدو الظاهرة شأنا محليا فحسب، بل تتعداه بفعل امتداداتها الاقتصادية، الثقافية، السياسية والإيديولوجية لتصبح جزءًا من النقاش على مستوى العلاقات الدولية.

وَضـعت "الهجرات الحديثـة [...] نـوايا وخطابـات الدول ممارساتها والجماعات المعنية بها على المحك"[1]، بحيث فرضت على الدارس تناولها في شموليتها بوصفها "ظاهرة كلية"[2] مثلما يذهب لذلك عبد المالك صياد. ولم يكن وضعه لمصطلحي هجرة-غربةémigration -immigration اعتباطيا وإنّما لكونهما يوفّران السبيل الأمثل لكشف نقاط التلاقي بين الأوضاع المنتجة للهجرة والسياقات الموجودة في الدول التي تستفيد من الظاهرة. وبناء على مقاربة عبد المالك صياد لمسألة الهجرة، نفترض أن عملية إنتاج وإعادة إنتاج الخطاب المأسوي الذي يُشرعِن من خلاله الشباب ممارسات "الحرْقة" قد أفضت إلى حجب حقائق يمكن من خلالها فهم أسباب انتشار الظاهرة ولم يَجْنِ منها الفاعلون - المشاركون بشكل مباشر أو مضمر - المنفعة، وبالتالي المشاركة في تنميتها بشكل أو بآخر لتأخذ الزخم الذي أخذته وتصبح بذلك هاجسا مؤرقا.

تشكلت حول "سلعة الهجرة" سوق متكاملة الأركان، إذ حقّقت هذه التجارة لأصحاب "الشبكات" والزوارق مداخيل معتبرة. ولئن كانت الحركة الجمعوية بإسبانيا تضفي على اهتمامها بـ"الحرّاقة" ومساعدتهم صبغة إنسانية واجتماعية، فإنّها تحصل جراء هذا العمل على موارد مالية تسمح لها بتوظيف عدد كبير من الشباب الإسبان بالأساس، وتوفّر من وراء نمط نشاطها فائضا في اليد العاملة لمصلحة المستخدِمين الإسبانيين، تكتفي بما يعطى لها من أجر ولا يحميها القانون، وترضى بكل شيء وتتفادى أي مشكلة يجعلها مهدّدة بالطرد، ضياع حلم النجاح الاجتماعي الذي بنى عليه الشاب المراهنة بحياته.

شكّل المهاجرون الشباب للصحافة - لاسيما الخاصة منها - مادة رائجة تمكّن من استمالة القارئ وضمان رواج العدد الأكبر من النسخ خصوصا لدى الشباب المتتبعين ليوميات الهجرة والساعين إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول المسألة، وجلبت هذه الهجرة الشهرة للفنانين الذين تغنوا بها وأنتجوا بيومياتها الأفلام الوثائقية وغيرها.

حاولنا تبنّي إطار نظري مستمد من أعمال عبد المالك صياد[3] لتفادي إعادة إنتاج الخطاب المأساوي عن "الحرْقة"، والذي يمكن أن توقعنا فيه الأدبيات ذات المصادر المختلفة التي لفّت الظاهرة بالتصوّر المأساوي[4] أو التعامل الأوّلي مع إجابات الشباب. انطلقت الدراسة من الأسئلة التالية: ما هي المسارات الاجتماعية والمهنية لهذه الفئة الشبانية بعد وصولها إلى الأراضي الإسبانية؟ ماذا ينتظرون من الهجرة، وما الذي يتوقعون جنيه من وراء ذلك؟ ما الذي يدفع الجمعيات في إسبانيا إلى مساعدة "الحرّاقة" ؟ ومن المستفيد من نشاط هذه الجمعيات؟

العمل الميداني

يستند هذا العمل إلى تحقيق ميداني أول أُجري خلال الفترة ما بين الرابع إلى الواحد والعشرين من ديسمبر 2009 بمدن "أليكان"، "آلتش" و"توريبيخا"'[5] بإسبانيا، وإلى تحقيق ميداني ثاني أجري ما بين الثاني عشر والتاسع عشر من شهر فبراير 2010 في مدينة "أليكانت" و"آلتشي"، فضلا عن تحقيقات في أرض الوطن حول التصوّرات التي يمتلكها الشباب حول الهجرة. أجرى الفريق مجموعة مقابلات مع شباب لـهم مسـارات متـباينة نجحـوا فـي الوصـول إلـى إسـبانيـا، كما أجرى مقابلات مع مجموعة من المسؤولين في الإدارات ذات صلة بالهجرة فضلا عن الحركة الجمعوية[6]، ويهدف التحقيق إلى الوقوف على حقائق ميدانية تتصل بتجارب الشباب الجزائري الذي خاض مغامرة الهجرة السرّية، لاسيما الذين اختاروا طريق البحر لبلوغ الأراضي الاسبانية.

