البعد السياسي لتجمع النساء عند الأولياء "الصالحين" في منطقة الأبيض سيد الشيخ

البعد السياسي لتجمع النساء عند الأولياء "الصالحين" في منطقة الأبيض سيد الشيخ

مقدمة :

وضحت الدراسات المتعلقة بمشاركة المرأة في الحياة السياسية، تطورها من المجال المنزلي إلى المجال السياسي ثم الرجوع مرة أخرى إلى المجال الأول الخاص بها مثل ما جاء في الدراسات الجزائرية الفرانكـفـونية : ف.ز. ساي،H. Vande vela س. خوجة.

فهذه الدراسات تدل على أننا مازلنا نعيش في أسطورة " الدولة و المواطنة "، خاصة و أن ضعف مشاركة النساء في الحياة السياسية ظاهرة عالمية تعبر عن السيطرة الذكورية [1]P. Bourdieu لإحتكار الرجل المجال السياسي و غياب المرأة عن مراكز القرار لذلك اعتمدنا لعدم التطرق إلى المعادلة الكلاسيكية المهمة في جميع البحوث رجل / امرأة، مجال سياسي عام / مجال خاص غير سياسي حتى لا نسقط في إعادة إنتاج النتائج.

عند دخولنا الأولي للميدان لدراسة واقع النساء في المجال العام في هذه المنطقة، اصطدمنا بظاهرة ممارسة النساء للطقوس الخاصة بالأولياء، ظاهرة أصلية و متجذرة في هذا المجتمع لكنها كانـت تمارس بغزارة مما جعلنا نتساءل عن هذا الرجوع القوي لممارسات المؤسسات التقليدية المقدسة في فترة بدأت الحركة الجمعوية النسائية بالظهور و بداية تكوين مؤسسات جديدة لجزائر "التعددية".

فقمنا بتوضيح العلاقة الآنية للنساء بالسياسة و ربطها بغزارة ممارسة الطقوس في السنوات الأخيرة 1993 - 1995 في مجتمع يتميز بالدنيوي و المقدس. بالاعتماد على التيار الأنثروبولوجي السياسي التكبري الذي رفض اقتصار السياسة على مجتمعات الدولة و يعمم الوجود السياسي في كل الأشكال الاجتماعية : الرمزية، الشخصية، الطقسية...

فكل ثقافة تحمل بداخلها نموذجا لتفسير نظم الحياة الاجتماعية فهي الإطار الواسع الذي يتشكل من : المعتقدات، القيم و الطقوس هذه الأخيرة التي تعد عنصرا هاما في تفسير مجتمعاتنا.

و الظاهرة التي نبهتنا لدراسة هذا الموضوع من خلال العمل الميداني الذي قمنا به في هذا الملجأ المحلي هي كثرة زيارة النساء "للصلاح" بتجمع هائل اتسمت به فترة معينة مناسبة 1993 - 1995 تسمى هذه الظاهرة " بالحضرة " عند سكان المنطقة حيث قمنا بتسجيل البعض منها في فترة تزامنت مع الأزمة السياسية التي هزّت البلاد بعد إلغاء الانتخابات التشريعية الأولى (1991)، خلال بداية مرحلة "التعددية" الجديدة و ما نجم عنها من نتائج.

و كان عدد التجمعات التي قمنا بملاحظتها و دراستها 58 تجمعا عند كل قبب الأولياء الموجودة في المنطقة و على رأسها :

- أ - قبة الولي سيدي الشيخ :

باعتباره الجد المؤسس للمنطقة و عشائرها زيارة النساء له من كل الأنساب مستمرة و بدون انقطاع يومي الاثنين و الجمعة شكل اعتيادي و تعتبر الحضرة التي تقام عند قبة سيدي الشيخ تجمعا عموميا تشارك فيه النساء و الرجال خلال المناسبات الكبرى : الدينية و الوطنية.

