يقترح هذا العدد من دفاتر مجلة إنسانيات إعادة نشر مجموعة منتقاة من الأوراق البحثية التي سبق لها أن قاربت موضوع "الشباب في الجزائر" واهتمت بإشكالياته، كما يسعى إلى الإسهام في إثراء بعض النقاشات حول هذه الفئة الاجتماعية والتي لا تزال تحظى بمكانة مهمّة في البحوث الأكاديمية[1] والتقارير المؤسساتية[2]، خصوصا في ظل "الحراك الاجتماعي" الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فبراير 2019.
لقد أولت مجلة إنسانيات أهمية بالغة لمسألة الشباب خلال أكثر من عشرين سنة من تواجدها في الساحة الجامعية، فالمتصفّح لمختلف الأعداد[3] يبدو له التراكم المعرفي الذي استطاعت المجلة أن تكوّنه عن هذه الفئة سواء تنوّعت الإشكاليات وسياقاتها النظرية أو اختلفت المنهجيات وتقنيات مقارباتها. يكفي في هذا السياق التذكير بأنّ قرابة 17% من مجموع المقالات المنشورة[4] في مجلة مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، "إنسانيات"، قد أشكلت مضامينها - من قريب أو من بعيد - حول "موضوع الشباب" وخصوصا في الجزائر[5]، بحيث احتلت مواضيع "الشباب" في علاقاتها بالعائلة (مسائل التنشئة الاجتماعية، توزيع الأدوار الاجتماعية والسلطوية والجيليّة) والتربية (العلاقات مع مؤسسات التكوين ومضامينه، مسائل النجاح الاجتماعية والفشل) والمواطنة (النشاط الجمعوي والسياسي، العلاقة مع الفضاء العام، الحركات الاحتجاجية والمطلبية، التربية وخطابات الذاكرة) صدارة المواضيع المنشورة (حوالي ثلثي المقالات المنشورة حول موضوع الشباب)، في حين جاء الاهتمام بالشغل / العمل، الممارسات اللغويّة والخطابية، التديّن، الممارسات الثقافية والهوايات، الهجرة والجنسانية في الصف الثاني من حيث الاهتمام المعرفي[6].
ويبدو البعد "المحلي" في المقاربات متعدّدة التخصّصات المقترحة حول الشباب بصفة عامة- وحول الشباب في الجزائر بصفة خاصة - وكأنّه استراتجية بحثية في غالبية المقالات المنشورة في إنسانيات، وهذا الوصف يعطي صورة عن نوعية المقاربات المنهجية التي تفضّل تقنيات البحوث الكيفية على تقنيات البحوث الكمّية، وتفضّل البحث عن "المعنى" عوض الخوض في مساءلة "التوجهات الكبرى" التي توفّرها المقاربات الإحصائية والتي كثيرا ما قد تخفي ضمن أرقامها البعد المحلي لواقعها الاجتماعي المتعدّد.
تؤكد المعطيات، التي تقترحها مختلف المقالات المهتمة بموضوع الشباب بالجزائر في مجلّة إنسانيات، أنّ هذه الفئة غير متجانسة من حيث أصولها الاجتماعية، ومن حيث سياقات معيشها المحلي (وضع مجتمعي / وضع جماعاتي)، ومن حيث مآلاتها الاجتماعية والمهنية، فئة بقدر ما قد تظهر تجانسا من حيث المعطى الديمغرافي المرتبط بالسّن فإنّها تخفي حالات الاختلاف واللامساواة (الظرفي / البنيوي) من حيث الوضعيات الاجتماعية والمسارات التكوينية والمهنيّة، على الرغم من الصّور الاجتماعية النمطية التي ينتجها الحسّ المشترك حول هذه الفئة.