تقربنا خلال بحثنا الميداني من نائب القنصل الجزائري (مقابلة، ديسمبر 2009) بأليكانت وتحدثنا معه عن الهجرة، ويرى أنّ "إسبانيا اعتمدت منذ الانطلاقة الاقتصادية على الفلاحة والبناء في استراتيجيتها للتنمية المستدامة، إضافة إلى السياحة وهي البلد السياحي الأول في العالم (حوالي 68 مليون سائح سنويا)، لذلك أغلب المهاجرين يعملون إمّا في البناء أو الفلاحة وخصوصًا في جني الزيتون خلال مواسم جنيه. أغلب المهاجرين في إسبانيا من فئة الأميين (ويقدرهم بنسبة 99 بالمئة من مجموع المهاجرين إلى هذا البلد)"، ويرى أنّ هجرة المتعلمين هي هجرة مغامرة. لم يقدم لنا الإحصائيات التي اعتبرها سرّية، بل أخبرنا بأنّ نسبة المهاجرين ممن يطالبون بورقة عبور إلى الجزائر ارتفعت بـ 60 بالمئة سنة 2009. يتوافق هذا التصريح إلى حد كبير مع ما يذهب إليه 'كوك' و'فوجر' في قولهما إن:

"المهاجرين الذين يصلون الى دول (أ.س.د.ي)O.C.D.E.[7] الغنية، لهم مميزات سوسيواقتصادية مختلفة عموما عن مميزات العمّال المحليين. هؤلاء المهاجرين أكثرهم شباب ذكور، يتمركزون في المدن الكبرى، مستواهم الدراسي ضعيف ويقومون بأعمال أقل تأهيل والشائع أنهم بطّالون"[8].

تبرير مشروع "الحرْقة"

يطرح التعامل مع التبريرات التي يشرعن بها الشباب إقدامهم على "الحرْقة" صعوبات كبيرة في كيفية التعامل معها، فكثيرا ما تُقرأ التصريحات على أنّها الأسباب الحقيقية وراء الهجرة السرّية، فيكفي أن يبرر الشاب إرادته في "الحرْقة" بعجزه عن إيجاد عمل حتى يُستخلص من ذلك على أنّه السبب الموضوعي. لا يكمن الغرض في الاستماع للشباب حول الأسباب التي دفعتهم للهجرة في استخلاص الأسباب الحقيقية لذلك وإنّما البحث في الحجج التي يشرعون بها ممارسة يسعون من خلالها أن تكون مقنعة للسامع ويعرفون في بعض الأحيان أنهم يتجاوزون فيها حكم الدّين. فلا غرابة إذن أن تأتي على رأس التبريرات الظروف العائلية ومسألة البطالة، فالشاب يعلمُ مسبقا مدى التأثير الذي سيتركه على المستمع عندما يصرّح قائلا:

"الوالد مسكين يشتغل براتب شهري لا يكفي، لاسيما في هذا الوقت الذي وصلنا إليه، إذا كنت تملك المال فلك مكانة، إذا لم تكن تملك فأنت لا شيء. وصلت إلى السنة الثالثة ثانوي، خسرت الباكالوريا وتوقفت عن الدراسة. الأشياء التي دفعتني إلى التفكير في الحرْقة هي أنني وجدت نفسي في وضعية صعبة (لا مستقبـل ولا أمـل)، والأكـثر مـن ذلـك لا أملـك أي حـق، فـقط أصـحاب الرشـوة والمعرفـة والمحسوبية هم من يعيشون والمسكين يُداس" (شاب عمره 25 سنة).

يذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك عندما يبرّر إقدامه على المغامرة بالمسؤولية العائلية التي وجد نفسه مرغما على تحمّلها بعد وفاة والده ليصبح هو المعيل للأسرة:

"كنت أنا معيل الأسرة، وصلت للحظة التي سئمت فيها من العيش ولم تعد أمامي سوى "الحرْقة"، خاصة عندما سمعت أن هناك العديد ممن ذهبوا وهم اليوم في خير يسير" (41 سنة).

ويرجع شاب آخر الأسباب إلى انفصال الوالدين وزواج أمه بالخارج وهو يريد الالتحاق بها.

"وجدت نفسي بلا مستقبل، لا شيء... عندما تعمل لا تجد سوى من يستغلك ولا يؤدي لك حقك وكلنا يعرف الوضع. تزوجت أمي بأوروبي (قَاوْرِي) بعد طلاقها من والدي، لم تسمح لي المشاكل العائلية بإكمال دراستي، وأنا أصلا لم تكن لدي رغبة في الدراسة، فتركتها في مرحلة المتوسط .بدأت فكرة "الحرْقة" تدور في ذهني رغم أنني كنت أعيش مع الجدة بخير، كانت ترعاني ماديا لأنّها تتقاضى منحة جدي الشهيد ولم يكن يعنني المال ولكنني أردت ملاقاة أمي" (40 سنة).