- ب - قبة عبد القادر الجيلالي :

تجتمع النساء من كل العشائر عند مقام الولي الذي يبعد عن البلدة بعدة كيلومترات في الخلاء حيث تقطع النساء هذه المسافة مشيا على الأقدام بدون تعب و تصارع كل الظروف للوصول إلى هذا المكان المقدس.

- ج - عند بعض قبب أبناء سيدي الشيخ :

1 - سيدي محمد عبد الله

2 - سيدي الحاج بن الشيخ ( الابن الأكبر).

تجتمع عندهما النساء المنتميات نسبا إليهما مع نساء العشائر التي تسكن بقرب من مقامهما.

كـثرة هذه التجمعات تفسرها كذلك الفعاليات السوسيولوجية كونها المناسبة الوحيدة التي تلتقي فيها كل النساء باعتباره مجال مقدس الذي لم تقص منه المرأة لحد الآن و الممارسة فيه نشيطة.

- علاقة تجمع النساء عند الأولياء بالخطاب اللاغي لطقوس الأولياء:

بعد دخول الجزائر عهد " التعددية الحزبية " و ظهور عدة اتجاهات لبرالية، إسلامية، اشتراكية، وطنية...، دخلت الجزائر في مأزق سياسي خاصة بعد تصاعد " العنف " إثر إلغاء الانتخابات التشريعية التعددية الأولى، دل على أزمة قيم و معايير المجتمع لظهور عدة خطابات متضاربة تريد إعادة بناء أو خلق قيم جديدة على حساب ثقافة اخرى متجذرة في هذا المجتمع، في ظل هذه الأحداث بدأت ظاهرة تجمع النساء عند الأولياء في هذه المنطقة منذ التحضيرات للانتخابات التشريعية الأولى، كانت البداية هدفها حمائي و معارض للحفاظ على طقوس المجتمع و على ثقافته التقليدية التي توارثتها النساء عبر أجيال، و مازالت تحافظ عليها و بشدّة خاصة مع ظهور خطاب لاغي لها كانت تمثله التيارات الإسلامية الرافضة لإسلام الأولياء و الطقوس الخاصة بهؤلاء خطاب ظل بعيدا عن هذه المنطقة منذ المرحلة الباديسية " جمعية العلماء المسلمين " التي مازال جيلها ينقم منها في المجتمع المدروس إلى أن جاءت مرحلة " التعددية " بخطاب متشدد عليها.

في دراسة مريم بوزيد حول المقامات لاحظت بعد ظهور هذه الخطابات إنعدمت ممارسة الناس لطقوس الأولياء في المناطق المجاورة للعاصمة، عكس ما لاحظناه في المجتمع المحلي حيث مع هذه المرحلة أخذت النساء على عاتقهن مهمة المحافظة على هذه الطقوس و الشعائر التي تـحاول بعض الخطابات القضاء عليها أين كثرت زيارة النساء للأولياء بصفة مستمرة و منتظمة لم يكن لها مثيل سابقا كرد فعل لهذا الخطاب المهدّد لمعتقداتهن و كدفاع عن ثقافتهن، دليل على أن المرأة تبقى المعنية الأولى لحماية العادات و التقاليد من خلالها " تدرك مقدار التحدي و الصمود في مجال البقاء للأقوى انطلاقا من مركزية الرجل و مركزية الخطاب تحاول إلغاء أصوات في الفضاء الحر و ممارسات نبذها الكثير و اعتبرها نسوية[2].

