مقدمة
هذا المقال نتاج تحقيق ميداني أجري خلال شهر أفريل 2004 حول نشاط شباب قرى بلدية "تيمزريت"[1]. تتميّز وضعية هذه الفئة "بالهشاشة" في علاقاتها بالمؤسسات التقليدية الممثّلة في العائلة والمجلس القروي (تاجمعت، يسمى أيضا ب"لجنة القرية)" واللذان لا يمثلان فضاء خاصاًّ بهم ومجالاً لإبراز تعابيرهم وأفعالهم. يعمل الشباب - موضوع هذا التحقيق الميداني -خارج قراهم في عاصمة البلدية لتوفّرها على فضاءات الترفيه والممارسات الجمعوية، فتمركز هذه المرافق على مستوى "تيمزريت" يدفعهم إلى مغادرة مكان إقامتهم مؤقتا بحثا عن الانفلات من الرقابة العائليّة والقرويّة، والتي تتمظهر في أشكال السّلط التي يمارسها كبار السنّ من الأولياء أو أعيان، وبحثا عن تملك فضاءات جديدة.
نتساءل في هذا المقال عن معيش مجموعة من الشباب المنتمين إلى قرى مختلفة من هذه البلدية الكائنة في منطقة القبائل بالجزائر، والذين التقوا لتأسيس جمعية شبابية تسمى "جمعية نشاطات الشباب" المختصّة في التعابير الفنية والموسيقية الكائن مقرها بدار الشباب في عاصمة بلدية "الأحد". الهدف من هذه المساهمة هو مقاربة الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة في الوسط القروي، وعلاقاتها الصراعية مع "تاجمعت"، وإشكالية العلاقة مع الذات خارج القرية، كما نسعى أيضا إلى التساؤل حول رغبة هؤلاء الشباب في استحداث فضاء خاص بهم يسهم في تشكيل فكرة المواطنة عندهم وتعزيزها.
علينا القول (الفرضية) أنّ عدم الاعتراف بالشباب في تسيير الشؤون العامة للقرية، خاصة في إطار "تاجمعت"، وصعوبة تحقيق طموحاتهم يحتّم عليهم اللجوء إلى فضاءات شبابية ونشاطات أخرى خارج قريتهم، بحيث يمثل الاستثمار في نشاطات هذه الجمعية في دار الشباب - المكان الذي يسمح لهم بالالتفاف حول نشاط موسيقي - صيغة من هذا التملّك[2].
يرتكز تحليلنا على فئة من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 26 و28 سنة وينشطون في الجمعية التابعة لدار الشباب "الأحد" في بلدية "تيمزريت" خلال سنوات 2000. وقع تفضيلنا منهجيا على تقنية المقابلة بشكليها المفتوح وشبه الموجه[3] في هذا التحقيق الميداني، وهذه المقاربة سمحت بالوصف الإثنوغرافي[4] للفعل الشبابي في الوسط القروي في القبائل، كما اعتمدنا على تقنية الملاحظة التي أجريت في بعض فضاءات تواجد الشباب (تاجمعت، الساحة العامة للقرية، المقهى، الجمعية...).
ينتمي المستجوبون إلى المرحلة العمريّة نفسها تقريبا، فأغلبهم توقفوا عن الدراسة في المستوى الثانوي، موجودون إمّا في حالة بطالة أو يمارسون مهنا غير مستقرة، ويعيشون مع عائلاتهم تحت وصاية الوالدين، إلا في حالة "يحي" الذي يعتبر الولد الوحيد ويتيم الوالد، حيث تعتبر وضعيته مختلفة عن نظرائه، لأنّه يشغل مكانة ربّ العائلة.
بعض ملامح الشباب المستجوب
الاسم |
السن |
القرية |
المهنة الشاب |
مهنة الأب |
م. فريد |
28 |
إغزر |
تاجر بقرية الأحد |
عامل |
م. يحي |
26 |
إغزر |
ملتزم بالنقل العمومي |
أب متوفي |
م. امحمد |
28 |
إغزر |
بطال |
مهاجر متقاعد |
ح. يوسف |
27 |
أقابيو |
حلاق متربص |
معلم (متقاعد) |
المجلس القروي (تاجمعت) : الشباب في خدمة كبار السنّ
ينتمي المستجوبون خصوصا إلى قرى "أيت يمّال"، "إغزر" و"أقبيو"، ويحتلون - على غرار بقية المجموعات الأخرى - وضعية "ذوي الحقوق"[5] التي تعطي لهم مزايا الاعتراف بانتمائهم إلى الجماعة communauté، وفي المقابل فإنّهم يخضعون لالتزامات القرية المتمثلة في المساهمة في الأشغال الجماعيّة، والمساهمة في العمليات التضامنية الجماعية (tabezzart).التزامهم الجماعي ذو خصوصية، فهم فاعلون سلبيون ولا يبحثون عن المشاركة في تسيير شؤون القرية حتى عندما يتعلّق الأمر بموضوع الترفيه. ففي "إغزر" مثلا لا نجد أثرا لنشاط الشباب على مستوى المجلس القروي تقريبا، فغيابهم الملحوظ عن القرية طيلة النهار بالإضافة للامبالاة التي يبدونها اتجاه هذه المؤسسة، يعكس في الواقع طريقة تخليهم عن القرية وترك تسيير شأنها العام لكبار السنّ الممثلين "للجنة القرية" والذين يتدخلون في القرارات الخاصة بالحياة العامة مثل تسيير المقبرة، أو تسيير الحنفيات العمومية، أو تسيير المسجد وإصلاح الطرقات وقنوات المياه، وتسوية المنازعات بين أهل القرية.