نلمس كذلك قوة التبرير المعتمد على الأوضاع العائلية في حالة "نسيم 25 سنة بطّال، متحصل على شهادة ليسانس في الأدب العربي"، الذي توفيت أمه واضطر أبوه إلى الزواج مرة أخرى، إلا أنه يؤكد أنه بعد الزواج ساءت الأمور كثيرا في وسط الأسرة، بفعل النزاعات يومية (ويلقي باللوم كله على زوجة أبيه، وعلى أبيـه الذي لم يكـن في المسـتوى لحمايتـه هـو وإخوته)، وهنا يبدأ البحث عن منفذ للتخلّص من هذا الوضع. سعى المبحوث جاهدا إلى الحصول على فرصة للوصول إلى الضفة الأخرى، وتُوّج سعيه بما كان يصبو إليه بعد أن التقى في مقهى الحي بأحد أصدقائه الذين زاولوا معه الدراسات الجامعية، والذي كان يقاسمهم الاهتمام نفسه. لم يشد أمين (15 سنة) عن القاعدة. قال لنا خلال اللقاء الذي جمعنا به بمركز آلتشي للقاصرين[9]، المتواجد في طابق عمارة داخل حي سكني، أنّ فكرة "الحرْقة" برزت لديه منذ طلاق الأبوين وبقائه هو مع أمّه، ورأى أن هجرته إلى إسبانيا ستمكنه من مساعدة أمّه لمواجهة صعوبة العيش. هذه القصة التي يرويها "أمين" للقائمين على العمل الجمعوي أكسبته تعاطفا كبيرا من قبل هؤلاء (كل القصر الذي تحدثنا معهم في هذا المركز كانوا متمدرسين قبل الإقبال على "الحرْقة").

يقع الخطاب التبريري الذي يستند إلى الظروف العائلية في تناقضات فيما يخص دور العائلة، حتى وإن صعب تحديد دورها بدقة في مسألة "الحرْقة"، فهناك حالات نادره يعمل فيها (الإخوة بالدرجة الأولى) على دفع الشاب إلى الهجرة، بينما في الأغلبية العظمى من الحالات تجهل العائلة (الوالدين بالأساس) تماما فكرة المغامرة التي سيقدم عليها الإبن. سألنا "جيلالي"، عضو جمعية CEAR، من أصل جزائري ومرافقنا في أليكانت، بحكم تجربته الطويلة في التعامل مع "الحرّاقة"، وكان مضمون السؤال :هل يلعب الوالدان دورا محفزا أو ردعيا أمام إقدام الشاب على تنفيذ مغامرة الهجرة السريّة؟ يقول جيلالي :

"هناك حالات أين تكون العائلة أو أحد أفرادها، خاصة الأخ، على علم بفكرة "الحرْقة"، وفي أغلب الحالات يخفي الشاب تماما هذه الفكرة ولا يذكرها إلا للذين يرافقونه في الرحلة، هذا راجع لخوفه من عرقلة مشروعه". تتكرر هذه المواقف عادة لدى الشباب "الحرّاق"، حتى وإن اختلفت الكلمات، مثل مقولة: "لا أبي ولا أمي كانا يعرفان أنني سأهاجر، ولم أخبرهما إلا بعد وصولي". (أحمد 25 سنة).

الهجرة، العمل والنجاح الاجتماعي بمنطق الطفرة

لا تطرح مسألة العمل في خطاب "الحرّاقة" ضمن ثنائية العمل/البطالة، وإنما يطـرح موضوع العمـل لدى المـهاجرين السـريين في عـلاقته بالنجاح الاجتماعـي، وكأن في مخيلة الشباب أن هذا النشاط من المسلّم به أنّه يؤدي حتما إلى جمع الثروة في وقت قياسي، وإن لم يحقق ذلك فلا يرون أي جدوى من ممارسته، فالعمل مرتبط في أذهانهم بالثروة، معتقدين في الوقت نفسه أنّ العمل في الداخل لا يحقق لهم ذلك بينما في الخارج يؤدي إلى التحصيل الآني والآلي للثروة. كانت الأغلبية الساحقة ممن حاورناهم من الشباب "الحرّاقة" تزاول عملا سواء في القطاع الرسمي أو غير الرسمي، إلا أن العنصر المشترك بينهم هو الإحساس باللااستقرار[10].

يندفع "أحمد 25 سنة"، فـي الحديث ليـبرّر هذه الأسباب بقـوّة وكأنّه ملزم بذلك ويقول:

"تشتغل في البلاد كل حياتك ولا تملك لا منزل ، لا سيارة، ولا شيء، ما تحصل عليه من مال لا يكفيك حتى لإتمام مصاريف اليوم، أقول لك دفعت 24 مليون لتحقيق مشروع "الحرْقة"، وقد ساعدت الكثير من بين 22 "حرّاق" الذين كانوا معي على متن القارب، منهم طفل عمره 14 سنة، وأتمنى لو أنني أستطيع أن آتي بكل أهلي، وأقول لك إن الشباب لو استطاع دفع المال الكافي لما بقي واحد منهم هناك".

يملك أحمد المال، وكان قبل الهجرة صاحب قاعة حلاقة في وسط مدينة وهران يشغل معه بعض الشباب. لم تكن البطالة هي السبب وراء مغامرته وإنّما كشف لنا قبل أن ننهي المقابلة معه أنّ هناك أمرا شخصيا دفعه إلى ذلك ولا يمكنه الخوض فيه، وعندما أصررنا عليه علمنا منه أنّه متابع قضائيا جرّاء مخالفات قام بها خلال مرحلة الخدمة الوطنية، أردنا استدراجه أكثر للبوح بالتفاصيل، رفض أن يدلي بأية تفاصيل حول هذه المسألة.