- تجمع النساء عند الأولياء و علاقته بالتجمعات النسائية الرسمية:

في المرحلة التي كانت تقوم نساء المنطقة بتجمعات على مستوى القباب، قمنا بتتبع وسائل الإعلام خاصة منها المكتوبة فلاحظنا أن حضرة تجمع النساء لازمت فترة التجمعات الوطنية التي تـعددت مـنـذ سـنة 1989 خاصـة مـع فـترة عـدم "الاستقرار الأمني" التي ميزتها تجمعات كانت تترأسها النساء قبل الرجال في كامل القطر الجزائري حيث اهتمت الصحافة المكتوبة بهذا الحدث النسوي مع سنة 1989 - 1990، منها صحيفة المجاهد[3] اليومية الناطقة بالفرنسية قبل ظهور الصحف المستقلة كانت مضامين التجمعات النسائية حسب الصحيفة حول:

- الحق في تكوين جمعيات نسائية، التعاون الجمعوي المغاربي النسائي و مناقشة قانون الأسرة ...

- صحيفة الوطن[4] مناسبة 1991 - 1994 : اهتمت بالتجمعات و المسيرات حول غـياب المرأة عن المجال السياسي، تعديل قانون الأسرة، النشاط التجمعي على المستوى الوطني للتنديد "بالعنف" حيث كثرة المسيرات التي ترأستها النساء في هذا المجال.

إذن التجمعات النسائية نشطت مع مرحلة "التعددية" السياسية، و ما نتج عنها من نتائج على كامل الأصعدة فكانت تمثل نوعا من المشاركة النسائية مع الأحداث السياسية و بداية لحركة جمعوية نسائية، فهل حضرة تجمع النساء هي نشاط جمعوي سياسي ؟

البنية التنظيمية لتجمع النساء عند الأولياء :

سميناها بحضرة تجمع النساء هو تجمع هائل للنساء عند أحد قبب الأولياء بصفة مستمرة و منتظمة (خلال مرحلة الدراسة) نموذجها المؤسساتي كمايلي :

- المشاركات : تتمثل في الزائرات اللواتي يحضرن حسب قرب الحي السكني من القبة، و بالتالي حسب العشيرة، فكلما كان الحي السكني قريبا منها كلما كانت نسبة مشاركة نسائه أكبر و العكس صحيح. عدى المشاركة عند قبة الجد المؤسس (س / ش) فهي متساوية نوعا ما بتجمع كل نساء العشائر.

- عملية الاتصال : هي جماعية، بمشاركة جميع النساء،بداية مع بوابة الولي التي تقوم بنشر الخبر على النساء القريبات منها، ثم على باقي المجموعات النسائية .

- عملية التنظيم : هي كذلك جماعية، يكون دور البوابة بإعلان عن "نوبة" الزيارة، بـفتح القبة و استقبال المشاركات من كل الأنساب، و عند الحضرة ينتظمن في مجموعة واحدة كبيرة من طرف القوالات (المغنيات) و النساء المسنات، و يكونن كتلة واحدة متحدة كأنهن يؤدين مهمة رسمية لواجب رسمي و مقدس.

- مكان او مقر حضرة تجمع النساء : قبة أحد الأولياء هو المقر الذي تلتقي و تجتمع فيه النساء خلال هذه العشيرة، فيعتبر هذا المكان المقدس المقر الرسمي لتتجمع حوله النساء إلى مـجال عام تناقش فيه كل القضايا منها السياسية، و هو الـمكان الوحيد الذي لا يحتوي على أية قيود، تمارس فيه النساء نشاطهن بحرية تامة.

و بفعل هذه الممارسات النسائية المنتظمة أصبح هذا المكان مجالا عاما رسميا، تنظم فيه التجمعات الرسمية (كالحملات الانتخابية...) للسلطات المحلية و لبعض الأحزاب، فخلال الحملة الانتخابية*للرئاسيات الماضية (نوفمبر 1995)، أقام الحزب الحر حملة عند قبة الجد المؤسس سيد الشيخ الذي يتربع في وسط المدينة على فرعيه، مرفوقة بالأغـاني التقليدية للأولياء (الديوانة) فـكانت حضرة أكثر من حملة انتخابية، التي نجحت في تجميع كل المجموعة السكانية: رجال، نساء، أطفال، و استطاعت أن تمرر رسالتها الانتخابية بهذه الإستراتيجية "التقليدية"، كانت لها عملية تأثير على المجتمع العشائري المبني على المقدس. فالولي و بعد ما كان مجرد مجال مقدس حوّل إلى مجال يجمع بين المقدس و الدنيوي (Profane) حيث أصبح مقرا لكل التجمعات النسائية أو العمومية. 