"لجنة القرية" بنية اجتماعية مستغلّة بشكل واسع من طرف كبار السنّ، الآباء، أبناء الأعمام أو الإخوة من كبار السنّ، فهي تعتبر نموذجا تطوّريا للبنية التقليدية لـ"تاجمعت"، وهذه التسمية أخذت شكلها في ثمانينات القرن الماضي في المرحلة التي حاولت فيها الإدارة المحليّة التقرّب من القرى بهدف إشراكها في تسيير شأنها العام، والذي يخصّ حسب تصريحات الشباب المستجوبين كبار السنّ والعقلاء. بالنسبة لـ"يوسف" ذو 28 سنة والقاطن بـ"أقابيو":
"الشؤون العامة للـ"تاجمعت" هي من مسؤولية أبيه".
ومثل هذه التمثلات تمّ التعبير عنها في الاتجاه نفسه من طرف شباب قرية "الحمّام" التابعة لـ "سيدي عياد"[6].
لقد أدت التغيّرات في بنيات ووظائف وملامح الأعضاء الذين يمثلون[7] هذه المؤسسة إلى تنامي اللامبالاة بهذه التنظيمات القروية لدى شباب القرية خاصة في سنوات 2000، بحيث بقيت مشاركاتهم في "تاجمعت" محدودة في الأفراد الأكبر سنا، لكن ذلك لم يمنع من وجود بعض الاستثناءات خصوصا عندما تحتاج القرية إلى قوى عضلية تستوجب تواجد هذه الفئة، أو عندما تكون هناك حاجة لوساطة بين القرية والبلدية من أجل إصلاح الطرقات وقنوات المياه والإنارة العامة.
يكشف التحقيق الميداني أنّ المؤسسات التقليدية لبعض القرى مثل "أقابيو"،"اغزر"، إغيل قمور" لم تأخذ يوما في الاعتبار هموم الشباب، وهذا ما يفسّر حالة عدم النشاط عند بعضهم ضمنها، بحيث يغادرون القرية بحثا عن فضاءات أخرى للنشاط والتعبير، كما يفسّر استثمارهم لأماكن خارج القرية اتجاهات للانفصال والابتعاد عنها وعن مؤسساتها خصوصاً عندما يتواجدون في الحقول والوديان، كما تبرز في بعض الأحيان عدائية هؤلاء الشباب نحو هذه التجمّعات القروية والتي تتجلى في شكل صراعات أو حالات من التشنج يعبّر عنها بحدّة الجدل أثناء اجتماعات[8] هذه المجالس.
تناقش "تاجمعت" أحيانا بعض أمور الشباب، وتشركهم في التعبير عن قلقهم بشأن "أهل القرية" من خلال البحث عن لعب دور الوسيط بينهم وبين المؤسسات المحلية (البلدية مثلا). فمثلا، سبق أن شارك "فريد" في اجتماعات خاصة بين أعضاء لجنة القرية ومسؤولين إداريين محليين لمناقشة موضوع إصلاح الطريق أو تموين القرية بالغاز، وحلّ مشاكل المياه، وهذه الحالة ليست منفردة بحيث أنّ شبابا آخرين ممن شملهم التحقيق كانوا قد شاركوا في كتابة عريضة موجهة لرئيس البلدية. أمّا بالنسبة للبقية فإنّ القرية بعيدة عن أن تكون محطّ الاهتمام على حسب تعبير شاب من قرية ''أغزر'' الذي يصرّح: ''تاجمعت لم تستطع للاستجابة لحاجات شباب القرية''، وهذا الخطاب يدلّ على واقع تعامل المؤسسات مع هذه الفئة رغم أنّها تعلن دائما استعدادها للاهتمام بأمرها.
عموما علينا القول أنّه مهما كانت درجة انفتاح مجالس القرية على الشباب وعلى همومهم إلا أنّ نقص الإمكانيات يرهن نموذجية العناية الكافية بمطالبهم، وهذا ما يلاحظ عندما يتعلق الأمر ببناء مرافق خاصة بهم، وفي هذا الوضع يزداد إحساس الشباب بالتهميش والاستبعاد عن سيرورة اتخاذ القرار، وتترسخ لديهم صورة لـ''تاجمعت'' باعتبارها مؤسسة خاضعة لسيطرة مفترضة أو حقيقية من طرف كبار السنّ.
يعترف ثلاثة مستجوبين من الشباب من قرية ''إغزر'' باهتمامهم بالمشاركة في اجتماعات مجالس القرية على غرار بقية سكانها من جنس الذكور البالغين سنّ الرشد، وفي المقابل يعترفون أيضا أنّهم لا يداومون على الحضور الدوري في هذه الاجتماعات ويفضلون أن يكون تمثيلهم منحصراً في آبائهم أو في أحد الأقارب، وقد تكون هذه الاجتماعات أحيانا مغلقة ومحصورة بين الأعضاء الدائمين للجنة، وهذا ما يكرّس غيابهم.
