الشباب الجزائري والتعبئة السياسية عبر فضاءات الحوار الافتراضي في ظل موجة الاحتجاجات

الشباب الجزائري والتعبئة السياسية عبر فضاءات الحوار الافتراضي في ظل موجة الاحتجاجات

مقدمة

يحيل الحديث عن قدرة فضاءات الـتواصل الاجتماعي على التعبئة السياسيـة وإشعال الثورات إلى توجهين مختلفتين. ينبثق الأول من توجه تقني يفسّر الثورات بالقدرة التي أضحى يمتلكها الفضاء الافتراضي[1] في التأثير، بينما يرجع التوجه الثاني أسباب الانفجار الاجتماعي إلى عوامل اقتصادية، سياسية، اجتماعية وثقافية ولا يسند لهذه الفضاءات إلا أدوارا ثانوية.

يضع التوجّه الأول الأنترنيت على رأس العوامل التي تفسّر الاحتجاجات. تنطوي هذه عن انبهار بالقدرة الساحرة لهذه الوسيلة ويشكر معتنقوه الفايسبوك وتويتر لأنّهما كانا في مستوى تطلعات الجماهير.دفع الترويج للقدرة السحرية التي تمتلكها فضاءات التواصل الاجتماعي ببعض الملاحظين إلى الاعتقاد أن الجزائر لم تعش التجربة التونسية أو المصرية وغيرهما فقط لأن فضاءات الحوار الافتراضي مثل فايسبوك وتويتر لم تؤدي دورا يذكر في الجزائر فيما يتعلق بقدرتها على التعبئة السياسية ولم تنجح في احتواء وتجميع الإرادة وتوجيهها على شاكلة ما حدث في تونس ومصر وغيرهما من الدول العربية التي عاشت تجارب الانفجار الاجتماعي.ويبين التصريح التالي مدى الاعتقاد الذي خلّفه الترويج للقدرة المطلقة لفضاءات الحوار الافتراضي: "في الجزائر، ليس هناك جيل الفايسبوك، تويتر أو حتى انترنوت باختصار… "[2]، وكـأنّه يكفي وجود هذه الفضاءات لتحدث الثورة بشكل حتمي، ومن وراء هذا الاعتقاد انطلقت محاولات عبر فضاءات الحوار تسعى إلى التعبئة السياسية، إلا أن هذه المحاولات راهنت على معطيات لم تكن دقيقة. يبقى الآن أن نذكر بأنّ الجزائر حقيقة تعرف تأخرا في مجال انتشار الإعلام الآلي والتواصل عبر الانترنيت، إلا أنّه يجب التساؤل فيما إذا كان هذا الـتأخر هو العامل الحاسم الذي يفسّر فشل التعبئة السياسية خلال موجة الاحتجاجات؟

يرجع التوجه الثاني الغارق في منطق اجتماعي[3] الاحتجاجات إلى أسبابها الاقتصادية، السياسية والثقافية ويقلّص في الوقت ذاته من دور فضاءات الحوار الاجتماعي، لاسيما فيما يتصل بتحليل موجة الانتفاضات التي تكتسح جزءا مهما من العالم العربي. لا تؤدي فضاءات الحوار وفقا لهذا التصوّر إلا دورا ثانويا لاسيما في تقديم أي تحليل لموجة الثورات. يعتقد المتمسكون بهذه القناعة أن الثورات لا تفسر تفسيرا منطقيا إلا بالعودة إلى الظروف الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية والثقافية التي أوجدت خزان الوقود الذي أضرمها. فوجود فايسبوك أو غيابه ليس عاملا حاسما في ذلك، فهذه الشبكات ليست في النهاية إلا وسائل العصر حدثت قبلها ثورات وستحدث ربما بعدها، فهي لا تؤدي بالتالي إلا دورا مسرّعا للأحداث ولا تضفي عليها سوى لون عصرها.

يعتقد بعض الكتاب الذين تمسكوا بهذا التوجه، أنّ الوضع الاجتماعي، السياسي والاقتصادي في الجزائر لا يختلف كثيرا عمّا هو عليه في باقي الدول التي عرفت ثورات. ففي المقال الذي صدر في الكتاب الموسوم: "الربيع العربي إلى أين؟" يزعم توفيق مديني أنّ هناك تشابه في المعطيات ويدرج الجزائر في هذا التشبيه قائلا:"هذه الثورات اندلعت بسبب، ارتفاع أسعار الغذاء، وزيادة الفقر، وارتفاع متوسط معدل البطالة للفئة العمرية مابين15 و24 سنة في تونس ومصر، والجزائر، واليمن إلى نحو 35 بالمائة، مقابل متوسط معدل عالمي 14,4 بالمائة، وتجاهل الدول العربية التسلطية هذه المشكلات ذات الطابع التنموي والاجتماعي، وتأثيراتها الأمنية والسياسية"[4].