موضوع تجمع النساء عند الأولياء هي الأحداث السياسية التي كانت تعيشها البلاد و انعكاساتها التي أصابت كل شرائح المجتمع، فرجعت النساء و المقدمات بإصرار خلال هذه المرحلة إلى نشاطهن الذي توقف الرجال عن القيام به.

نستنتج مما سبق أن ظاهرة تجمع النساء عند الأولياء لها دلالاتها، مكانتها و طابعها السياسي الخاص بها، تحدده ظروف زمنية، ثقافية و سياسية، وليست مجرد طقس نسوي يعتبر البعض ممارسته مخلفا من مخلفات الماضي. نستطيع أن نحدد هذه الدلالة السـيـاسـيـة انـطـلاقـا بالاقـتـراب الأنثروبولوجي لـبـلانـدي G. Blandier أن السياسي موجود في كل التنظيمات الاجتماعية و ليس مقصورا على المؤسسات السياسية للدولEtats الحديثة و ما علينا إلا اكتشاف حلقه الحقيقي حددناه في مايلي :

في العلاقة "السياسية" بين كثرة تجمع النساء عند الأولياء و ارتباطها مع الأحداث السياسية في البلاد ما بعد "التعددية الحزبية"، حيث اعتبرناها نموذجا من المشاركة السياسية لنساء المنطقة كباقي نساء البلاد المنتظمات مؤسساتيا في جمعيات نسائية و حتى في المسيرات الوطنية التي نشطت كثيرا خلال هذه المرحلة كما أشرنا سابقا.

مشاركة غير مباشرة لأنها غير رسمية، ليست لها علاقة بالمواد المنصوص عليها في قانون[5] الدولة الخاص بالتجمعات، لكن دلالتها السياسية الثقافية عميقة تؤكد على أن النساء تمثلن الرأسمال الثقافي للمجتمع و خزان قيمه و معاييره، تقوم بالمحافظة على هوية الجماعة كلما اقتضى الأمر، كبعد تصاعد الخطاب الديني اللاغي للاولياء، و هذا الأخير الذي يمثل العلاقة السياسية الأولى مع تجمع النساء عند الأولياء، إلى جانب علاقتـها مع تصاعد"العنف"الذي"ندّدت" به كثيرُ النساء عبر كامل القطر الجزائري[6].

تمثل حضرة تجمع النساء عند الأولياء جمعية غير رسمية لأنها ليست لها علاقة مع مؤسسات "الدولة الحديثة"، لكنها تخضع لنفس سمات الجمعية "الرسمية" من خلال بنيتها التنظيمية، و تختلف عنها في الجماعة المكونة لها "تشترك كل التنظيمات ببعض السمات الأساسية فلديها جميعها بني متمايزة بدرجات متنوعة فالعناصر التي تنسق نشاطاتهم لا تحتلّ فقط مراكز متميزة تراتبيا و إنما تختلف هذه العناصر في حياتها الخاصة[7] و نساء المنطقة مازلن يحافظن على قيم و معايير الـمجتمع التقليدي Weber جمعية لها خصوصيتها المرتبطة ببنية هذا المجتمع المبني على المقدس فقد برهنت النساء على أن ليس كل ما هو مقدس غير دنيوي فإشكاليتي : الروحي / بدائي، دنيوي / حديث تسقط هذه الـمعادلة في الظاهرة المدروسة، حيث استطاعت النساء أن تكون مؤسسة من نموذج آخر تتحكم النساء في تسييرها من دون منازع لها و بفعالية يـميزها الاتحاد الشديد بين النساء لـعدم وجود سلطة "دنيوية" يخضعن لها في هذا المجال المكاني، أين السلطة هي تقليدية يمثلها الولي الحاضر الغائب، حيث تذوب كل الفوارق الاجتماعية عنده و تصبح النساء كتلة واحدة يلعبن فيه أدوارا سياسية فهي فعالية منبثقة من قوة فعالية الأولياء، التي ميزت هذه المؤسسة المغاربية في مرحلة قديمة.