يتصرّف الشباب داخل اجتماعات مجلس القرية ضمن سياق مصلحة الجماعة المحليّة انطلاقا من الإحساس بالانتماء للقرية بوصفهم فاعلين فيها، ويتمظهر ذلك في مشاركتهم في الأشغال الجماعية المتمثّلة في النظافة والأعمال الخاصة بالمقبرة وإصلاح الطرقات وبناء المنشآت العمومية مثل المساجد أو السكن الخاص بإمام المسجد أو حضورهم لتشييع الجنائز. وباختصار فهم يشاركون، بدون أي إرغام من ''تاجمعت''، في الأشغال الجماعية المنظّمة من طرف هذه الأخيرة. يصرّح ''فريد'' 28 سنة :
"أشارك تلقائيا في أشغال النظافة الخاصة بالطرقات أو المقابر، كما أشارك في الجنازة إن صادفتها بدون استدعاء من طرف ''تاجمعت''، بحيث أقوم بذلك تلبية للواجب، مع العلم أنّ هذه النشاطات الجماعية تتطلّب يدا عاملة متفرغة لذلك".
وفي السياق نفسه، لم يبدِ أياً من الشباب المستجوبين شعورا بمعارضة المشاركة المباشرة أو غير المباشرة فيما يتعلّق بجمع المساهمات الجماعية (تابيزارت) لتمويل أي نوع من المشاريع لفائدة القرية، إلا أنّ أغلب هذه المساهمات تكون المشاركات فيها غير مباشرة لكون الآباء أو كبار السنّ هم من يتكفلون بذلك. الاستثناء قد يمثله يحيى (26 سنة) الذي يتميّز عن بقية المستجوبين بكونه الابن الوحيد في عائلته ويتيم الأب، وهنا تكون مساهمته المالية مباشرة حسب القواعد القروية المتعارف عليها. وبالنسبة لهؤلاء الشباب، فهم مستعدون للمساهمة ماليا أو جسديا في النشاطات المقترحة من طرف مجلس القرية بصرف النظر عمّن ينخرط في نشاطاتها ذات المنفعة العامة للجماعة، فعلاقتهم مع هذه اللجنة هي علاقة انتماء للتّراب، فهم يشاركون أحيانا انطلاقا من شعورهم بالواجب نحو الآخرين بدون تمييز بين أهل القرية، ومثل هذه الممارسات الواجبة في بعض النشاطات الجماعية تمثّل فرصة لتأكيد الانتماء للمجتمع المحلي.
أمّا فيما يخصّ انشغالاتهم وطريقة معالجتها فالمسألة تطرح بطريقة مغايرة تماما خارج لجنة القرية، لذا يقع على عاتق الشباب مهمّة استحداث مجال للنشاطات المستقلة عنها، بمعنى آخر، البحث عن الحلول الخاصّة بالاهتمامات خارج هذا التّنظيم المحلي وبناء على مبادراتهم الخالصة. ونستعرض في هذا السياق بعض الأمثلة التي تدلّ على عدم اهتمام الشباب بشؤون القرية:
يصرّح ''يوسف'' القاطن بـ ''أقابيو'' (27 سنة) قائلا :
"شؤون مجلس القرية من مسؤولية والدي الذي تعود أصوله للـ''قْصَر''[9] والذي سبق له أن اشتغل في مهنة التدريس في الطور الابتدائي. فهو من يتدخل أحيانا في الحياة العامة للقرية من خلال مشاركته في الاجتماعات ومساهمته في جمع التبرعات الجماعية، وهو من يتعامل مثل الجميع مع شؤون القرية حتى وإن كان غير مندمج كليا ضمن نشاطاتها، فقد كان دوما يعتبر ''شيخ (معلم القرية) وعليه أن يكمل إحدى مهماته".
في حين يعبّر ''يحي'' (26 سنة)، يتيم الأب والمسؤول الأوّل عن أمه وأخته قائلا:
"أكره شؤون القرية ولا أحبّ أن يُشركوني فيها...".
لكن مع ذلك يشارك المبحوث - منذ عدّة سنوات - في بعض الأعمال الجماعية المنظّمة من طرف "لجنة القرية" والمتمثلة في عمليات دفن الأموات وتنظيف المقبرة، وهذه المشاركة تصنّف في خانة المشاركة الإجبارية.
يضيف المبحوث نفسه قائلا أيضا أنّه:
" لا يحب الحضور لاجتماعات مجلس القرية ويفضل بدلها أن يقضي بعضا من الوقت في دار الشباب ضمن تنشيط الجمعية التي ينخرط فيها ويشارك في فرقتها الموسيقية".
من القرية إلى ''الأحد'' : الشباب في بحث عن فضاءاتهم
مثّلت ''الأحد''- عاصمة بلدية ''تيمزريت'' - مكان جذب وفضاء لبروز ميولات الشباب من مختلف القرى. فهذه المنطقة كانت ولا تزال مركز النشاطات السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة منذ الاستقلال. يمكن للعديد من الأسباب أن تفسّر الكيفية التي أصبحت بها هذه القرية بامتياز فضاءً لجذب الشباب على مستوى بلدية ''تيمزريت'' رغم أنّها لا تزال في طور التشييد. لقد كانت ''الأحد'' قبل الاستقلال سوقاً أسبوعية تقام عادة يوم الأحد، في قرية ''أيت يمّال'' ومن هنا جاء مصدر اشتقاق تسميتها، قبل أن يتمّ تحويل يوم انعقادها للجمعة ابتداء من 1976، كما تعتبر عاصمة للبلدية منذ الاستقلال، وقد كانت تابعة لـ''فناية'' إلى غاية التقسيم الإداري الموافق لسنة 1974.