لقد عالجت أغلب المقالات المنشورة في إنسانيات "موضوع الشباب" من زاويتين مختلفتين[7]: زاوية ذات اتجاه "وظيفي"، تطرّقت في مضامينها إلى واقع هذه الفئة بغية فهم حاجياتها وخطاباتها وآمالها وآلامها، وكان هذا الطرح غالبا على جميع المقالات، أمّا الزاوية الثانية التي بحثت في أشكلة "مفهوم الشباب في الجزائر" وفهمه باعتباره منتوجا لتغيّرات اجتماعية لمجتمع غير رأسمالي[8] فجاءت مقالاتها قليلة جدا، وفي بعض الأحيان كانت محاولاتها محتشمة في تفكيك المفهوم وتبيئته نوعا ما. ويمكن القول في هذا المجال أنّ أغلب المقالات قد تفادت مقاربة المفهوم ومناقشته نظريا وابستمولوجيا مفضّلة "معالجة الأسئلة الظرفية المرتبطة بالمشاكل الطارئة للشباب"، وقد كرّس هذا الوضع بشكل أو بآخر استمرارية مواضيع "البؤس"[9] في سوسيولوجيا الشباب[10] في ظل محدودية مراجعة المفهوم والبحث في سياقات تشكّله وتاريخية تفكير الفاعلين فيه بالجزائر. مــا نقترحه من مقالات في هذا العدد من دفاتر إنسانيات - المترجم منها إلى العربية أو الذي سبق نشره باللغة نفسها - ينتمي إلى الزاوية الثانية لأنّها حاولت تجاوز الطرح الوظيفي وسعت إلى إثراء النقاش حول "مــا معنى أن يكون الفرد شابا في الجزائر؟".
تناقش مقالات المحور الأوّل في هذا الإصدار إشكاليات الإندماج (الإدماج) الاجتماعي للشباب في الجزائر ضمن سياق تحليل للمسألة الاجتماعية[11] ودور المؤسسات في رسم معالم دورة الحياة وتحديد مسارات العبور إلى حياة "البالغ أو الراشد" وطقوسه. وتقترح لذلك مواضيع "التمدرس والشغل"، "الحياة اليومية في المجتمع القروي"، "النشاط الجمعوي وممارسات المواطنة"، "الحرقة" (الهدّة سابقا) و"محاولات الانتحار".
بداية، يثير مقال عبدالكريم العايدي ونورية بنغبريط حول "معيش الشباب في وضعية الأزمة" ومقال محمد صايب ميزات الموسوم "بانوراما سوق العمل في الجزائر" صعوبات بناء مسارات الاستقلالية عند الشباب أثناء الانتقال من حالتي "التمدرس" و"العيش ضمن العائلة" إلى حالتي "النشاط المهني المستقر" و"تكوين الأسرة". وهذان المقالان، وإن كانا مرتبطين بظرفين تاريخيين مختلفين (سنوات التسعينات من القرن الماضي بالنسبة للمقال الأول والعشرية الثانية من القرن الحالي بالنسبة للمقال الثاني)، إلّا أنّهما يكشفان عن محدودية هوامش الحرّية عند الشباب المنتمي للعديد من الفئات الاجتماعية في مواجهة التغيّرات البنيويّة والظرفية الناتجة عن تغيّر ملامح سوق الشغل في الجزائر[12] خصوصا في ظل ارتفاع حدّة انتقائيته (نوع المسار التكويني، النوع الاجتماعي، الأصل الاجتماعي التي تمارسها قطاعات التشغيل) وتقلص فرص الشغل النمطي ضمنه. يمكن القول أنّ واقع الشغل يرهن إمكانيات تجسيد الاستقلالية و يدفع للبحث عن ديمومة الحماية - أو الرعاية - الاجتماعية التي توفرّها "العائلة" وبقية الانتماءات الأولية (الجماعة مثلا) إضافة إلى "تمديد عمر الشباب" في ظل عجز المؤسسات الاجتماعية عن توفير الإمكانيات الموضوعية لبناء الأحلام، و هي الفكرة الرئيسة التي يثيرها كريم صالحي في مقاله المقترح في هذا العدد والموسوم "أحلام المستقبل والمستقبل المأمول".
ولا ترتبط صعوبات تجسيد الاستقلالية عند الشباب بالعجز عن مواجهة التغيّرات التي يعرفها سوق الشغل في الجزائر منذ نهاية تطبيق مخطّطات الاصلاح الهيكلي (1994-1997)، بل يتجاوز ذلك، حسب عزالدين كنزي، ليشمل أيضا صعوبات تحقيق الذات في العالم القروي وضمن "فضاء جماعاتي" يسيطر عليه "الراشدون أو كبار السنّ"، أوجد تقسيما سلطويا للأدوار وفق مؤشر السنّ، من دون أن يتيح لهم هوامشا معتبرة لممارسات المواطنة خارج الأدوار "التقليدية" للجماعة (شكل من إنكار الاعتراف[13] بـ"الشباب"). ويبدو لفظ "الشباب" ضمن السياق الجماعاتي[14] وكأنّه لفظ غير متناسق مع محطّات دورة الحياة التي تحدّدها بعض معايير المخيال الاجتماعي المغاربي[15].