إذا كان مثل هذه القراءة صائبة فيما تذهب إليه، فمن المفترض أن تتوفر لدى الشباب استعدادات تدفعهم إلى الانسياق وراء محاولات التعبئة، ومادام أنّ هذا لم يحدث وجب البحث في الأسباب التي جعلت الشباب ينأى بنفسه عن النداءات التي تداولتها مختلف المواقع على الشبكة الافتراضية خلال عاصفة الاحتجاجات التي كانت تهب على المنطقة المغاربية؟

من أجل تقديم عناصر إجابة لهذا الموضوع سنعتمد على نتائج دراسات مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية[5] التي سمحت لنا الفرصة بالمشاركة فيها ولاسيما المحور الذي يتناول علاقة الشباب بالأنترنيت، بالإضافة إلى متابعة للحوارات المختلفة التي كانت تدور على مواقع التواصل لاسيما نداءات التعبئة والردود التي أثرتها على الشبكة الافتراضية.

يقتضي تقديم بعض عناصر الإجابة إعادة تشكيل صورة واضحة عن السياق الذي جرت فيه محاولات التعبئة وتسليط الضوء على الواقع الذي واجهته هذه المحاولات، ويدفع بنا هذا إلى إثارة العناصر التالية: يتعلّق الأول بالدور المسند للأنترنيت في المجتمع وهذا يسمح بمعرفة امتداد وانتشار استعمال فضاءات الحوار الافتراضي على رأسها فايسبوك وتويتر اللـذان أحاطت بهما البهرجـة والزخم خلال موجة الاحتجاجات؛ أمّا العنصر الثاني فيرتبط بعلاقة الشباب بالفضاء السياسي ومدى الاستعداد المسبق لديهم للاستجابة لمحاولات التعبئـة. ونتـناول في العنـصر الثالث المبادرات الـتي اتخـذتها السلطات السـياسية قبـل وأثناء موجة الاحتجاجات لتأطير الشباب بما في ذلك توجيه استعمالاتهم لفضاءات الحوار الاجتماعي، ونتساءل إن كانت الأسباب ترتبط بتجربة تاريخية تتعلق بمعطيات السياق الخاص بكل دولة والتي لا تزال تتحكم في النظرة للاحـتجاج ومآله، علما أنّ الجزائر عرفت احتجاجات انطلقت في الخامس من شهر أكتوبر سنة 1988 وكان لها آثارا كبيـرة على الحرّيات العامة، منـها "تحرير" قـطاع الإعـلام، و"بروز الأحزاب (1989)" وتبعتها سنوات من العنف التي خلفت نفورا تلقيا من العودة إلى التجربة الأليمة.

وضعية الانترنيت في الجزائر

لا يمكن في تقديرنا الحديث عن أيّ دور لفضاءات الحوار الاجتماعي وانتشار استعمالها دون العودة إلى وضعية شبكة الانترنيت ومدى استعمالاتها في الجزائر. تبين الإحصائيات التي قدمها الديوان الوطني للإحصائيات من خلال عملية الإحصاء الوطني للسكان (2008)، أنّ %3,4 فقط من العائلات في الجزائر موصولة بالأنترنيت.

المخطط رقم 1: وسائل الاعلام والاتصال في الفضاء العائلي الجزائري

 CRASC Insaniyat - دفاتر إنسانيات

المصدر: الاحصاء العام للسكان ((ONS :2008

حتى وإن بدا من الصعب إجراء مقارنة مع الوضعية في تونس، كون المعطيات التي يقدمها الديوان المذكور تتعلق بوصل الانترنيت بالفضاء الأسري، إلا أنّه من المهم معرفة أنه من " بين 10 ملايين ساكن بتونس، يقدر عدد مستعملي الانترنيت ب3,5 مليون"[6]، أمّا في الجزائر التي يفوق تعداد سكانها 33 مليون فلا يزيد عدد مستعملي الشبكة عن "4,5 مليون"[7]. ويوضح (المخطط رقم 01) المكانة التي يحتلها الانترنيت الذي يأتي في مؤخرة الترتيب مقارنة بباقي الوسائل الأخرى لاسيما السمعية البصرية. هذا التأخر في وصل العائلات بالشبكة لا يعكس في الواقع الحقيقي لاستهلاك الأنترنت إذا ما علمنا أنّ عدد "مقاهي الانترنيت" قد بلغ سنة 2010 ثلاثة آلاف مقهى[8]، بحيث يبقى هذا الأخير هو المكان الذي يمارس فيه هذا النشاط. ووفقا لمعطيات التحقيق المذكور يوجد فقط %32,2 من مجموع الشباب الذين يمتلكون الانترنيت في البيت، في حين يلجأ %74 منهم إلى المقهى الافتراضي، ويفسّر الطلب الشباني على هذا النشاط الذي يزاول خارج الفضاء الأسري مدى الانتشار المتزايد وحتى بشكل غير منظم لهذه التجارة المتنامية.