تعرف هذه البلدية منذ سنة 1962 توسّعا حضريا سريعا وتشغل دورا هاما في النشاط الإداري، الاقتصادي، الثقافي والسياسي نظرا لموقعها الذي يتوسّط العديد من القرى المجاورة (20 قرية تقريبا). فهي تستفيد من بعض المنشآت العمومية المتواجدة ضمنها مثل: المقاهي، دار الشباب، مقرات الجمعيات والأحزاب السياسية، إلخ، كما أنّها تمثّل مركز استقطاب لعدد كبير من سكان القرى خاصة الشباب منهم خلال ساعات اليوم تقريبا وفي جلّ الفصول، وهذا ما يؤدي إلى فراغ جلّ القرى المجاورة لـها تقريبا من الشباب الذكور بالنظر لانعدام المرافق الاجتماعية مثل المقاهي.
يمثل التحاق الشباب بـ ''الأحد'' فسحة لقضاء أوقاتهم وفق فترات زمنية مختلفة، كما يمثل أيضا شكلا من أشكال الهروب من البطالة وقساوة الحياة القرويّة، فهذه الأخيرة تمثل مجال تمركز الرقابة الاجتماعية التي ينظر إليها على أنّها سلطة قسرية. ففي هذا المكان يشعر الشباب - بغض النظر عن ملامحهم الاجتماعية المختلفة - بتواجدهم في منطقة تتّسم برقابة أقل مقارنة مع القرية، بحيث يجدون بعضاً من المرونة في ممارساتهم وسلوكاتهم وعلاقاتهم مع الشباب المنحدر من قرى مختلفة، فينسجون ضمنها فضاءاتهم الخاصّة ويبنون عالمهم المصغّر ويقيمون علاقاتهم البينية، مستثمرين في ذلك عدة فضاءات يمكن إحصاؤها كما يلي:
- المقاهي: وعددها ثمانية، مفتوحة طيلة النهار، يتداول عليها الشباب خاصة، وبالنسبة للبطالين منهم فهي ملجأهم خلال النهار.
- دار الشباب: وهي مكان خاص بالنشاط الجمعوي بالنسبة لبعض الجمعيات مثل جمعية نشاطات الشباب التي ينشط فيها مستجوبو هذا التحقيق.
- الجمعيات: هناك عدّة مقرّات لجمعيات متواجدة في ''الأحد''، وتجمع شباب مختلف القرى المجاورة لها وتتنوع نشاطاتها بين الرياضي والثقافي.
- مكاتب الأحزاب السياسية الوطنية: خاصة مكتب حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية (الأرسيدي) وجبهة التحرير الوطني (الأفالان)،وتواجد هذه المقرات في ''الأحد'' جعل جزء من شباب هذه المنطقة يهتمّ بالعمل السياسي.
تتمركز مختلف هذه المساحات بعاصمة البلدية، وتشكّل فضاءات مناسبة لكثير من الشباب الذين يجعلونها ملجأ لهم من أجل التعبير والفعل الاجتماعي واللقاءات، وحتى الزمالة، فالملامح الاجتماعية للوافدين على هذه الفضاءات متباينة، وأعمار الفئات الاجتماعية الأخرى التي تلتحق بهذه الأماكن - في أوقات خاصة من اليوم - تؤكد مركزية ''الأحد''.
يتناغم وقت تملّك الفضاءات المتواجدة بـ ''الأحد'' مع الحركيّة الخاصة بالسنة الدراسية ومع أوقات الدخول والخروج من المدارس، وهذه الفرصة يغتنمها الشباب الذكور لملاحظة مسارات البنات المتمدرسات في الطور الإكمالي والثانوي سواء المقيمات منهن في القرى التي ينتسبون لها أو في القرى المجاورة، وهي فرصة للتعرّف والتقرّب من بعض الشابّات المتمدرسات، كما تعتبر ''الأحد'' أيضا مكانا متميّزا للشباب البطال لأنّه يتخذ منه فضاء لاستهلاك بعض "المخدرات الخفيفة"، وهذه الممارسات تكشف عن تواجد شبكات مكوّنة من بائعين ومستهلكين لمثل هذه المواد في مواقع خاصة، يشتغلون في شكل عصبة سريّة إلى درجة أنّ ''الأحد'' أصبحت توصف بأنّها مكان رمزي للبطالين وأيضا للمنحرفين.
يسمح تموقع ''الأحد'' وتمركزها بين القرى المجاورة لها باحتضان نشاطات ظرفيّة مثل حفلات موسيقية واجتماعات ونشاطات ثقافية، وجمعوية واقتصادية وسياسية، كما يسمح لها بجلب الشباب من جهات مجاورة، ومن قرى بعيدة عن البلدية التي تتواجد فيها جمعية نشاطات الشباب[10] (الموضوع الأساسي لبحثنا) والتي تضمّ النشاطات الموسيقية التي ينشط فيها المستجوبون في دراستنا.