يمكن لصعوبات تحقيق الذات عند الشباب أن تتجاوز المواجهة مع الوضع الجماعاتي وتصل إلى مستوى العائلة، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بظاهرة "محاولات الانتحار" عند هذه الفئة، فـ"الإقبال على هذا الفعل المحرّم في بلد مسلم مثل الجزائر"، كما يناقش ذلك مصطفى ميموني، يستدعي مساءلة أنظمة الحماية لدى المؤسسات الاجتماعية، والتي تقف في كثير من الأحيان عاجزة عن الوقاية من "مجتمعات المخاطر" وعن تقديم إجابات مناسبة لمقتضيات "السّن الاجتماعي". وفي السياق نفسه، يمكن اعتبار "الهدّة"[16]... ثم "الحرقة" انعكاسا لضبابية النظرة للمستقبل في ظل "تمديد عمر الشباب"، فمقال مجاهدي مصطفى وحفيظة قباطي، إضافة لكونه يستعرض سيرا ذاتية "للحراقة" ويحلّل تجاربهم في بلد الوصول، فإنّه يدفعنا للتفكير في تعميق المقاربات الأنثروبولوجية حول ظاهرة الهجرة والانتقالات "لتأسيس تقاليد بحث في الموضوع بالجزائر"[17].
وتناقش مقالات المحور الثاني في هذا الدفتر بعض الممارسات الثقافية لدى الشباب وتقترح لذلك مواضيع "التديّن"، "ممارسة الرياضة"، "التعبئة في الفضاءات الافتراضية" و"اللغة"، بحيث تتيح مضامينها الوقوف على معوّقات تجلي الاستقلالية عند الشباب خصوصا عندما يتم مقاربة مضامينها انطلاقا من تحليل المفارقات الموجودة بين مقتضيات "السّن البيولوجي" و"السّن الاجتماعي" في علاقاتهما مع الأدوار الاجتماعية الموروثة وإمكانيات ملائمتهما لتطلعات الشباب .وفي هذا السياق، يمكن النّظر للأشكال الجديدة للتديّن الشبابي -كما يقترحه محمد مرزوق- من زاوية المواجهة بين منظومات التنشئة الاجتماعية التي مرّ بها الطلاب والمنظومة الجامعية "الحداثية" (إشكاليات التثاقف)، كما يمكن لمعطيات[18] هذا المقال أيضا أن تفتح المجال لمناقشة هذه المسألة ضمن مقاربة جيليّة ومؤسساتية[19] ترى في هذه الأشكال الجديدة للتديّن واختلاف مرجعياتها عند هذه الفئة على أنّها مسارات بحث عن تجسيد الاستقلالية الرمزية.
يمكن أيضا تحليل العلاقة المتناقضة بين العمرين أثناء قراءة مضمون المقال الذي يقترحه جمال بولبيار وطيب رحيل واللذان يتطرقان فيه إلى تحليل مشاهد من الحياة الرياضية في المجتمع القروي. فما يثيره الباحثان، من تحليل للإمكانيات التي يوفّرها السياق المحلي ضمن النسيج العمراني من أجل ممارسة الرياضة غير النخبوية، يطرح مسألة الترفيه وفضاءاته في صميم مطالب الاعتراف الاجتماعي بالخصوصية الاجتماعية لمرحلة عمريّة تبحث لنفسها، من خلال ممارسات الجسد، عن مكان ضمن الفضاء العام. يمكن القول أنّ "هجران" المؤسسات التقليدية لتأطير الشباب (دار الشباب[20]) والتي لا توفرّ القدر الممكن من الاستقلالية في تنظيم علاقاتها مع "الوقت الحرّ" بوصفه - وقتا للانفلات من الرقابة - يجعل الترفيه أحد أهم الرهانات الاجتماعية والمؤسساتية للتسيير السلطوي لوقت الفراغ.