لم تكن العلاقة بالعمل لدى الشباب سوى وسيلة لإضفاء الشرعية على المغامرة القاتلة، فهم يعلمون أنّ المستمع إليهم سيعذرهم إن بادروا بذلك ووضع هذه المسألة على الواجهة.

يأتي الزواج الناجح على رأس قائمة مؤشرات النجاح في خطاب "الحرّاقة":

"كنت محظوظا، وجدت إنسانـة رائعـة، والأكثر من ذلك تمـلك ثـروة وأراضـي ومحلات سجلتها كلها بإسمي واليوم أعيش وأتنقل في كل مكان والحمد لله". يستبشر الثاني بأقل درجة من النجاح: "وصلت إلى إسبانيا في أول محاولة للحرْقة، وبالصبر والعمل والانضباط استطعت الحصول على أوراق الإقامة. لما عرفوا أنّنا نشتغل ولا نتسبب في أية مشاكل سووا لنا وضعيتنا ومنحونا الجنسية والوثائق، واليوم الحمد لله أذهب إلى الجزائر وأعود وفرت قليلا من المال. لو لم أتشجع وأهاجر ربما لا زلت لم أحقق شيئا هناك وأبقى ربما مفلسا. تعلمت الكثير من الأشياء في حياتي وأصبحت أكثر إحـساسا بالمسؤولـية ومتديّنا أكثر".

العلاقات وتشكّل شبكة الهجرة السريّة

بدأ توظيف مصطلح شبكة اجتماعية في التحليل السوسيولوجي والأنثروبولوجي يلقى اهتماما خاصا، إذ يرى هنري باكيس (Henry Bakis) في كتابه: "الشبكات ورهاناتها الاجتماعية" أنّ "مصطلح شبكة أضحى أداة إجرائية للبحث السوسيولوجي في مختلف الميادين، العائلة، التضامن الاجتماعي، الأحياء... وبفضل مصطلح شبكة تجلّت الأهمية الخاصة للثقافة والروابط الاجتماعية اليومية، إلى جانب دور الرقابة الاجتماعية المؤسسة وموقعها كمحدّد هيكلي"[11]، ويتوافق ذلك مع ما يذهب إليه (Pierre Mercklé) في كتابه "سوسيولوجيا الشبكات الاجتماعية" "ليس هناك تنظيم إنساني بدون شبكات اجتماعية... التنظيم الاجتماعي والفضائي يستند إلى الشبكات البشرية أو المعلومات"[12].

يعرف مصطلح "شبكة" نجاحا متزايدا منذ عدة عقود، ولا يتناول علم اجتماع الشبكات الأفراد في حدّ ذاتهم، وإنّما العلاقات بين هؤلاء الأفراد التي تمرّ حتما بالاتصال الاجتماعي بما يعنيه من حوامل ومحتويات ويترتب عنه إقناع يؤثر في السلوك والممارسات .

يحيلنا هذا المدخل النظري ضمنيا إلى علاقات اتصالية في الأساس ولكنها مفتوحة على أغراض متعددة لهذا الاتصال، منها ما هو تعبوي ومنها ما هو تحفيزي من شأنه أن يولد لدى الشاب شحنــة وطاقة تجعله قادرا على اتخاذ قرار الهجرة مهما كانت المخاطر التي تكتنف هذه المغامرة ومن هنا يأتي "الانفتاح على هذه الشبكات كونها تسمح بشكل أو بآخر بتعبئة كبيرة للمعلومة الضرورية"[13]. وعلى هذا الأساس فالسؤال الذي نهدف إلى أن نجد له جوابا لدى الشباب الذين خاضوا عملية هجرة سواء ناجحة أو فاشلة، مفاده: من حفزهم على ذلك؟ وبأي خطاب؟ وكيف تتشكّل الشبكة؟

نعلم ولو "افتراضيا" ما للأقران من سلطة في إقناع الشاب للإقدام على خوض عملية الهجرة السريّة، وعليه يكون من المفيد دراسة محتوى الاتصال الاجتماعي المرتبط بموضوع الهجرة والذي تتداوله جماعة "الحرّاقة" قبل الشروع في العملية، وفي تقديرنا أنّ هذا من شأنه أن يعطينا فكرة واضحة عن الصورة التي تتبلور لدى الشاب حول الهجرة والبلد الذي سيهاجر إليه. من جهة ثانية، فتنظيم عملية الهجرة السرية أصبح خلال السنوات الأخيرة، يشكل لدى بعض منهم مشروعا تجاريا مربحا، وعليه فهناك من تحوّل إلى صاحب شبكة سرية تستثمر في رغبات الهجرة لدى الشباب. وإذا سلمنا بهذه الفرضية، فأنّنا نقول أنّ نجاح هذا المشروع يقتضي من صاحبه أن يروج لخدماته حتى وإن بقي ذلك في إطار سري، ولكن ما هي "استراتيجية" هؤلاء في الترويج لمعلوماتهم وخدماتهم لدفع الشباب إلى الهجرة؟ هذه هي التساؤلات التي سنسعى إلى ايجاد أجوبة لها في هذه الفقرة، ولكن ما دام الأمر هنا يتعلّق بمسألة تثير الشكوك والمخاوف لدى الشباب، ارتأينا أن نعتمد على المقابلات شبه الموجهة (المعمقة والمتكررة) وذلك حتى نكسب ثقة المستجوبين، وسمح لنا ذلك باستخلاص الملاحظات التالية:

يخضع تشكل شبكة الهجرة السرية لمقتضيات اجتماعية، إذ تتأسس انطلاقا من علاقات الجوار، بمعنى أنّ الاتصال بها يتم سواء داخل الأحياء السكنية أو ضمن علاقات الثقة. تلعب هنا العلاقات الاجتماعية المباشرة الدور القويّ في تحقّق مشروع الهجرة. يقول "سفيان" صاحب زورق نقل العديد من الشباب نحو إسبانيا:

"نحن نعرف كل المخاطر التي تحيط بنا، ولا يمكننا مباشرة أي سفر إلا إذا كنا على دراية تامة أنه ليس هناك أي واحد مشكوك في أمره، مما يستدعي القيام بتحريات حتى على الأفراد الذين يسافرون معنا، ولي علاقات قوية في كل الأحياء تمكّنني من الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة حول كل الأفراد الذين نقلتهم" (38 سنة).

لم يتم كشف سفيان، وإنّما تعرض لعقوبات في إسبانيا لها علاقة بترويج المخدرات، وقد اقتنى شقتين ويملك من المال ما يكفيه،

"فالشبكات الاجتماعية هي أقدم الشبكات، لا تحتاج بالضرورة إلى هياكل قاعدية. يمكن أن تكون المقاهي والحمامات التركية أو اليابانية في الأساس أَلْوِية للشبكات الاجتماعية، كأي علاقة تتأسس في أماكن يلتقي فيها الناس بطريقة غير رسمية"[14].

يقول مجيد (24 سنة، خاض المغامرة مرتين، لم تفلح الأولى، فعاد من وسط البحر إلى الشواطئ الجزائرية، وفي المرة الثانية وصل مع مجموعة من شباب الحي إلى الأراضي الاسبانية)، "اشتغلت نادلا في العديد من المقاهي، وكان أصدقائي يرتدون المقاهي ولم يكن لديهم أي عمل، ونجحوا في "الحرْقة"، وكانوا يتصلون بي في الهاتف، فمنهم من كان يملك هناك مسكنا رائعا، ومنهم من تعرف على أجنبيات ويعيش في غاية السعادة، وفي كل مرة يرسل الهدايا والمال إلى عائلته، وأنت تعلم أنني إذا اشتغلت نادلا في المقهى طيلة سنة، فلا أستطيع جمع الفائض الذي يرسلونه لعائلاتهم".

يتفادى الشباب "الحرّاقة" الذين يعانون من وضعيات صعبة التصريح بوضعيتهم الحقيقية عندما يتّصلون بأصدقائهم. سألنا محمد - ينحدر من الشرق الجزائري، يشارف على الأربعين سنة، دخل إسبانيا عن طريق الأراضي المغربية - عن ما يقوله عندما يتّصل به الأهل والأصحاب في الجزائر، فردّ قائلاً:

"ماذا تريدني أن أقول : بخير والحمد لله ولا ينقصني أي شيء". ينام محمد في غرفة واحدة يؤجرها بالاشتراك مع خمسة من المهاجرين من المغرب، يعمل حمّالا في نواحي المنطقة الصناعية بأليكانت، لم يحقق أي شيء من وراء هجرته التي طالت في إسبانيا ويرفض العودة إلى البلاد خالي الوفاض حتى لا يكون مصدر سخرية لأبناء المنطقة".

 يسمح السرد الـذي يقدّمه الشباب عـن كيـفيات اتصـالهم ببـعضهم البـعض وبصاحب الزورق (أو شرائه مباشرة بما في ذلك المستلزمات الأخرى الضرورية عن طريق جمع المساهمات) طرق تكافل كبير بينهم، وكثيرا ما يشترط أحدهم في سفره أن يرافقه صديقه وقد يدفعه ذلك ليساعده في دفع المبلغ المستحق.

سألنا المبحوثين عن فئة الشباب الجامعي فكانت الإجابة :

"نعم هاجروا معنا وكانوا معنا في مركز برشلونة، واحد منهم حامل لشهادة عليا في الهندسة المدنية وآخر في الهندسة المعمارية، وقال لنا زملاؤنا أن هناك طبيبا كذلك، وحسب قولهم قرروا الهجرة لأنهم لم يجدوا عملا في الجزائر، لكن هؤلاء ينتقلون إلى فرنسا لا يبقوا هنا بسبب مشكلة اللغة".

يصرّح السيد ميلود (شاب، مسير الفندق الذي يستقبل "الحرّاقة" بأليكانت) في السياق نفسه عن حالة يتذكرها جيدا تعود لشاب طبيب أسنان وصل عن طريق "الحرْقة" وعانى وتضرر صحيا من السفر، قائلاً:

"هذا الشاب قام "بالحرْقة" لأنه لم يتمكن من الحصول على الفيزا بالشهادة حيث قيل له أن الشهادة الجزائرية غير معترف بها في إسبانيا. وجد هذا الشاب نفسه مجبرا على العمل التطوعي في الصليب الأحمر الاسباني والحفلات الكثيرة التي تقام في إسبانيا حيث يستعدون فيها لأي طوارئ".