من المقهى إلى الجمعية أو من الجمعية إلى المقهى
يَتوسّط مقهى "ويسكي" المسار بين القرية والجمعية بحيث أصبح مجالاً ثانيا مناسبا للالتقاء بأعضاء الجمعية المستجوبين. لا نعرف أصل تسمية المقهى، ولكن ما يشاع هو أنّ اسم "ويسكي" يطلق على الشاب مالك المقهى الذي تعود أصوله إلى قرية "أمسيوان" التابعة إداريا لبلدية ''الأحد''. يتواجد المقهى في مركز ساحة قرية ''الأحد'' التي كانت تستخدم سوقًا أسبوعية، وهي قريبة من بعض المقرات الممثّلة للدّولة مثل مقر الدائرة ومقر المجلس الشعبي البلدي والحرس البلدي. "مقهى الويسكي" هو مكان صغير جدا بـه 05 طاولات داخل المحلّ وبعضها الآخر خارج أسوارها.
يتردّد على هذا المقهى مجموعة من الشباب، خاصة المنخرطين في جمعية نشاطات الشباب، وهذا المكان يمثل بالنسبة لهم مجالاً عموميًا لموقعه الجغرافي الواقع بين القرية ومقر الجمعية. يتواجد هؤلاء الشباب في المقهى ويعتبرونه ملكا لهم و"حلقة لقاء بين الأصدقاء" في فترات معيّنة من ساعات النهار بمجرد تواجدهم في ''الأحد''. تتنوع أوقات تردّدهم على هذا المجال، فمثلا في الأيّام التي يخصّصونها للتواجد في مقرّ الجمعيّة يلتقون في المقهى قبل الساعة السادسة مساء، بينما يتقدّم توقيت التقائهم فيها يوم الجمعة إلى الساعة الرابعة مساء، والحال نفسه بعد حصص النشاطات الجمعويّة. لكن لماذا يتمتّع هذا المجال بمثل هذه المكانة التي تجعل منه فرصة لتبادل الأفكار بين الشباب الذين ينشطون في هذه الجمعية؟
هناك أسباب متعدّدة مفسّرة لذلك حسب المستجوبين في هذا التحقيق الميداني: أولها قرب المقهى من دار الشباب التي يمارسون فيها النشاط الموسيقي، يضاف إلى ذلك سبب رئيس يرتبط بمالك المقهى الذي لا يتعدّى سنه 21 والذي سبق له أن شارك في أحداث منطقة القبائل سنة 2001[11]. تقارب السنّ بين مالك المقهى والمستجوبين والتبادلات الناتجة عن هذه المؤانسة جعلت لهذا المقهى جاذبية عند الشباب الممارسين لفن الموسيقى. علينا الإشارة إلى أنّ مقهى ''الويسكي'' لا يتضمّن ألعاب ''الدومينو'' أو لعبة الورق[12] كما هو الحال في المقاهي الأخرى، لكنه مساحة للقاءات بين أعضاء الفرقة الموسيقية ومساحة للتواجد مع بقية الشباب والأصدقاء، فهم يجدونه مكانا هادئا خاصة وأنّ أغلبية المتردّدين عليه من نظرائهم، ويشتركون في حبّهم للاستمتاع بالموسيقى المنتقاة من صاحب المقهى والتي توافق أذواقهم. يمكن القول أنّ "مقهى الويسكي" هو امتداد للجمعية، يسمح لهم بمناقشة النشاطات الجمعوية والتعليق عليها وهو الفضاء العمومي الثاني لهؤلاء الشباب بعد الجمعية.
الجمعية : فضاء للتعبير والفعل الفني للشباب
تعتبر الجمعية - بالنسبة لعلم الاجتماع - فضاء للتنشئة الاجتماعية صمّم وجودها لهذا الغرض لتعبيرها عن التوجّهات الحقيقية للتغيّر الاجتماعي[13]، والجمعية محلّ اهتمامنا في هذه الورقة تقوم تماما بهذه الوظيفة، فقد تأسّست في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وهي واحدة من الجمعيات الأكثر نشاطا على مستوى البلدية بسبب الدعم المادي والسياسي[14] الذي تحصّلت عليه من المؤسسات العمومية المحلية، وتمثل الموسيقى أحد أهمّ نشاطاتها، وقد ساهمت في تكوين عدد معتبر من الفرق الموسيقية في المنطقة.
يرجع التراث الموسيقي المستثمر فيه من طرف شباب القرية إلى فترة الاتحاد الوطني للشباب الجزائري (UNJA)[15] الذي استمرت نشاطاته حتى اليوم. ففي عام 2003، أسّس شاب ناشط في هذه الجمعية فرقة موسيقية مكوّنة من عشرات الأفراد المحبّين للموسيقى، ومن بينهم كانت الفئة المبحوثة المذكورة أعلاه.
ينتمي هؤلاء الشباب المكونين للفرقة الموسيقيّة لبعض قرى المنطقة، ويقيمون في ضواحي "الأحد" مثل إغزر وإغيل غمور وأقبيو. فهم يتقاسمون الانتماءات نفسها، وبالخصوص شغفهم بالموسيقى والالتزام بها سواء كانوا بطالين أو متواجدين في حالة نشاط مهني. تعتبر الجمعية فضاء للتعبير عنهم ومجالا لبروز لغتهم، فهم يتجمعون ضمن فرقة موسيقية محدّدة الأدوار، تكوّنت لديهم خبرة في مجال العمل الفني بعد ثلاث سنوات من النشاط الموسيقي، أمّا عن وضعهم في القرى التي ينتمون إليها فالأمر يختلف تماما، ولو كانت هناك جمعية ثقافية ناشطة على مستواها لما كان لهم الفرص نفسها مثل ما هو حالهم في ''الأحد''.