حدود القدرة السحرية [9]لفضاءات الحوار الاإفتراضي

تسمح قراءة للإحصائيات الخاصة باستعمالات الفايسبوك بمقارنة الجزائر بباقي الدول العربية لاسيما تلك التي عرفت احتجاجات قيل أنه كان للفايسبوك دورا فيها. تحتل الجزائر المرتبة الثامنة بنسبة %4,6، في حين تتربع على القائمة دولة قطر(المرتبة الأولى) بنسبة مستعملين تقدر بـ%59,7، تليها الإمارات العربية المتحدة بـ%42، ثم البحرين%36,9 ، بينما يحل لبنان في المرتبة الرابعة بنسبة %23,4. ومن الملاحظ أنّ الدول التي عرفت أولى الاحتجاجات لا ترد سوى في المراتب الوسطى، فتونس مثلا لا تأتي إلا في الترتيب الخامس بنسبة %20، تليها مصر بـ%16,5، ثم المغرب بـ%7,6 وليبيا بـ%4,5 واليمن في آخر الترتيب بـ%1 [10]. هذا التربيت يبين أنّه لا توجد علاقة آلية وخطية بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي (مثل الفايسبوك) وحدوث الثورات، بدليل أنّ الدول التي حدثت فيها ثورات لم تكن في مقدمة الترتيب.

وفي غياب هذه العلاقة لم يكن لنداء "الشباب الجزائري غير المنتسب لأي حزب سياسي، أو مؤسسة عسكرية أو تيار أجنبي، وحريص على مستقبل البلاد لمسيرة يوم 19 مارس من البريد المركزي إلى مقر الرئاسة"[11] أي حظوظ لبلوغ الأهداف المرجوة ولم تكن المراهنة على فضاءات الحوار الاجتماعي صائبة، ولم تثار بالمقابل اللعبة الاقتصادية والاشهارية التي كانت وراء ذلك. وما دامت العلاقة بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي واندلاع الاحتجاجات غير واضحة من خلال المعطيات الميدانية، فلا يمكن بالتالي تفسير عدم انتشار الاحتجاجات في الجزائر بقصور هذه الفضاءات.

يبقى الآن أن نتساءل، إن كانت هناك علاقة جلية بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي (مثل الفايسبوك وتويتر) ولماذا أحاطت بها كل البهرجة؟ من المعلوم لدى الجميع أن هذا المشروع مكّن مارك زاكربارغ أن يصبح الملياردير الرابع عشر في الولايات المتحدة بثروة قدرت بسبعة عشر مليار دولار ولم يبلغ بعد الثلاثين سنة، وكثيرا ما يسوّق هذا الشاب الأمريكي على أنه مثل يقتدي به شباب العالم ويبجل لأنه وضع في خدمة الإنسانية القوة التحريرية لشبكته. يغفل البعض الآخر على أن استعمال عبارة " شبكات التواصل الاجتماعي"، هي تسمية تخفي الأبعاد التجارية، السياسية والإيديولوجية[12] لهذه الشبكات.

مراقبة فضاءات الحوار الاجتماعي

أثار الحديث حول دور فضاءات الحوار وقدرتها على إشعال فتيل الاحتجاجات ردود أفعال تجاه الفايسبوك والتويتر. فلئن كانت هذه الفضاءات مصدر إعجاب في البلدان التي حدثت فيها احتجاجات، فإنّ الأمر على خلاف ذلك في دول أخرى، إذ ينظر لها على أنّها سلاح ذو حدين يتوقّف ذلك على كيفيات استعمالها، فقد تكون مثيرة للبلبلة والفوضى وخلق عدم الاستقرار، وقد تؤدي أدوارا ايجابية . هذا ما يمكن أن نستخلصه من تصريحات المشاركين في اليوم الدراسي الذي نظمته لجنة الشباب، الرياضات والنشاط الجمعوي في البرلمان في ماي 2011 تحت عنوان : "فضاءات الحوار الاجتماعي على شبكة الانترنيت"، حيث صرح آنذاك وزير الشباب والرياضة قائلا:

"إن فضاءات الحوار الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر يمكن أن تكون حلا".

ولدرايته بالفجوة الموجودة بين الشباب والمجتمع وما يضمره هؤلاء من إحساس بالتهميش، أردف قائلا:

"بمعزل عن بعض السمات السلبية، ففضاءات الحوار الاجتماعي يمكن أن تلعب دورا في المسائل المتعلقة بالتواصل بين الأجيال، بين الإدارة والمواطن وحتى داخل الجمعيات، التنظيمات والأحزاب السياسية، بمعنى إشراك هذه الفضاءات في تدعيم قيم المواطنة وخاصة في صيانة الهوية الوطنية".

يهدف هذا الخطاب إلى توجيه استعمالات فضاءات الحوار الاجتماعي نحو المشاركة في" تعميق عملية التغيير التي انطلقت فيها الجزائر"، وتعكس وجهة نظر السلطة السياسية الساعية إلى المحافظة على الاستقرار الضرورية للتنمية، وعليه وجب إشراك هذه الفضاءات في المحافظة على الاستقرار المنشود. انطلقت من هنا وسائل الإعلام الثقيلة في حملة تقدم للشباب ما تراه السلطة: "استعمال أمثل لفضاء الحوار الاجتماعي". لم تلق هذه النظرة التي تبنتها السلطة لأدوار فضاءات الحوار الاجتماعي إجماعا من قبل فئة من الشباب التي عبرت عن آراء مخالفة عبر الشبكة.