الخاتمة :

فارتباط النساء بالطقوس في هذه المرحلة السياسية الراهنة، مؤشر ثقافي يعكس أساليب تفكير النساء و اتجاهاتهن نحو المحافظة. و الممارسات الغزيرة للطقوس الخاصة بالأولياء تؤكد على أن النساء تمثلن الرأسمال الثقافي للمجتمع و خزان قيمه و هويته.

فهذا الطقس سمح للنساء بـالمشاركة في :

- التنظيم

- التقليل من الصراعات الاجتماعية و السياسية و ذلك من خلال ممارستها لبعض الطقوس.

نستطيع أن نسمي هذه الممارسات النسائية : أفعالا اجتماعية سياسية تقوم بعملية المراقبة و التأثير على القرارات المتعلقة بشؤون المجتمع المحلي، و أنها نموذج من الثقافة السياسية النسائيـة، لارتـبـاط سلوكـاتـهن الشـعـائرية بالدولة "Etat" الحديثة التي وجدنا علاقة النساء بها، علاقة تعاطف و اهتمام بأحداثها، لا علاقة مشاركة و ممارسة، و أن للنساء أدوار سياسية في حقول أخرى فعالة مرتبطة ببنية المجتمع الذي تنتمي إليه المرأة في مؤسسات الأولياء (القبة، الزاوية) "ترفض القيام بدورها التقليدي و تلعب فيها أدوارا قيادية في كل الميادين منها السياسية"[8].



الهوامش

[1]- Bourdieu, P.- La domination masculine.- in : Actes de recherche en sciences sociales.- n : 84, sep 1990.- p.p. 4 - 15.

[2]- بوزيد، مريم .- المقامات و إشكاليات تملك الخطاب، دراسة إناسية لمنطقة بحارة بومرداس.- رسالة ماجستير في علم الاجتماع الثقافي، جامعة الجزائر، 1993.- ص.142.

[3]- El Moudjahid : 1989 N = 7332, 7375, 7381, 7404, 7616,

1990 N = 7664, 7684, 7713, 7740, 7751

[4]- El Watan : 1991 N = 330, 348 , 363, 365, 373

1992 N = 398, 435, 453, 538, 545

1993 N = 716, 723, 740, 743, 767

1994 N = 1041, 1046, 1210, 1233.

[5]- أنظر المواد : 1، 2، 3، 4، 5 من القانون رقم 28 - 29 الصادر في 31 ديسمبر 1989 الخاص بالاجتماعيات و التظاهرات العمومية في :

Journal Officiel de la République Algérienne, 24 Janvier 1990.- p.14.

[6]- في المسيرات كانت الأولى التي عبرت عن سخطها " للعنف " بعدما أصابها حيث اغتيلت 300 امرأة حسب TV.

[7]- بودون، ر. و بوريكو، ف..- المعجم النقدي لعلم الاجتماع.- ص.199.

[8]- المرنيسي، فاطمة .- المرأة و زيارة الأضرحة " ت : صلاح فاطمة الزهراء في أبحاث العدد 4 - 5 جوان 1984.- ص.61.

Text

PDF

العنوان

ص.ب 1955 المنور ، القطب التكنولوجي إيسطو - بئر الجير 31000 وهران، الجزائر

هاتف

95 06 62 41 213 +
03 07 62 41 213 +
05 07 62 41 213 +
1 1 07 62 41 213 +

فاكس

98 06 62 41 213 +
04 07 62 41 213 +

دعم تقني

اتصال