الفعل الجمعوي يخضع لجدول توقيت
تخضع نشاطات الجمعية لجدول توقيت زمني يومي وأسبوعي محدّد بالاشتراك مع المسؤول على تسيير دار الشباب، وبالرغم من أنّ هؤلاء يلتقون غالبا في ''الأحد'' في مقهى ''الويسكي'' في أوقات معلومة إلا أنّه لا يمكنهم أن يجتمعوا في مقر الجمعية إلا في الأوقات المبرمجة، فـهم ينشطون بمعدل مرّة واحدة كل يومين.
ينظّم هذا التوقيت النشاط الجمعوي للشباب، إذ يحضرون بانتظام لحصص التدريب، ممّا يسهل عليهم تقسيم الأدوار بين أعضاء الفرقة. فمثلا يتولى ''يحي'' العزف على ''الباس''(basse) أو ''الباتري'' (batterie)، ويتولى فريد العزف على ''القيتارة'' (guitare sèche)، والدور نفسه بالنسبة لـ''محمد'' و''يوسف''. ولا تمثل المعدّات الموجودة في هذه المؤسسة أهمية بالغة بالنسبة لهؤلاء الشباب، بل المهم هو النشاط الموسيقي الذي يحتلّ مكانة خاصة لما يقدمه لهم من فرص للقاء والتعرّف على نظرائهم وتقاسم المشاعر والطموحات والانتماءات الفنية[16] نفسها، وبالنسبة إليهم تمثل فترة النشاطات المبرمجة داخل مقر الجمعية لحظات للفرار والهروب من المعيش اليومي، ومن خلال هذه الجماعة - التي نعتبرها متماسكة - يسعى أعضاء الفرقة استحداث عالم شبابي خاص بهم بناء على عامل الصداقة.
النشاط الفني بوصفه طموح الشباب
تسمح ممارسة الموسيقى والفرص التي تعرضها الجمعية لشباب المنطقة بفتح آفاق نحو الممارسات الثقافية الأخرى، فنشاطاتهم لا تتحدّد بتواجدهم فقط في حصص التدريب في مقر الجمعية ولكن تتوسّع لعرض إنتاج هذه الفرقة الموسيقية أمام الجمهور. تظهر بعض أعمالهم أيضا في بعض المناسبات مثل الحفلات العائلية والمهرجانات الثقافية والجمعوية المنظّمة على مستوى البلدية أو في بعض المدن الأخرى أو القرى والبلديات التابعة لـمنطقة ''الصومام''، وهؤلاء الشباب يختصون فقط بالموسيقى العصريّة، وملاحظاتنا التي قمنا بها في الجمعية تكشف أنّ المقاطع الموسيقية التي يختارونها خلال حصص التدريب مقتبسة من الموسيقى الغربية التي يحبذها شباب القرى.
يسمح هذا الفضاء الفني والموسيقي للشباب بالتعبير عن ذواتهم في سياق فني حيث يختارون الموسيقى العصرية من أجل محاكاة كبار المغنين في منطقة القبائل، أمثال ''إيدير''، ''جمال علام''، ''أبرانيس'' و''تاكفاريناس''، كما يردّدون أغان أخرى من الموسيقى الغربية (بينك فلويد، Pink Floyd) وموسيقى "الرّاب". لقد كشف تساؤلنا عن مصدر اكتساب هذه الثقافة الموسيقية عن إجابات متعدّدة، فبعض المبحوثين يرجعون ذلك إلى الاستماع للأشرطة الموسيقية التي يشترونها، أمّا آخرون فيربطون ذلك بتتبّعهم للقنوات التلفزيونية الأجنبيّة[17] التي يشاهدونها عبر الهوائيات المقعرة التي تحضر في أغلب منازل القرى.
من الفعل الجمعوي إلى اقتحام فضاءات تعبير أخرى للشباب
لا يتحدّد نشاط هؤلاء الشباب من خلال استحداث فضاءات التعبير داخل مقر الجمعية فحسب، بل من خلال استحداث ديناميكية جماعية تدفع هؤلاء الشباب للظهور على الخشبات الفنية الموجودة في الولاية باسم فرقتهم الموسيقية، كما يتوسّع نشاطهم الفني خارج دار الشباب ليتمّ عرضه في الساحة الفنيّة أمام جمهور أغلبيتهم من الشباب، كما لا يتوقّف نشاطهم ضمن فضائهم الاعتيادي الروتيني بل ينفتحون من خلال برنامجهم الفني على فضاءات تعبيرية أخرى، مردّدين إنتاجهم الموسيقي على مستوى بلدية ''تيمزريت'' سواء كان ذلك ضمن الحفلات العائلية في العديد من القرى أو ضمن المهرجانات الثقافية والجمعوية التي تنظّم في قرى ومداشر من ولاية ''بجاية''.
يفرض هؤلاء الشباب الذين يشكلّون الفرقة الموسيقية ذواتهم في بيئة تبدو عدائية أو مغلقة أمامهم، يحاولون التعريف بأنفسهم ويبحثون عن الاعتراف بهم من طرف الجمهور، ومثل هذه النشاطات تزيد في طموحاتهم الموسيقية للذهاب بعيدا بحثا عن جمهور آخر، وهو ما حصل بالفعل من خلال برمجة هذه الفرقة - ضمن إطار التبادل الثقافي مع ''جمهورية التشيك'' - لعرض منتوجها الفني بناء على وساطة أحد الأساتذة الشباب من سكان المنطقة.