وتمثل الممارسات الخطابية للشباب ولغاتهم أيضا شكلا من أشكال البحث عن الاستقلالية الرمزية في الأوساط الحضرية، فمقال خولة طالب الإبراهيمي حول لغة شباب باب الوادي (الجزائر العاصمة)،يقترح تحليلا مهما عن معنى الانتماء لحي شعبي بالعاصمة الجزائر، ويحثّ على مواصلة البحوث الميدانية من أجل تعميق الاهتمام بالممارسات الخطابية للشباب في الوقت الراهن (أهازيج الملاعب، لغة SMS، الكتابات الجدارية، الاستعمالات اليومية...) والبحث في القواميس اللغويّة والتعابير البيانية (شفهيا أو كتابيا) التي تستعملها هذه الفئة للتعبير عن ذاتها، خصوصا في ظل ما توفّره الوسائط الاجتماعية من إمكانيات "للتواصل الافتراضي" والتي تمثّل مجالا آخر لممارسة الاستقلالية الهويّاتية للشباب والتحايل على معايير الرقابة المؤسساتية ولغتها (العائلة، المدرسة،...)[21].
تجدر الإشارة إلى أنَّ فضاءات الحوار الافتراضي وما تشهده من "تعبئة" للشباب في التفاعل مع تسيير الشأن العام، مثلما يناقش ذلك مصطفى مجاهدي، تفنّد فكرة قطيعة هذه الفئة مع "السياسي" (المشاركة في الفعل الانتخابي، الانخراط في الأحزاب السياسية والجمعيات...)، وتكشف عن مواقفها من "الإقصاء" من المؤسّسات المؤطرة للفعل السياسي (الحزب، الجمعية،...)، والتي تعطي للتقسيم السلطوي للسنّ الدور الحاسم في إنكار الاعتراف بها وبنضالها[22]. ولا يقتصر الاقصاء فقط على الحقل السياسي، بل يتعدّاه - مثلما يوضّح ذلك محمد داود - إلى "الحقل الأدبي الجزائري" والذي تعامل بكثير من النقد وعدم الاعتراف مع ما قدّمه "الأدباء الشباب" حول "العشريّة الدمويّة" (وتوصيف روايات التسعينيات بالأدب الاستعجالي)، وهذا الوضع يوضّح أيضا صور تراتبية توزيع السلط والأدوار وفق معطى السّن حتى عندما يتعلقّ الأمر بحقول "الابداع الأدبي".
أخيرا، يضفي شعار "المستقبل للشباب" المهيمن على خطابات الفاعلين في الجزائر، منذ نهاية سنوات الثمانينات من القرن الماضي، حالة من الغموض الإجرائي حول تحديد من هم "الشباب في الجزائر؟" وما هي آفاق هذا "المستقبل الموعود؟"، فتمديد عمر هذه الفئة وتكريس الأشكال "التقليدية" لتوزيع السلطة ضمن مؤسسات التنشئة يكرّس صعوبات الاعتراف الاجتماعي بهذه الفئة، وهذا الوضع قد يزداد تأزما عندما لا يتيح المخيال الاجتماعي إمكانيات التطلّع إلى المستقبل في ظل الحضور القوي لخطابات اليأس الاجتماعي وصوره وفاعليه.
بيبليوغرافيا
بامية محمد، (2015). العلوم الاجتماعية في العالم العربي: أشكال الحضور. بيروت: المرصد العربي للعلوم الاجتماعية.
بومنير كمال، (2010). النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت. من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيت. الجزائر، منشورات الاختلاف.
حمودي عبد الله، (2018). العلوم الاجتماعية في العالم العربي: مقاربة الإنتاجات الصادرة باللغة العربية (2000-2016). بيروت: المرصد العربي للعلوم الاجتماعية.
عروس زبير، (2005). الحركة الجمعوية في الجزائر: الواقع والآفاق. وهران: منشورات مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.
الهراس مختار، (2015). دوريات العلوم الاجتماعية العربية: مناهج، مراحل ومقاربات. بيروت: المرصد العربي للعلوم الاجتماعية.
هونت أكسل، (2015). الصراع من أجل الاعتراف. القواعد الأخلاقية للمآزم الاجتماعية. ترجمة جورج كتورة، بيروت: المكتبة الشرقية.
Benhaddad, N. A. ; Boucherf, K. ; Hammouda, N.- E. ; Souaber, H. (dir.), (2019). La jeunesse algérienne : vécu, représentations et aspirations. Alger : CREAD.
Bonnefoy, L., et Catusse, M. (dir.), (2013). Jeunesse arabe. Du Maroc au Yémen : loisirs, cultures et politiques. Paris : La découverte.