المبادرة السياسية : "الاستشعار المسبق"

يمكن تصنيف تدخلات السلطة العمومية قبل مرحلة الاحتجاجات (أثناءها) في عنصريين. يتعلق العنصر الأول بالبرامج[13] المختلفة التي وضعتها السلطات العمومية لفائدة الشباب والتي كانت قد انطلقت مبكرا أي قبل هبوب رياح الاحتجاجات على المنطقة. أمّا المستوى الثاني فيعكس التوجس الذي ساد أنداك من خطر فضاءات الحوار الاجتماعي مما استدعى التدخل في توجيه استعمالات الشباب للأنترنيت على رأسها مواقع الحوار الاجتماعي والذي ترجمه شعار "الاستعمال الأمثل لفضاء الحوار الاجتماعي" الذي لقي الدعم من قبل وسائل الإعلام الثقيلة مثل التلفزيون مما يعكس التخوف من قدرة الفضاء على تحريك الشارع.

انطلقت المبادرة السياسية في حقيقة الأمر مبكرا، ففي 2006 وبمناسبة اللقاء الحكومة/الولاة أواخر سنة 2006 طرح "ملف الشباب" بقوة إثر تنامي ظاهرتي "الحرقة" وانتشار العمليات "الانتحارية" التي كان وقودها الشباب. كانت الحصيلة السلبية التي خرج بها المشاركون آنذاك بمثابة جرس إنذار سمح للسلطات العمومية بتدارك الأوضاع ولو جزئيا قبيل انطلاق موجة الاحتجاجات. ففي الوقت الذي كانت تهب فيه رياح الاحتجاجات على المنطقة، كانت الاجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية قد عرفت طريقها إلى التجسيد الفعلي وجلبت إليها فئة واسعة من الشباب لاسيما تلك المتعلقة بدعم تشغيل الشباب (أكثر سرعة في معالجة الملفات، امتيازات خاصة بالضمانات وتمويل المشاريع...). سهلت هذه الوضعية للمسؤولين احتواء الوضعية من خلال تنظيم "الجلسات العامة للمجتمع المدني" التي شارك فيها أكثر من ألف شاب يمثلون مختلف التنظيمات. لا شك أن هذه المناسبة سمحت لهم بالتعبير بكل حرية عن رؤاهم ومطالبهم المختلفة في قصر الصنوبر (دون أن تستوعبها فضاءات الحوار الاجتماعي)، ولكنها سمحت في الوقت نفسه للسلطات العمومية بتحويل الاحتجاجات نحو فضاء يسهل مراقبته واحتوائه، وسد السبل أمام محاولات استغلال الغضب الشباني في تلك الظروف الاستثنائية وتوجيهه في مسارات أخرى تفضي إلى المواجهة. وإستفادت هذه الجلسات من تغطية إعلامية كبيرة كانت تهدف أصلا إلى انخراط الشباب الذي لم يشارك مباشرة في الحدث من خلال متابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام. من بين المسالك التي تم التركيز عليها مباشرة بعد هذه الجلسات يبرز برنامج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب حيث سجلت مصالح هذه الأخيرة إيداع 360.000 ملف خلال 2011 أي ما يعادل زيادة قدرها %1000 مقارنة بالملفات المودعة سنة 2001.

الشباب : مواقف متعارضة على الشبكة

لا تتعلق الأدوار التي يمكن أن تؤديها فضاءات الحوار الافتراضي فيما يخص التعبئة فقط بالعناصر التي ذكرناها سابقا، وإنّما يجب العودة كذلك الاستعمالات المسندة اجتماعيا وثقافيا للشبكة العنكبوتية وضعف التوظيف السياسي لدى الشباب المرتبط أصلا بتراجع انخراطهم في الحياة السياسية، وبالتالي فالمواقف المتعارضة على فضاءات الحوار الافتراضي لم تكن تعني سوى أقلية من الشباب، ويبقى أن نشير إلى الصعوبات التي تنجم عند التعامل مع النص، فهذه الكتابات يبقى منتجوها في كل الأحوال شخصيات افتراضية، إذ الشبكة نفسها تحرر الكاتب من هويته إذ بإمكانه أن يصنع لنفسه أي هوية شاء.

مكانة السياسة في اختيارات الشباب على مواقع الانترنيت

تبيّن طبيعة المواقع التي يتم زيارتها من قبل الشباب (تحقيق 2006) على الشبكة الافتراضية تدني الأهمية المولاة إلى المواقع ذات المحتوى السياسي، فمن بين مائة شاب من الجنسين مسهم التحقيق عن طريق المقابلة لم يذكر سوى ثلاثة منهم اهتمامهم العابر بالمواقع السياسية. كانت الاختيارات متجهة أكثر نحو المواقع التي توفر المعلومات. ويبين التحقيق الذي أجري بالمقاربة الكيفية باستعمال المقابلات أنّ الشباب البطال ذو المستوى التعليمي المتدني يهتم أكثر بالمواقع التي توفر معلومات ذات صلة بالعمل في الخارج، الزواج بالأجنبيات إلى غير ذلك مما له صلة بالهجرة، في حين يصرّح طلبة الجامعة والثانوية أن ما يهمهم أكثر على المواقع هي المعلومات العلمية أو تلك التي لها صلة بالثقافة العامة.