يكشف البحث الدائم للشباب عن إمكانيات التعبير والتنظيم ندرة الفرص الممكن تحقيقها في قريتهم أو في إطار المجالس القروية التي يمثل فيها كبار السنّ المختلفون عنهم حرّاسا للقيّم[18]، فهؤلاء يمثلون عائقا أمام ازدهار الموسيقى المحليّة، كما أنّ القرية لا تتيح لهم إمكانية استحداث عالمهم الخاص بهم نظرا لنوع التنظيم الاجتماعي ضمنها وطبيعة علاقاتها الاجتماعية بين فاعليها.
خلاصة
يجب أن تفهم العلاقة التي تربط الجمعية بالقرية على أنّها إطار استراتيجي يتّخذه الشباب من أجل الاعتماد على النفس والابتعاد عن ضغوطات كبار السنّ وثقل القيم القرويّة، كما يجب أن تُفهَم أيضًا على أنّها عامل لتغيّر البيئة الاجتماعية في السياق المحلي. ويمكن القول أنّ العملية التي يشارك بها هؤلاء الشباب في استحداث فضائهم وتأكيد ذواتهم الجماعيّة لا تشير إلى صقل فكرة معينة عن المواطنة، بل تحاول هذه الفئة بطريقتها الخاصة دعم نفسها والهروب من تحكّم كبار السنّ بحثا عن بناء ذواتهم وتأكيدها.
بيبليوغرافيا
Abrous, O. (2002). Kabylie, Printemps noir: de la revendication identitaire au projet de société. Alger : SAEC-Liberté.
Adjati, H. (2007). El Kseur: mon village. Bejaia : Talantikit.
Gallissot, R. (1999). Le mouvement associatif et mouvement social: le rapport État et société dans l'histoire maghrébine. Oran : Insaniyat, n° 8, mai-aout.
Hadibi, M.-A. (2007). Conquérir les espaces publics par force en Kabylie, In Breviglieri, M. et Cicchelli V. (dir.), Adolescence méditerranéenne, l'espace à petits pas. Paris : l'Harmattan.
Hadibi, M.-A. (2010). Projet en fragment et avenir des jeunes en Kabylie. Oran : Insaniyat, n° 49, juillet-septembre, (vol. XIV, 3).
Kaufmann, .J-C. (1996). L'entretien compréhensif. Paris : Nathan.
Kinzi, A. (1998). Tajmâat du village El kelâa des At yemmel: études des structures et des fonctions, mémoire de magistère, Université de Tizi-Ouzou. (Non publié).
Kinzi, A. (2007). La jeunesse en milieu rural kabyle et ses rapports conflictuels avec les institutions traditionnelles villageoises. In Breviglieri, M. et Cicchelli V. (dir.), Adolescence méditerranéenne, l'espace à petits pas. Paris : l'Harmattan.
Lescanne, G. (1994). 20/30 ans. De jeunes adultes à découvert. Paris : Desclée de Brouwer Panorama, p.78
Roudet, B. (1996). (dir.), Les jeunes et des associations. Paris : l'Harmattan.
Salhi, M.-B. (1999). « Modernisation et retraditionalisation à travers les champs associatif et politique: cas de la Kabylie », in Insaniyat, n° 8, mai-aout.
Salhi, M.-B. (2002). « Le local en contestation: citoyenneté en construction: le cas de a Kabylie », in Insaniyat, n° 16, janvier-avril, (vol.VI, 1).
عز الدين كنزي - Azzedine KENZI
ترجمة :
فؤاد نوار - Fouad NOUAR
عادل يوسف خوجة - Adel Youcef Khodja
الهوامش
*مقال منشور في مجلة إنسانيات باللغة الفرنسية، عدد 55-56 | 2012، ص. 63-77. بعنوان: " De l’assemblée villageoise à l’association : les jeunes villageois en quête d’affirmation ".
(1) جامعة مولود معمري، 15000، تيزي وزو، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، 31 000وهران.
[1] أجري هذا التحقيق في 2004 في قرى "أيت يمال"، "تيمزريت" و"سيدي عياد"، وفي إطار مشروع بحث معتمد في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية الموسوم: "البناء السوسيولوجي لفكرة الشباب" والذي أشرف عليه حديبي محند أكلي. تمّ خلال ذلك تحقيق إجراء 17 مقابلة مع الشباب (15 شابا وشابتين)، وكان اختيار ملامحهم متطابقا مع الإشكالية، فالعينّة تتكون من شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، ممن توقفوا عن الدراسة في مستوى المتوسط والثانوي. في هذا المقال تمّ اختيار فئة من بين هؤلاء الشباب الناشطين في الجمعية التابعة للبلدية والتي تمارس أساساً الموسيقى.
[2] تمت مناقشة أشكال أخرى لتملك الفضاءات العمومية من قبل الشباب في ميادين قريبة أخرى. أنظر مساهمة محند أكلي حديبي.
Cf., Hadibi, M.-A. (2007). « Conquérir les espaces publics par la force en Kabylie », in Breviglieri, M et Cicchilli. V. (dir.), Adolescence méditerranéenne, l’espace à petits pas. Paris : L’Harmattan.