Derras, O. (coord.), (2002). Le mouvement associatif au Maghreb. Oran : CRASC.
Hadibi, M. A. (coord.), (2014). Les jeunes faces à la famille et aux institutions de l’État : stratégies et représentations. Oran : DGRSDT/CRASC.
Hadibi, M. A. (coord.), (2014). Les jeunes filles dans les années 2000. Ces absentes omniprésentes. Oran : CRASC.
Merzouk, M. (coord.), (2012). Religiosité et quête identitaire en milieu étudiant. Oran : CRASC.
Moutassem-Mimouni, B. (dir.), (2010). Tentative des suicides et suicide des jeunes à Oran, Oran : CRASC.
Salhi, M. B. (dir.), (2014). Engagement citoyen et modes de mobilisation des jeunes dans les organisations de société civile. Oran : DGRSDT/CRASC.
فؤاد نوار - Fouad NOUAR
الهوامش
[1] بلغت عدد المشاريع الوطنية للبحث (PNR 2012-2014) حول الشباب أكثر من 20 مشروعا، وبلغت عدد المشاريع التي أشرف على إعدادها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أكثر من 15 مشروعا خلال 20 سنة الأخيرة.
[2] "التقرير الوطني حول التنمية البشرية (2013-2015): أية مكانة للشباب ضمن آفاق التنمية البشرية المستدامة بالجزائر"، المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجزائر، بالتعاون مع برنامج الأمم المتّحدة للتنمية، النسخة الرقمية للتقرير ضمن الموقع الرسمي للمجلس.
[3] الأعداد الموضوعاتية التي شهدت حضورا ملفتا للمقالات حول الشباب هي:
- العدد الموضوعاتي الموسوم "المدرسة: رهانات مؤسساتية ومجتمعية"، العدد المزدوج 60-61، (أفريل-سبتمبر 2013).
- العدد الموضوعاتي الموسوم "الشباب بين الحياة اليومية والبحث عن الهويّة"، العدد المزدوج 55-56 (جانفي-جوان 2012).
- العدد الموضوعاتي الموسوم "الرياضة، ظاهرة وممارسات"، العدد 34، (أكتوبر-ديسمبر 2006).
[4] بلغ عدد المقالات التي اهتمت "بموضوع الشباب" (بوصفه فاعلا مركزيا أو بصفته فاعلا ثانويا) في مجلة إنسانيات 113 مقالا من بين 683 مقالا منشورا (من العدد 01 إلى غاية العدد المزدوج 80-81). يمكن التفريق بين نوعين من المقالات التي قاربت موضوع الشباب: مقالات كان الشباب فيها محور الأشكلة وبلغت نسبة ذلك 8.49% ومقالات عالجت الإشكالية نفسها بطريقة غير مباشرة 8.01%.
[5] غاب "موضوع الشباب" عن العديد من أعداد مجلة إنسانيات (حوالي 20 عددا)، وقد مثلت مواضيع السكن، الفلاحون الجزائريون، وبعض الأعداد المهتمة بالعمران والمدن، المخيال والأدب، الفضاءات الجنائزية، الصحّة... نماذجا لهذا الغياب.
[6]تكشف القراءة الأولية للمقالات عن غلبة المقاربات المهتمة بالهشاشة الاجتماعية، المخاطر والمراقبة... مواضيع تفضّل مقاربة سوء الأوضاع الاجتماعية التي تعترض فئة الشباب وتبحث في البؤس الاجتماعي ومظاهره لدى هذه الفئة. "الشباب" في هذه المقالات هم: الحيطيست، الحراقة، البطالون، المتسرّبون من المدرسة، محاولو الانتحار، المهمّشون من طرف المؤسسات الاجتماعية التقليدية والحديثة، المتديّنون بطريقة متعارضة مع هو شائع، المتواجدون في حالة من الهشاشة الاجتماعية والمهنية ...