يتطلب العمل في هذه الحالة ثلاث سنوات دون ارتكاب أي مخالفة تسجل لدى الشرطة ليتمكن من الحصول على وثائق الإقامة.

الدور المبهم للجمعيات

بعد أن تمرّ رحلة "الحرْقة" بسلام إلى الشواطئ الإسبانية بألميريا[15] أو مالاقا، ويمسك حرس الشواطئ الإسبانية بـ"الحرّاقة"، يضعونهم في معتقل لمدة 62 ساعة، وَيبعث بهم بعد انقضاء المدة إلى أحد المراكز المتواجدة عبر التراب الإسباني منها: مالاقا، برشلونة، فالينسيا[16]...إلخ. يعتبر المبحوثون أنّ مركز برشلونة هو أفضل المراكز. يمكث "الحرّاقة" في هذه المراكز 40 يوما (القانون يحدد الفترة بـ 60 يوما) وبعد انقضائها تتكفّل بهم إمّا جمعية CEAR أو الصليب الأحمر الإسباني. تستقبل هاتان الجمعيتان الشباب "الحرّاقة" الذين "تعذّر" تنفيذ حكم الطرد فيهم من الأراضي الإسبانية رغم صدور حكم قضائي بذلك، لأنَّ ظروفا كثيرة تحول دون تنفيذ الحكم، فيُسلَّم هؤلاء الشباب للجمعيات لتلقي تكوين أقصاه أربعين يوما يضمن لهم المبيت في فندق تربطه اتفاقية مع الجمعية.

يعتبر "الحرّاقة" أنّ المحظوظين هم الذين يتكفّل بهم الصليب الأحمر الإسباني، فيستفيدون من الأكل والشرب والإقامةَ لمدة غير محدودة إلى أن يجد المهاجر حلا لوضعيته أو يتصل بأحد المعارف أو الأصدقاء أو يختار الرحيل إلى وجهة يريدها. ويصرّح أحد المبحوثين قائلا:

"هناك من المحظوظين من يتكفل بهم الصليب الأحمر الإسباني، هؤلاء يبقون في النزل، يأكلون ويشربون وينامون لمدة غير محدودة حتى يجدون حلا لوضعيتهم "(20 سنة ، تاجر سابق بوهران).

لا تقدم جمعية CEAR الامتيازات نفسها التي توفرها جمعية الصليب الأحمر، ف CEAR لا تضمن الإقامة إلا لمدة 15 يوما بفندق خاص بالمهاجرين غير الشرعيين. تعطى بعدها لكل مهاجر مقيم خلال هذه المدة مبلغ 100 أورو لمصاريفه الشخصية. صرح لنا مبحوث آخر بما يلي:

"مثلا أنا ومجموعتي لو أخذتنا جمعية CEAR لكنّا محظوظين، أخذتنا جمعية الصليب الأحمر الإسباني".

تسلّم لهم الجمعية وثيقة تدلّ على متابعتهم للدورة التكوينية، قبل أن تشتري لهم تذكر سفر للوجهة التي يختارونها في الأراضي الاسبانية. ينظر لهذه الوثيقة بطرق مختلفة، فبعض الشباب "الحرّاق" المهووس بتسوية وضعيته من القادمين الجدد ينظرون لهذه الوثيقة على أنّها تسوية نهائية لوضعيتهم القانونية وتسمح له بممارسة حياته العادية على الأراضي الإسبانية، بينما يجتهد "جيلالي" عضو جمعية CEAR - ومرافقنا في مدينة أليكانت - لإقناع هؤلاء الشباب أنّ هذه الوثيقة لا تثبت سوى متابعتهم للتكوين ضمن برنامج الجمعية المذكورة، ويحذرهم من مَغبّة الدخول في نزاع مع الشرطة خلال عملية المراقبة عند التنقل من مدينة أليكانت إلى الوجهة التي اختاروها طواعية.

يسمي الشباب الذي أمضى فترة في إسبانيا والمقتنع بعدم جدوى هذه الوثيقة بـ"كاغط السكر" الشبيه بالورق الذي تُلف فيه مادة السكر في دكاكين. يروي الشباب الكثير من التجارب التي حصلت لهم مع رجال الشرطة الإسبانية الذين يضحكون ضحك السخرية عندما يقدم لهم أحد الشباب هذه الوثيقة، رغم أنّهم لا يتعرضون إلى التوقيف[17]. لقد كان بإمكانهم التواجد في وضع أفضل وهم بجواز يحمل التأشيرة إلا أنّ الكثير منهم يقول:"قدمت ملف التأشيرة مرتين ولم أفلح في الحصول عليها" (33 سنة).