[3]Cf., Kuffmann, J. -C. (1996). L'entretien compréhensif. Paris : Nathan.
[4]لتفصيل أكثر عن هذه المقاربة، أنظر:
Laplatine, F. (2005). Description ethnographique. Paris : Armand Colin.
[5] نعني بـ''ذوي الحقوق'' في القرية، جميع القروين المعترف بهم من طرف "تاجمعت" ضمن إطار قانوني واجتماعي محدد، والذين يملكون كامل العضوية فيها، فـ"ذوي الحقوق " يشاركون في اجتماعات القرية وفي اتخاذ القرارات الخاصة بالشؤون العامة، وكذا أشغال البلدية. أنظر:
Cf., Kinzi, A. (1998). Tajmâat du village des At yemmel: études de structures et des fonctions, mémoire de magistère, université de Tizi-ouzou, p. 584-605.
Cf., Hadibi, M.-A. (2007). « Conquérir les espaces publics par la force en Kabylie », in Breviglieri, M et Cicchilli. V. (dir.), Adolescence méditerranéenne, l’espace à petits pas. Paris : L’Harmattan.
[6] هذه القرية من "أيت يمال"، أحد ميادين تحقيقنا في سنة 2004.
[7] أنظر أساسا الفصل العاشر (بنيات تاجمعت) والفصل الحادي عشر (وظائف تاجمعت) من مذكرة الماجستير سابقة الذكر ص. .222-351
[8] Kenzi, A. (2007). La jeunesse en milieu rural kabyle et ses rapports conflictuels avec les institutions traditionnelles villageoises. In Breviglieri, M. et Cicchelli, V. (dir.), Adolescence méditerranéenne, l'espace à petits pas. Paris : L’harmattan, p. 263-276.
[9] ''القصر'' من المدن الصغير والهامّة في الصومام بحيث تبعد من مدينة بجاية بحوالي 20 كلم. حول هذه المدينة الكولونيالية أنظر:
Adjati, H. (2007). El kseur: mon village. Bejaia : Talantikit.
[10] للتذكير فقط، تحتوي مراكز الشباب على مثل هذه الجمعيات التي يهتمّ على أعضاؤها بتنظيم الأنشطة الثقافية، وتأخذ الاسم نفسه "جمعيات تنشيط الشباب".
[11] حول أحداث منطقة القبائل سنة 2001، أنظر:
Salhi, M.-B. (2002). Le local en contestation, citoyenneté en construction: le cas de la Kabylie. Insaniyat, (vol.VI, 1), 06, janvier-Avril, p. 55-97; Abrous, O. (2002). Kabylie printemps noir: de la revendication identitaire au projet de société, Alger : SAEC-Liberté; Ait Si Salmi, O. et Sadi, N. (2008), les évènements de 2001 à travers les récits de jeunes, mémoire de licence, université de Tizi-Ouzou.
[12] في هذا النوع من المقاهي يستقبلون أيضا الشباب الهاربين من قراهم في أوقات محددة، فهي في الواقع أماكن تنشئة رفاهية الشباب، أنظر: Hadibi, M.-B., op, cit. p. 190-191
[13] أنظر أمثلة عن ذلك في مساهمات قاليسو :
Gallissot, R. (1999). Le mouvement associatif et mouvement social: le rapport Etat et Société dans l'histoire maghrébine. Insaniyat, n° 08, mai-août, p. 5-19 ; Salhi, M.-B. (1996), « modernisation et traditionalisation à travers les champs associatif et politique: le cas de la kabylie. Associations, Paris : l'Harmattan.
[14] هذه الجمعية مدعّمة من طرف "الأفالان'' الذي كان من مؤسسيها.
[15] هذه الجمعية الشبابية التي أسست في أوائل السبعينات في ''الأحد'' موجهة أكثر للنشاط الموسيقي، بحيث استطاعت أن تكوّن عدة فرق موسيقية شاركت في عدة مهرجانات وطنية.
[16] Hadibi, M.-A. (2010). Projet en fragment et avenir des jeunes en kabylie .Insaniyat n° 49, juillet-septembre, (vol. XIV3) p. 49-50.
[17] للقيام بذلك، اجتمعت بعض القرى حول هوائي جماعي ينقل برامج القنوات الأجنبية المختلفة، بحيث تلقى الكثير من هذه البرامج صدى كبيرا لدى الشباب. جميع المستجوبين (17 مستجوبا) يؤكدون امتلاك هذا الهوائي (عند الآباء خاصة)، بحيث يعتبر بعضهم الهوائي المقعر والتلفاز الوسيلتان الوحيدتان للترفيه.
[18] Lescanne, G. (1994). 20/30 ans. De jeunes adultes à découverte. Paris : Desclée de Brouwer Panorama, p. 78.
Text
دفاتر إنسانيات
- عدد 01 : الجزائر تحولات اجتماعية و سياسية
- عدد 02 : الجزائر : الهوية والتاريخ والتحولات العمرانية
- عدد 03 : المجتمع المدني و المواطنة
- عدد 04 : أنثروبولوجيا المجتمعات المغاربية : بين الماضي و الحاضر
- عدد 05 : الشباب ومسألة الاعتراف في الجزائر دراسة حالات
- عدد 06 : الصحراء مجتمعات و ثقافات
- عدد 07 : في الهجرة و المنفى
- عدد 08 : التسمية بين الأعلام و المعالم