[7]يقترح كمال بوشرف بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، قراءة نقدية ثرية للأدبيات التي اشتغلت حول الشباب في الجزائر (من خلال تحليل مضامين أكثر من 50 عنصرا بيبيوغرافيا) ويرى هذا الفريق (عكس ما نقترحه من تصنيف) أنّ الدراسات حول الشباب في الجزائر قد انقسمت إلى نوعين: دراسات تحلل الفروقات السوسيو اقتصادية والسياسية والاجتماعية من أجل فهم الممارسات والخطابات ودراسات اهتمت بتحليل طرق بناء التمثلات ونوعية الأدوار الاجتماعية. أنظر:
Boucherf, K., et al. (2019). La jeunesse en Algérie : revue de littérature. In N. A. Benhaddad, K. Boucherf, N. E. Hammouda, H. Souaber, La jeunesse algérienne : Vécu, représentations et aspirations, Alger : CREAD, p. 29-73.
[8]سبق أن أشار جيلالي ساري في 2004 إلى هذه الملاحظة عندما كشف عن غياب الدراسات التي قاربت هذه الفئة من أجل إشكالية غايتها مقاربة المفهوم وتحديده: ما معنى أن يكون الفرد شابا في الجزائر؟" أنظر:
Sari, D. (2008). Les jeunes et ses révoltes incessantes. In N. Benghabrit- Remaoun et M. Haddab, État des savoirs en sciences sociales et humaines 1954-2004. Oran : CRASC, p. 269-280.
[9] Safir. N. (2012). La jeunesse algérienne : profond malaise durable. Confluence méditerranéenne, 81, 153-161.
[10] Cf., Hamel, J. (1999). La jeunesse n’est pas qu’un mot…petit essai d’épistémologie pratique. In M. Guatier et J.-F. Guillaume, Définir la jeunesse ? D’un bout à l’autre du monde. Paris : l’Harmattan, p. 29-44.
[11] Cf., Castel. R. (2009). La montée des incertitudes. Travail, protection, statut de l’individu. Paris : Seuil.
[12]"هل مشكل الإدماج المهني للشباب مرتبط بإشكاليات "الشغل" أو يتعدى ذلك ليطرح مسألة "العمل"؟ عند إثارة مسألة صعوبات الإدماج المهني فإنّنا كثيرا ما نقاربها ضمن سياق تنامي الأهمية الاجتماعية للشغل الدائم le plein emploi (الذات الاجتماعية محددة من خلال الذات المهنية)، وهذا الوضع يشير إلى مفارقة تعرفها المجتمعات الرأسمالية وسبق أن ناقشت مضمونها دومينيك ميدا قائلة : "القرن العشرون هو قرن الشغل وليس قرن العمل، لذا يعود على الدولة ضمان منصب لكل فرد يكون سبيلا للحصول على نصيب من الثروة ويكوّن من خلالها مكانة اجتماعية... الشغل هو عمل مأجور لا يمثل فيه الأجر المقابل المادي لخدمة العمل فقط بل يمثل قناة الاستفادة من التكوين ومن الحماية الاجتماعية وسبيلا لإشباع الحاجات" (ص. 136).
Meda, D. (1995). Le travail, une valeur en voie de disparition. Paris : Alto Aubier.
وإذا كانت صعوبات الادماج المهني بالنسبة لفيلسوف العمل أندري قورز ليست قضية شغل بل تثير مسألة التقسيم الاجتماعي للخيرات، فإنّ مساءلة تحليل أسباب فشل سياسات التشغيل قد تبقى قاصرة إذا لم تناقش وبعمق مسألة توزيع الخيرات لأنّ صعوبات الإدماج ليست مرتبطة "بقلة العمل" بل مرتبطة "بتوزيع الخيرات ومدي استفادة فئات المجتمع" من هذا التوزيع. أنظر:
Gorz, A. (1997). Misères du présent, richesse du possible. Paris : Galilée.
[13]أنظر: أكسل هونت (2015)، الصراع من أجل الاعتراف. القواعد الأخلاقية للمآزم الاجتماعية، ترجمة جورج كتورة، بيروت، المكتبة الشرقية.
[14]سبق أن لاحظنا بعض معالم هذا الانكار عندما قمنا بالتحقيقات الميدانية في غرداية (2010-2014) أو في أدرار (2016).
[15] Marouf, N. (2005). Les fondements anthropologiques de la norme maghrébine. Hommage à Jacques Berque. Paris : l’Harmattan.