هذا الدور المسند للجمعيات التي تشتغل تحت وصاية الدولة يدعو إلى التساؤل، وأقل ما يقال عنه أنّ الشاب يدخل تحت حماية الجمعية بوصفه مهاجرا غير شرعيّ ويخرج منها و هو في الوضعية نفسها، فتواجد نسبة من هؤلاء الشباب في هذه الوضعية وفّر فائضا في اليد العاملة لا يطلب إلا في الحالات الضرورية وفي الأعمال التي يتنازل عنها المواطنون المتمتعون بحقوقهم الكاملة، فهذه الجمعيات تضمن مناصب شغل للعديد من الشباب الإسباني. كان لجوء جيلالي ذي الأصول الجزائرية لـ CEAR بغرض الترجمة وتسهيل الاتصال بالشباب المغاربي الذي يشكل أغلبية "الحرّاقة". وتمتلك هذه الجمعيات هياكل استقبال تفتقد إليها العديد من الإدارات الأخرى، فالاهتمام بالفئة "الحرّاقة" - التي تثير التعاطف - يسمح لها بالحصول على موارد مالية معتبرة.

خلاصة

ارتبطت الهجرة السرية في السنوات الأخيرة بموجات الهجرة التي شهدتها الجزائر خصوصا على حدودها الصحراوية مع دول إفريقية ومرور قوافل الأفارقة قاصدين الأراضي المغربية للوصول إلى "سبتة" و"مليلة" ومن ثم إلى الأراضي الإسبانية. لقد أخذت شكلا جديدا بعد التقدّم الاقتصادي الذي عرفته إسبانيا ابتداء من تسعينات القرن الماضي والذي تزامن مع تشكيل الاتحاد الأوروبي وتضييق الخناق على الشباب في الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الأوروبية. شكّلت إسبانيا الباب المفضل لأوروبا لاسيما بالنسبة لشباب الغرب الجزائري، وفي ظل هذه المعطيات لم تدّخر هذه الفئة جهدا في المجازفة والمغامرة لاقتناص فرصة عمل بإسبانيا. تزامن هذا مع الظروف السياسية والسوسيواقتصادية التي عرفتها الجزائر والتي قلّصت من فرص الشباب في تحقيق أحلامه داخل الوطن.

أجبرت المتغيّرات الجديدة الشباب الذين يملكون حلمًا مشتركًا، أن يواجهوا مصائر متباينة، ورغم هذا ماتزال فئة أخرى تحلم إلى غاية هذه اللحظة بهذا المشروع وينتظرون الفرصة السانحة للانطلاق نحو ما يرون فيه أرض الممكن والعمل والأمل. الاتجاه الذي برز بشكل واضح من خلال المقابلات، يتمثل في اعتقاد الشباب أنّ نجاح مغامرة الهجرة يعني انقلابا جذريا في وضعهم الاجتماعي والمالي، فالشباب المستجوب يعتقد أنّ المرور من الفقر إلى الغنى لا يتطلّب بالضرورة المرور بمرحلة طويلة من الوقت، فلئن أخفقوا في انجاز هذه النقلة داخل الوطن، فإنّ تحقيق الهجرة بالنسبة إليهم يعني نجاح مشروع الانتقال.

نعتقد أنّ التحاليل التي أعطيت لظاهرة "الحرْقة" أو الهجرة السرّية، كانت متأثرة بالبعد المأساوي للحرقة (غرق سفن الشباب في عرض البحر والمفقودين إلى غير ذلك) وما يترتب عن الظاهرة، وربطت أسبابها بالبطالة في أوساط الشباب وما يترتب عليها من فقدان الأمل . يعيد الشباب إنتاج الخطاب نفسه الذي روجت له وسائل الإعلام وأضحى مقبولا اجتماعيا بما يوفره من مبررات لأسباب "الحرْقة" التي تستدعي التعاطف.

تتشكل، بعيدا عن هذا الخطاب المأسوي والداعي إلى التعاطف، سوق حقيقية يجد كل واحد من العاملين فيها منفعة يجنيها سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا، وما كان لهذه الظاهرة أن تستمر وتؤدي إلى خلق شبكات، منظمات وجمعيات لولا الفائدة التي يجنيها كل طرف والذي قد يرغب في بقائها واستمرارها ليبقي على مصالحه أو على الأقل على وظيفته المتصلة أصلا ببقاء "الحرّاقة".

بيبليوغرافيا

دحو جربال، "مقدمة" في "الهجرة، الغربة، "الحرْقة"، ترجمة منتهى قبسي، مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي، تنشر بدعم من المركز الوطني للكتاب ومعهد مغرب/اوربا. العدد 26/27، خريف/شتاء 2009. ص .5.

Arab, C. et Sempere, J.- D. (2009), « Des rêveurs aux bruleurs : les jeunes harragas Maghrébins se dirigeant vers l’Espagne », Migrations et société, vol.21, n° 125, septembre–octobre.

Bakis, H. (1993), Les réseaux et leurs enjeux sociaux. Paris : Que sais –je ? PUF,

Fougère, D. et Cahuc P. (2002), « Synthèse introductive : immigration, emploi et salaires », in Héran, F. (dir.), (rapport du séminaire), Immigration, marché du travail, intégration. Paris : La Documentation Française.

Lahlou, M. (2005), « Les migrations irrégulières entre le Maghreb et l’Union Européenne : évolutions récentes», rapport de recherche CARIM-RR, institut universitaire européen, RSCAS, Mars.

Mercklé, P. (2011), Sociologie des réseaux sociaux. Paris : La Découverte.