وليس هذا النفور من المواقع السياسية على الشبكة سوى انعكاس لواقع العلاقة الفعلية التي يبنيها أفراد المجتمع مع الفضاء السياسي، فقد بيّنت نتائج الاستطلاع الذي مسّ 12 دولة عربية
- من بينها الجزائر - تدني الاهتمام بالسياسة، حيث أنّ %39 غير مهتمين تماما بالشؤون السياسية في بلدهم، %41 مهتمين قليلا، و%2 أعربوا عن اهتمامهم البالغ بالشأن السياسي[14].

ويؤكد التحقيق الذي أجرته الجمعية الموسومة "التجمع لحركة الشباب" بالاشتراك مع إيكوتكنيكس خلال تشريعيات 10 ماي 2012 هذه المواقف المتحفظة وتراجع ثقة اتجاه المترشحين مما ينعكس على علاقة الشباب بالحقل السياسي. وهذا النفور للشباب من الحقل السياسي ليس ظاهرة مستجدة على الفضاء العام، فقد سبق أن بينت نتائج التحقيق الذي أجري سنة 2004 عن طريق الاستمارة والذي مسّ 500 شاباً من وهران أنّه ما يقارب %12,7 فقط عبروا عن اهتمامهم بالسياسة ولكن لا يعني ذلك بالضرورة انخراطهم في تنظيماتها رسمية[15].

ولم تشر نتائج التحقيق الذي أجري في الجزائر العاصمة إلى أي اهتمام من قبل الشباب بالمواقع ذات المحتوى السياسي، بل مهما كان الاختلاف بين المنطقتين التي أجري فيهما التحقيقان إلا أنّ هناك تشابه في الخيارات المتعلقة بالمواقع على الشبكة، إذ أنَّ: "%68 من الشباب العاصمي يستعملون الانترنيت للحصول على المعلومات، %43,3 للاتصال، %32,3 لنسج علاقات الصداقة، %29,5 يستعملونه للعب، %12,1 للبحث عن العلاقات العاطفية"[16].

وكما نلاحظ، فالسياسة غائبة مجملا بوصفها اهتماما شبانيا على الأنترنيت، وهو ما يؤكد انسحاب هذه الشريحة من الفضاء السياسي مهما كان اهتمامها بالأحداث السياسية، إذ يتابعون باهتمام كبير مجريات أحداث الاحتجاجات في بعض أقطار العربية لاسيما دول الجوار، إلا أنّهم منسحبون من التواجد ضمن الأحزاب، والجمعيات وغيرها من التنظيمات ذات صلة بالنشاط المنظم. لم تكن لدعوات السياسية للاحتجاج التي تداولتها الصفحات على الشبكة الافتراضية حظوظ كبيرة في إنجاح التعبئة التي سعت إليها أمام هذا الانسحاب للشباب من الفضاء السياسي وضعف الارتباط بمواقع الحوار الاجتماعي، وفضلا عن هذه المعطيات الموضوعية كان للمبادرات التي تبنتها قبل مرحلة الاحتجاجات وأثناءها آثار هامة في فشل حملات التعبئة.

أفرز السياق العام وجود مواقف متعارضة فيما يخص التعبير عن الاستعدادات للتعبئة الخاصة بالدفع إلى الاحتجاج، فالموقف الأوّل المؤيد للتعبئة والداعي لها يمكن أن نلاحظه في التصريح التالي:

"إلى متى في الجزائر؟؟؟؟ فالأمور عندنا أسوء مقارنة بإخواننا في تونس ومصر".

يعلم كل مشتغل في حقل العلوم الانسانية والاجتماعية أنّ هذا التشبيه لا يعبر عن حقيقة علمية، إذ يقتضي ذلك الوقوف على المعايير التي تتطلّبها أيّة مقارنة علمية وموضوعية، وإنّما يعبر هذا الرأي عن مدى قدرة وسائل الإعلام على تقديم "ثورة الربيع" على أنّها "موضة" لمرحلة، ولا يجب تفويت فرصة الدخول فيها، ويفسّر هذا مدى انشغال مجموعة بالتعبئة في الفضاء الافتراضي اعتقادا في القدرة اللامحدودة لهذه الفضاءات.

أما الموقف المعارض للاحتجاج فيسوق حججا أخرى يمكن أن نقرأها في هذا التصريح الذي يقول صاحبه:

"الجزائر بخير، ليس هناك سوى بعض الطامعين، ولا يتبعهم أحد، ألا ترون ما أنجزه بوتفليقة في 10 سنوات؟ لا شك أنّ التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سينفجر، تحيا الجزائر، تحيا بوتفليقة"..." عن أي غليان تتحدثون؟ ألقوا نظرة على أكبر جريدة والأكثر ديمقراطية في العالم العربي لتعرفوا أن كلهم مع بوتفليقة، الجزائر ليست تونس أو مصر، نحن لم يكن لنا رئيسا لمدة 23 سنة مثل تونس أو 30 سنة مثل مصر، أظن أنكم تريدون الدخول في لعبة الجزيرة؟ أنتم مخطئون"[17].