[16] استعمل لفظ "الحيطيست" (وغيره من النماذج الشبابية) للتعبير عن الرغبة في الهجرة سنوات التسعينات من القرن الماضي بعد الحصول على الفيزا". وقد "دوّن" هذا اللفظ في أحد أشهر أغاني "الشاب حسني" (ما بقاش الهدّة). يمكن لمضامين الأغاني، وخاصة أغاني الراي، باعتبارها تعابير فنية ولغويّة، أن تكشف التغيّرات في الأذواق الموسيقية لدى هذه الفئة. أنظر:
Bouziane, D. et Miliani, H. (1996). L’aventure du Raï. Musique et société. Paris : Seuil.
[17] أنظر عدد مجلة إنسانيات (69-70) الموسوم "الهجرات، رؤى من الجنوب"، جويلية-ديسمبر 2015.
[18] لقد بيّنت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين (جيلالي المستاري، مصطفى مجاهدي، فؤاد نوار) في المركز حول "المرجعيات الدينية للشباب 15-34 سنة" (2014) على عينة شملت 5077 شابا في ولايتي وهران وغرداية أنّ العامل السّن محدّد للمرجعيات لتديّن وأشكاله عند الشباب، فإذا كانت الفئة ما بين 15-22 سنة ذات مرجعية سلفية في غالبية ممارساتها ومرجعياتها في طلب الفتوة فإنّ الفئة العمرية 29-35 سنة لا تكاد تختلف في ذلك عمّا هو شائع في المجتمع. علينا القول أيضا أنّ ظاهرة تديّن الشباب، مثلما أشار إلى ذلك محمد مرزوق، تحتاج إلى الحذر أثناء التعميم، (أكثر من 60% من العينة المبحوثة لا تطلب الفتوى وليس لها مرجعية دينية تفضلها). أمام هذا الوضع قد يكون الخطاب حول مسألة المرجعية الدينية الوطنية ومسألة انفلات الشباب عنها شكلا من أشكال البحث عن الضبط الذي يحاول أن يمنع كل محاولات لبناء استقلالية الفرد.
[19] Cf., Dubet, F. (2002). Le déclin des institutions. Paris : Seuil.
[20]واقع بعض دور الشباب والمكتبات البلدية مثلما لاحظناه أثناء المشروع الموسوم "الشباب والسياسات العمومية للتكوين، التشغيل والترفيه. حالة وهران غرداية" (مؤشر تردّد الشباب على هذه المؤسسات بناء على دراسة ميدانية في بعض بلديات ولاية وهران وولاية غرداية، 2014) يكشف في مفارقات تضع السياسات العمومية للترفيه وتسيير وقت الفراغ بعيدة عن مسايرة و فهم مقتضيات وقت الفراغ عند الشباب (الهوايات والترفيه).
[21] يمكن اعتبار العدد الموضوعاتي لمجلة إنسانيات الموسوم: "الممارسات اللّغوية المتعدّدة و التنقّل بين البلدان المغاربية وأوروبا"، العدد المزدوج 77-78، جويلية-ديسمبر 2017، إثراءً مُهمًّا.
[22] ممارسات الشباب للسياسة واقع اجتماعي لا يمرّ حتما عبر مؤسساتها التقليدية (الحزب السياسي، الجمعية)، كما أن "نضاله من أجل الحياة" ليس مرتبطا دائما بمنظومات تعبئتها التقليدية. يقترح أصف بيّات مقاربة أخرى لأشكال النضال غير الخاضعة للتأطير المؤسساتي والتي يمكنها أن تنتج "اللاحركة اجتماعية". تتبع النشاط الشباب وأشكال نضاله (في الملعب، في السوق الموازي، ...) خارج هذا التأطير يمكن أن يساعد على فهم علاقاته مع "السُلط" ومع " السياسي". أنظر:
بيات آصف، (2014). الحياة سياسة. كيف يغيّر بسطاء الناس الشرق الأوسط. ترجمة أحمد زائد، القاهرة: المركز القومي للترجمة.
Text
دفاتر إنسانيات
- عدد 01 : الجزائر تحولات اجتماعية و سياسية
- عدد 02 : الجزائر : الهوية والتاريخ والتحولات العمرانية
- عدد 03 : المجتمع المدني و المواطنة
- عدد 04 : أنثروبولوجيا المجتمعات المغاربية : بين الماضي و الحاضر
- عدد 05 : الشباب ومسألة الاعتراف في الجزائر دراسة حالات
- عدد 06 : الصحراء مجتمعات و ثقافات
- عدد 07 : في الهجرة و المنفى
- عدد 08 : التسمية بين الأعلام و المعالم