Sayad, A. (1999), La double absence. Des illusions de l'émigré aux souffrances de l'immigré. Paris : Seuil.



الهوامش

*مقال منشور في مجلة إنسانيات، عدد 55-56 | 2012، ص. 15-29. بعنوان: " سيّر ذاتية و خطابات حول تجارب "الحرْقة"

يتضمن هذا المقال حوصلة نتائج العمل الذي انجزناه ضمن فريق بحث اشتغل في مشروعين حول:

«Migration clandestine de l’Algérie vers l’Espagne dans la période contemporaine», projet de coopération internationale (Crasc/Université d’Alicante, Programme PCI inscrit sous le N° A/027905/09(, sous la direction de Zemmour Zine Edinne.2009-2011.

"الهجرة الدولية في الجزائر في الفترة المعاصرة، حالة الهجرة السرية بالغرب الجزائري"، مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية - وهران، تحت إشراف: مراد مولاي حاج، سبتمبر2007-ديسمبر 2010.

[1] دحو جربال، "مقدمة" في "الهجرة، الغربة، الحرْقة"، ترجمة منتهى قبسي، مجلة نقد، العدد 26/27، خريف/شتاء 2009. ص .5.

[2] أنظر كتاب عبد المالك صياد، الغياب المزدوج :

Sayad, A. (1999), La double absence. Des illusions de l'émigré aux souffrances de l'immigré. Paris, le Seuil.

[3] سمحت لنا الفرصة بالمشاركة في ثلاثة ورشات تكوينية نظمها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بالتعاون مع المعهد الفرنسي بوهران وجمعية أصدقاء عبد المالك صياد و جمعية المحافظة على موقع لافيلات (La villette) بفرنسا APSV ضمن برنامج جُسّد ما بين سنتي 2011-2012. انصبّ فيها العمل على عرض، تحليل و مناقشة نصوص و أبحاث عبد المالك صياد لاستخلاص الأطر النظرية التي تُمكّن من مقاربة موضوع الهجرة بشكل أنجع. نظمت ضمن البرنامج نفسه ثمان لقاءات، قدم خلالها باحثون من الجزائر و فرنسا محاضرات تناولت أعمال هذا الباحث.

[4] بمعنى" الابتعاد عن التأويلات السياسية والمأساوية" مثلما ورد ذلك في مقال حفيظة قباطي الموسوم :

"المهاجر الجزائري من فاعل اقتصادي إلى مهاجر غير شرعي: مسارات "حراقة" الغزوات نموذجا"، مجلة الواحات للبحوث والدراسات، جامعة غرداية، العدد 16-جوان 2012، ص. 184، الجزائر.

[5] Alicante, Elche et Torrivieja.

[6] CEAR: Commission Espagnole de l’Aide aux Réfugiés, Fondation Diagrama « Centro de Recepcion y Acogida de Menores, Lucentum », Cruz Roja Espanõla.

[7] Organisation de Coopération et développement économiques.

[8] Fougère, D. et Cahuc, P., (2002). « Synthèse introductive : immigration, emploi et salaires », in Héran F. (dir.), (rapport du séminaire), Immigration, marché du travail, intégration, la Documentation Française, Paris, p. 325.

[9] Centro de Recepcion y Acogida de Menores, Lucentum.

[10] هذه الملاحظة وقف عليها الباحثان "خوان دافيد سمبيري"، و"شادية عراب" من خلال التحقيقات الميدانية حول ظاهرة الحرْقة التي أجريت في الجزائر والمغرب، ووردت في المقال الذي نشراه في مجلة الهجرات.

والمجتمع، ينظر إلى:

Arab C. et Sempere J.-D. (2009). « Des rêveurs aux brûleurs : les jeunes harragas Maghrébins se dirigeant vers l’Espagne », Migrations et société, vol. 21, n° 125, Paris, septembre-octobre.

[11] Bakis, H., Les réseaux et leurs enjeux sociaux, Que sais–je ? PUF, Paris, 1993, p. 83.

[12] Mercklé, .P., Sociologie des réseaux sociaux, La Découverte, Paris, 2011, p. 87.

[13] Bakis, H., Op.cit. p. 85-86.

[14] Bakis. H., op.cit., p. 82.

[15] Almeria.

[16] Malaga, Barcelone, Valencia.

[17] تشير الفترة ما بين 1996-2000 الى انخفاض نسبة الاعتقال الحراقة مع نهاية 2000 (1,5) بالمئة والى اهمية هذه النسبة سنتي التي قد رتب (14,2) بالمئة خلال الفترة ما بين 1997-1998.

Lahlou, M., Les migrations irrégulières entre le Maghreb et l’Union Européenne : évolutions récentes, rapport de recherche CARIM-RR, institut universitaire européen, RSCAS, 03/2005.p.6.

Text

PDF

العنوان

ص.ب 1955 المنور ، القطب التكنولوجي إيسطو - بئر الجير 31000 وهران، الجزائر

هاتف

95 06 62 41 213 +
03 07 62 41 213 +
05 07 62 41 213 +
1 1 07 62 41 213 +

فاكس

98 06 62 41 213 +
04 07 62 41 213 +

دعم تقني

اتصال