توضح هذه التصريحات أهمّ الموقفين اللذان برزا في الحوار السياسي على الفضاء الافتراضي في مرحلة الاحتجاجات، بحيث يعبر الأول عن عدم الرضا عن الوضع ويستند في ذلك إلى البطالة وتراجع القدرة الشرائية ومشكل السكن ...، بينما يؤيد الثاني الخطاب الرسمي، يذّكر بالإنجازات ويرفض أي تشبيه بينما يحصل في الدول العربية التي عرفت الاحتجاجات والوضع في الجزائر، ويرى في الداعين إلى الاحتجاج مجرد انتهازيين وحتى خونة عند البعض الآخر.

لا تحدث الثورات بشكل اعتباطي، فلهذه الانتقالات شروط تحكمها، إذا كانت في بعض المجتمعات قد نضجت هذه الشروط بما يكفي فالاحتجاجات لا يمكن لا يوقفها أيّ قمع قد يمارس ضدها، وإن لم تتوفّر لدى المجتمع "شروط موضوعية" لحدوث ذلك فلا يمكن لفايسبوك أن يعوضها، فالتحولات العالمية فرضت على المجتمعات استيعاب جملة من التغييرات مرتبطة بالديمقراطية، ضمانًا حقوق الأفراد والجماعات وحرية التعبير والتجمهر وغيرها من حقوق.
لا يحدث استيعاب هذه المتطلّبات في الفترة التاريخية نفسها بالنسبة لكل الدول لأنّ السياقات المحلية تختلف فيما بينها مهما التشابه في الكثير من العناصر، فالجزائر بعد أحداث أكتوبر 1988 وما تلتها من تجارب أليمة بدأت "تخرج للتو من النفق"، ولكن هذه التحوّلات تفرض نفسها على مجتمعات أخرى في الفترة الراهنة وربما في مناطق أخرى من العالم في فترات لاحقة.

خلاصة

نستطيع القول أنّ محاولات التعبئة الجماعية على الشبكة الافتراضية في الجزائر واجهت ظرفيا على الأقل سياقا أفرز مجموعة من العوائق الموضوعية. تتعلق مجموعة منها بجوانب تقنية مرتبطة ببنية الانترنيت في الجزائر واستعمالاته التي تعرف تأخرا مقارنة بدول أخرى. ولما كان انتشار وامتداد استعمال فضاءات الحوار الاجتماعي ( فايسبوك وتويتر) مرتبط بمدى اتساع الاستعمالات عامّة للشبكة، فإنّ ذلك لم يوفر فرصا أمام هذه الفضاءات لتلعب دورا كبيرا مثلما راهنت على ذلك القوى السياسية التي انساقت وراء الاعتقاد في القوة السحرية لفضاءات الحوار الاجتماعي.

واجهت كذلك محاولات التعبئة الساعية وراء جلب الشباب إلى الاحتجاجات في الساحات العامة مبادرات سياسية كانت استشعرت مسبقا الوضعية التي تعيشها هذه الشريحة وكانت انطلقت في الترويج لبرامج تمكنت منه جلب فئات عريضة منهم إلى البرامج التي اقترحتها السياسات العمومية لاسيما فيما يتعلق بالتشغيل. هذا السبق مكّن السلطة من احتواء الشباب من خلال فتح باب الحوار حمل شرائح كبيرة من الشباب إلى التعبير والاحتجاج في فضاءات منظمة يسهل مراقبتها. وقد اتبعت السلطة هذه الخطوات بتوجيهات لاستعمالات فضاءات الحوار الاجتماعي، تدخلات اقنعت على الأقل فئة من محبي الفايسبوك وتويتر حتى وإن لم تكن كبيرة .

بقيت محاولات النداء إلى الاحتجاج رهينة الأساليب القديمة، واعتقد بعض السياسيين أنّه بإمكانهم القيام بالتعبئة، وفاتهم أنّ مختلف موجات الاحتجاج التي حدثت لم تكن لها زعامات، ولم تقم على الزعامة والكارزما التقليدية.

تفرض هذه الخلاصة العودة إلى بعض الأفكار التي طفت على السطح مع انطلاق موجة الاحتجاجات والتي بدت من كثرة تداولها من قبل وسائل الإعلام على أنّها مسلمات. من أهم هذه الأفكار الرائجة، الاعتقاد أنّ الثورة تحدث انتقالا مباشرا، آليا وآنيا إلى وضع أفضل، أمّا الثانية فتتمثل في الاستبشار والتسليم بالقدرة السحرية لفضاءات الحوار الافتراضي في إشعال الثورات والسير بها إلى نهاية المطاف، وقد تبيّن شيئا فشيئا أنّ الأمر ليس كذلك على الأقل في المدى القصير إذ أظهرت نتائج المسح الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في 2011 ذلك الشعور الذي ينتاب المواطن في تونس ومصر حول تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية بعيّد الاحتجاجات وسقوط الأنظمة. يصرح %53 في تونس أنّ الوضع الأمني أسوء ممّا كان عليه على عهد نظام بن علي، وتبدو الأمور أسوء في مصر إذ %72 من المستطلعة آرائهم يرون أنّ الوضع الأمني أسوء مقارنة بما كان عليه خلال فترة حكم نظام مبارك. يسري ذلك أيضا على المجال الاقتصادي، أين يرى %43 من المستجوبين في تونس أنّ الأوضاع الاقتصادية في البلاد أسوء ممّا كانت عليه على عهد النظام السابق، وفقط %21 يرون أنّها أفضل مما كانت من قبل، ويعبر المصريون عن تشاؤم أكبر إذ أنّ %66 من المستجوبين يؤكدون أنّ الوضع الاقتصادي أسوء الآن مما كان عليه على عهد نظام مبارك[18].

ومهما يكن من أمر هذه النتائج، إلا أن فضاءات الحوار الافتراضي برزت أو أريد لها أنّ تبرز بوصفها فاعلا في إشعال وإنجاح هذه الثورات، ومن كثرة الحديث عن الفايسبوك وتويتر اعتقد البعض أنّ الغالبية العظمى من الشعب المصري كانت عاكفة في تلك الفترة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكن في حقيقة الأمر كذلك إذ تبيّن وفقا للمعطيات الميدانية أنّ فقط" %3 من المستجوبين في مصر ذكروا أنهم شاركوا بدعم الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي"[19].

بيبليوغرافيا

توفيق مديني، "ربيع الثورات الديمقراطية العربية"، مقال صادر في كتاب لمجموعة مؤلفين: الربيع العربي...إلى أين؟ أفق جديد للتغيير الديمقراطي، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل العربي (63)، بيروت: لبنان، 2011، ص. 59.

"الشباب الجزائري بين الاندماج والتهميش"، مشروع بمركز البحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في أبريل 2004

"الشباب والمجتمع في الجزائر: واقع وممارسات"، مشروع بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في جوان 2007.

-تقرير " المؤشر العربي 2011"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، قطر 2011.

Denécé. E. (dir.), (2012). La face cachée des révolutions arabes. Paris : Ellipses.

Aggoun, H. (2006), « L’utilisation de l’Internet en tant que moyen de communication chez les jeunes en Algérie », Algérie, Institut des sciences de l’information et de la communication en collaboration avec l’institut de sondage Imar et la société Média Marketing.

Karima, S. (2011), «l'Algérie incapable de contrôler des réseaux sociaux», http://www.algerie360.com/algerie/lalgerie-incapable-de-controler-les-reseaux-sociaux, site consulté le 28-10-2011.

Manuel Manrique, « Réseaux sociaux et médias d’information», Confluences Méditerranée, N° 79, /4, Paris : L'Harmattan, 2011.

Office National des Statistiques, 2008

Sites consultés sur Net

http://www.tsa-algerie.com/politique/ils-appellent-a-une-marche-le-19-mars-a-alger_14731.html, page Facebook dénommée pompeusement : « 19 mars 2011 : marche de la jeunesse algérienne ». Site consulté le 24/06/2011.

http://forumdesdemocrates.over-blog.com/article-mohamed-vi-et-facebook-69315250.html

http://www.jeuneafrique.com/Articl_ Reaction_detail /ARTJAWEB 2011 0204182555 /page /2/algerie-tunisie-internet-islamismel-internet-algerien-en-effervescence-malgre-les-promesses-de-bouteflika.html

http://www.paristechreview.com/2011/02/28/revolution-facebook-printemps-arabe-futur-politique-reseaux-sociaux



هوامش

 [1]حتى وإن تغيرات الكلمات، يحيل المعنى في كل الكتابات إلى منطق القوة المطلقة لوسائل الإعلام، وهذا ما يبرز بشكل واضح في المقال الافتتاحي:" ثورة الفايسبوك: الربيع العربي والمستقبل السياسي لفضاءات الحوار الاجتماعي" أين يؤكد الكاتب أن " الفايس البوك الذي اعتبر وسيلة تسلية للمراهقين أضحى أداة سياسية من الدرجة الأولى".

Paris Tech Review, 2011, site, http://www.paristechreview.com/2011/02/28/revolution-facebook-printemps-arabe-futur-politique-reseaux-sociaux.

[2] Sam abed., 11/03/2011, 19:45:36: http://forumdesdemocrates.over-blog.com/article-mohamed-vi-et-facebook-69315250.html, Site consulté le 28-06-2011.

[3] لا يوافق كتّاب آخرون على هذه الرؤية، وهو ما نفهمه من خلال قراءة المقال الموسوم:" الفايسبوك لم يقم بالثورة" أين يضع المؤلفان دور الفايسبوك في الثورة محل تساؤل من خلال تصريحهم بما يلي:" كم من مرة سمعنا أو قرأنا هنا وهناك أن فضاءات الحوار الاجتماعي على الانترنيت مثل فايسبوك وتويتر أسقطت الدكتاتوريين العرب، لم يحدث في السابق أن تم الجمع بين وسائل الاتصال وتحولات سياسية بهذا العمق. أضحت الثورات العربية مدينة لهذه الوسائل التي أصبحت في أعين العديد من المعلقين، الوسائل السياسية الحاسمة في التعبئة الجماهرية والجالبة للحقوق وللحريات الجديدة. هذا النوع من التفسير هو نصف الحقيقة".

Smaïn Laacher et Cédric Terzi, Mediapart, 16 mars 2011.

ويذهب مانييل مونريك في الاتجاه نفسه في المقال الموسوم: " شبكات الحوار الاجتماعي ووسائل الإعلام".

Manuel Manrique, va dans le même sens dans son article: « Réseaux sociaux et médias d’information», Confluences Méditerranée, N° 79, /4, Paris: L'Harmattan, 2011.

[4] توفيق مديني، "ربيع الثورات الديمقراطية العربية"، مقال صادر في كتاب لمجموعة مؤلفين: الربيع العربي...إلى أين؟ أفق جديد للتغيير الديمقراطي، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل العربي (63)، بيروت: لبنان، 2011، ص 59.

 [5]المشروع الموسوم: المرأة والاندماج السوسيو - اقتصادي" مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، تحت إشراف نورية بن غبريط-رمعون، قدم التقرير في أبريل 2006، والذي تناول عناصر متعلقة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال في الفضاء الأسري.

المشروع الموسوم: "الشباب الجزائري بين الاندماج والتهميش"، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في أبريل 2004.

مشروع تحت عنوان: "الشباب والمجتمع في الجزائر: واقع وممارسات"، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في جوان 2007.

مشروع بحث موسوم: "الأسرة، التربية والصحة"، تحت إشراف بدرة متسم ميموني، 2011، واشتغلنا فيه حول تحليل علاقة الأسرة بوسائل الإعلام ولآثار ذلك على الرابط العائلي.

[6] توفيق مديني، مرجع سابق، ص. 61.

[7] Karima Sebai, 2011, « l'Algérie incapable de contrôler des réseaux sociaux », http://www.algerie360.com/algerie/lalgerie-incapable-de-controler-les-reseaux-sociaux, site consulté le 28-10-2011.

[8] Semmar Abderrahmane, « l’étau se resserre sur les cybercafés », in El Watan, Dimanche 26 septembre 2010.

http://www.algerie360.com/algerie/letau-se-resserre-sur-les-cybercafes/

[9] يذكرنا الاعتقاد في القدرة السحرية لفضاءات الحوار بنظرية التأثير الميكانيكي التي صيغت وفقا لمنطق المنعكس الشرطي عند بافلوف (حافز/استجابة)، ويمكن مراجعة هذه النظرية في أعمال هارولد لاسويل وسيرج تاخوتين.

[10] Malek Naïli, « Internet et révolution», http://kapitalis.com/kanal/36-internet/5473-internet-et-revolution-lipemed-attribue-la-palme-a-la-tunisie.html, consulté le 22- 10-2011.

[11] Http://www.tsa-algerie.com/politique/ils-appellent-a-une-marche-le-19-mars-a-alger_14731.html, page facebook dénommée pompeusement : « 19 mars 2011 : marche de la jeunesse algérienne ». Site consulté le 24/06/2011.

[12] يمكن الإشارة هنا لكتاب " الوجه الخفي للثورات العربية" الذي قراءة مغايرة للأحداث في جوانب إيديولوجية وسياسية.

Denécé. E., La face cachée des révolutions arabes, Paris, Ellipses, 2012.

[13] هذه البرامج ليست وليدة المرحلة الحالية وإنما وجدت منذ تسعينات القرن الماضي مع تعاونيات الشباب، ثم برنامج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، القرض المصغر، القرض الحسن، الشبكة الاجتماعية، عقود ما قبل التشغيل وغيرها.

[14] تقرير"المؤشر العربي 2011"، مرجع سابق.

[15] Makedhi. M., « Les élections n’intéressent pas les jeunes », le quotidien El Watan, n°6680 du 4 octobre 2012.

[16] Aggoun, H. (2006). « L’utilisation de l’Internet en tant que moyen de communication chez les jeunes en Algérie », Algérie, Institut des sciences de l’information et de la communication en collaboration avec l’institut de sondage Imar et la société Média Marketing.

[17] mado- 04/02/2011 à 22h:02, http://www.jeuneafrique.com/Articl_ Reaction_detail /ARTJAWEB 2011 0204182555 /page /2/algerie-tunisie-internet-islamismel-internet-algerien-en-effervescence-malgre-les-promesses-de-bouteflika.html

 [18]تقرير "المؤشر العربي 2011"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة قطر 2011، ص. 21-28.

[19] "المؤشر العربي 2011"، مرجع سابق، ص. 27.

Text

PDF

Adresse

C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO, Bir El Djir, 31000, Oran Algérie

Téléphone

+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11

Fax

+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Support

Contact